الحسني يقدّم فلسفة الاختلاف في معرض الرياض الدولي للفلسفة
klyoum.com
أخر اخبار السعودية:
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصىالرياض - رؤى مصطفى
قدّم الزميل عبدالله الحسني مدير التحرير للشؤون الثقافية مساء أمس الأول ورقته الفكرية الموسومة بـ «ما بعد الغلاف: الحوار، والسؤال، ومعنى الاختلاف»، وذلك ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للفلسفة، بتنظيم من أكاديمية الفلسفة، في إطار الحراك الفلسفي والثقافي الذي تشهده المملكة.
وجاءت الورقة بوصفها قراءة فلسفية معمّقة لتجربة كتابه «الاختلاف… أفسد للودّ قضية»، حيث تجاوز الحسني المقاربة الوصفية للكتاب، متناولًا البنية العميقة لتجربة الحوار بوصفه فعلًا معرفيًا وأخلاقيًا، لا مجرد ممارسة صحفية أو تقنية سؤال وجواب.
واستهل الحسني ورقته بالإشارة إلى أن الحوار -في جوهره- ليس شكلًا لغويًا عابرًا، بل وضعية وجودية تقوم على تعليق اليقين، واحتمال الاختلاف، وبناء المعنى في المسافة بين الذات والآخر، مؤكدًا أن تجربته مع الحوار انطلقت من هذا الفهم الفلسفي لا من الدافع المهني وحده.
كما أوضح أن جزءًا كبيرًا من حوارات الكتاب تم عبر البريد الإلكتروني والفاكس، وهو ما أتاح -بحسب تعبيره- «بطئًا معرفيًا ضروريًا» مكّن الإجابات من أن تكون ثمرة تفكير ومراجعة، لا ردود فعل آنية.
وتوقف الحسني عند مفهوم «السؤال الذكي المستفِز بوعي»، موضحًا أنه لجأ أحيانًا إلى ما سمّاه «الدهاء الصحفي الإيجابي»، لا بهدف الإحراج، بل لدفع المحاوَر إلى منطقة اعتراف أو مكاشفة لم تكن متاحة في الخطاب العام، كاشفًا أن بعض الأسئلة أفضت إلى اعترافات ومعلومات مفارِقة أسهمت في تعميق البعد الإنساني والمعرفي للنص.
وفي قراءته لعنوان الكتاب، أكد الحسني أن الاختلاف في ذاته ليس مشكلة، بل إن الأزمة تكمن في طريقة إدارة الاختلاف حين يتحول إلى إلغاء أو تخوين أو رغبة في الهيمنة، مشيرًا إلى أن الاختلاف حين يُدار بوصفه تعددًا في طرق الفهم يمنح الودّ عمقًا أخلاقيًا ومعرفيًا بدل أن يفسده.
ونوّه الحسني بالحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة اليوم في ظل رؤية 2030، معتبرًا أن تجربته استفادت من هذا التحول، وأنّ هذا الحراك لم يقتصر على البنى والمؤسسات، بل امتد إلى نمط التفكير نفسه، وهو ما عزز حراكنا الثقافي وأثره، وأكسبه هذا البُعد الخلاّق.
وأشاد الحسني بدور أكاديمية الفلسفة في تنظيم هذه الفعالية النوعية، مثمنًا جهودها في خدمة الفلسفة والثقافة والفن، ومشيدًا برؤية مؤسستها والمشرفة عليها الدكتورة منى الحمود في جعل الفلسفة فعلًا حيًا في المشهد الثقافي السعودي.
وشهدت الورقة تفاعلًا لافتًا من الحضور، حيث أعقبتها مداخلات وأسئلة ناقشت مفاهيم الحوار، والسؤال، والاختلاف، وحدود العلاقة بين الفلسفة والممارسة الثقافية اليومية ومن أبرز المداخلات المستشار الثقافي د. عادل الحارثي، والكاتب عوضة الدوسي ومحمد العتيبي ود. منى الحمود.
واختتم الحسني ورقته بالتأكيد على أن: «الحوار هو الامتحان اليومي للفلسفة في الحياة، وأن الاختلاف -حين يُدار بوعي- لا يفسد للودّ قضية، بل يمنحه عمقًا جديدًا».