اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٧ كانون الأول ٢٠٢٥
الرياض - الثقافي
تشارك مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي في النسخة الثالثة من مهرجان 'بين ثقافتين'، الذي تنظمه وزارة الثقافة في مدينة الرياض، بالتزامن مع فعاليات العام الثقافي السعودي الصيني 2025 خلال الفترة من 24 ديسمبر 2025 - 6 يناير 2026، وذلك عبر جناح يقدم برنامجًا تفاعليًا يعرّف الزوار بفنون الخط العربي، ويبرز امتداداته الحضارية ودوره في مسارات التبادل الثقافي بين المملكة والصين.
ويقدّم الجناح محتوى معرفيًا يتيح للزوار التعرف على جماليات الخط العربي ومدارسه وأساليبه، من خلال عروضٍ مباشرة يقدمها خطاطون متخصصون، إلى جانب مجموعة من التفعيلات الثقافية المصممة لإشراك الجمهور في تجربة معرفية لا تقتصر على المشاهدة فحسب، بل تشمل المشاركة والتفاعل وتكوين فهمٍ أعمق لروابط الفن بين الحضارتين العربية والصينية بما يتعلق بالخطوط.
ويضم الجناح عددًا من الأنشطة التي تجمع بين الفنون التقليدية والتقنيات الحديثة، ومن أبرزها فعالية 'تطريز بكين' التي تستعرض أحد أشهر الفنون الصينية بأسلوب يدمج الزخرفة العربية مع التقنيات الشرقية القديمة، كما يشهد الجناح فعاليةً للخط العربي الصيني، يشارك فيها خطاطون من البلدين لكتابة أسماء الزوار بخطٍّ يجمع عناصر المدرستين العربية والصينية، في مشهدٍ يعكس تلاقي الفنون عبر تاريخٍ طويل من التواصل الحضاري.
كما يعرض الجناح استخدام التقنية في الخط العربي، وهو ما يتيح للزوار مشاهدة دمج التكنولوجيا الحديثة مع فنون الكتابة التقليدية، ويتضمن كذلك ركن الهدايا التذكارية التي تحمل كتاباتٍ عربيةً وصينية، ومساحةً مخصصة لتجربة الخط الصيني باستخدام أدواته التقليدية، وفعالية الرسم على الرمل التي توظف الحروف العربية بأسلوبٍ بصري مستوحى من البيئات الصحراوية، إضافة إلى فعالية الخط العربي على طريق الحرير التي تستعرض المحطات التاريخية التي التقت فيها الفنون بين الحضارتين عبر مسارات التجارة القديمة.
وتُبرز هذه المشاركة العلاقة العميقة بين الخط العربي والصيني، إذ تشير الدراسات التاريخية إلى أن طرق التبادل التجاري والثقافي، ولا سيما طريق الحرير، أسهمت في انتقال تقنيات وأدوات الكتابة والزخرفة بين الحضارتين، بما انعكس على تطور أشكال الخط وأساليبهما خلال فترات زمنية متعاقبة.
وتأتي مشاركة المركز في المهرجان ضمن جهود وزارة الثقافة لتعزيز حضور الخط العربي عالميًا، ودعم المبادرات التي تسهم في توثيق التعاون الثقافي والفني بين المملكة والدول الصديقة، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز الهوية الوطنية وإبراز الإرث الحضاري للمملكة.










































