أخضر المونديال.. نسخة استثنائية بمكاسب عالمية

قدم المنتخب الوطني نسخة استثنائية من نهائيات كأس العالم لكرة القدم رغم الخروج من دور المجموعات لمونديال قطر 2022، غير أن المملكة خرجت بمكاسب لا تقدر بثمن، على جميع الأصعدة الكروية والسياحية.

فقدم صقورنا الخضر صورة رائعة لكرة القدم السعودية، ودليلًا على تطورها ونهضتها، من خلال مقارعة منتخبات عالمية، بحجم الأرجنتنين بوجود ميسي وكوكبة النجوم الآخرين، تبلغ قيمتهم التسويقيم 645.20 مليون يورو، وبولندا بحضور ليفاندوفيسكي ورفاقه، وبقيمة تسويقية تبلغ 255.60 مليون يورو، وحتى أمام منتخب المكسيك وقيمته 179.10 مليون يورو، في حين تبلغ قيمة منتخبنا التسويقية 25.20 مليون يورو.

setTimeout(function() { $.getScript('//a.teads.tv/page/114691/tag'); },5000); وما كان لمنتخبنا أن يقدم هذا الاداء الاستثنائي، لولا الدعم المعنوي والمادي الذي يقدمه سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان خاصة خلال اجتماع سموه مع اللاعبين عندما قال لهم: «استمتعوا بمباريات المجموعة الثلاث، أدوا دون ضغوط نفسية يمكن أن تؤثر على أدائكم الطبيعي»، وأشار سموه إلى صعوبة المجموعة في كأس العالم، وأنه «ليس متوقعاً من المنتخب تحقيق نتائج كبيرة، لكن الدعوات معهم، والجميع يتابعون أولاً بأول، وإن شاء الله القادم أفضل».

كما سوق منتخبنا الوطني، ومعه الجماهير السعودية للمملكة سياحيًا، بأن لفت أنظار العالم للكرة السعودية وللثقافة السعودية، بعد أن فرضت أهازيج الجمهور السعودي على جماهير جميع الدول المشاركة بالمونديال، بل بين متابعي كرة القدم على مستوى العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنها أهزوجة «ميسي وينه».

ومن المكاسب التي خرج بها الصقور الخضر من مونديال 2022، تسليط الضوء على عدد من اللاعبين، حيث بدأ عدد من الوسطاء الدوليين متابعة بعض لاعبينا، ومن أبرزهم سعود عبدالحميد، ومحمد كنو، وحسان تمبكتي، وفراس البريكان، وهناك ناد أسباني كبير يبدي اهتمامًا بسعود عبدالحميد، فضلًا عن الأندية التي اهتمت بمتابعة لاعبي منتخبنا، باريس سان جيرمان و مانشيستر يونايتد، وناد إسباني كبير.

وسيكون هناك دور لاتحاد كرة القدم مع الأندية في تسهيل احتراف لاعبيها، مع الأخذ في الاعتبار دور وزارة الرياضة في التوجيه والتوجه، لنفتح طريق العالمية أمام اللاعب السعودي، طالما أننا نمتلك الخامة الجيدة، فلابد من صقلها بالتجربة من خلال المشاركة في الدوريات الكبرى، ومستويات عالمية من المنافسة.

كما كان محمد العويس سدًا منيعًا في جميع مباريات منتخبنا، وانتصر لثقة رينارد فيه، عندما أصر على ضمه رغم أنه لا يشارك أساسيًا مع في الدوري المحلي، وتتحدث وسائل إعلام غربية عن كفاءته كحارس قوي، حمل المنتخب على اكتفاه في كل مباريات المجموعة الثالثة بالمونديال، بل أنه اختير رجل المباراة أمام الأرجنتين بقدرته العالية على مواجهة نجوم منتخب التانجو.

الأداء الفني

قدم الأخضر أمام الأرجنتين وفي مستهل مشواره بمونديال قطر 2022، أفضل مباراة في تاريخه على الأطلاق، وتوجها بانتصار تاريخي (2-1)، سيدون في سجلات كرة القدم العالمية، ورغم تلقي شباك منتخبنا هدفًا مبكرًا في تلك المباراة، وتعرض أثنين من أهم العناصر للإصابة ومغادرتهم المباراة والبطولة، سلمان الفرج وياسر الشهراني، غير أن لاعبينا لم يهتزوا، وحاصروا المنتخب الأرجنتيني داخل مناطقه، في ردة فعل أبهرت العالم، حتى قلبوا النتيجة لصالحهم.

وفي مباراة بولند أكد المنتخب السعودي بأن ما قدمه أمام الأرجنتين لم يكن صدفة أو مفاجأة عابرة، بل قدم الصقور واحدة من أفضل مبارياتهم في تاريخ كرة القدم السعودية، وبقليل من التوفيق، كنا شاهدنا نتيجة أخرى غير التي انتهت بها المباراة، بعد أن صال وجال نجوم الأخضر، وهددوا مرمى تشيزني حارس بولندا، لولا أن الحظ أدار ظهره للاعبينا في تلك المباراة، وحتى ركلة الجزاء التي احتسبت لمنتخبنا، تخلى التوفيق فيها عن سالم الدوسري، ولو سجلت في ذلك التوقيت لتغير كل شيء في المباراة.

ومن سوء الطالع أيضًا أن يرفض حكم الساحة أو حكم الفيديو إعادة ركلة الجزاء، بعد إجماع كل المختصين على أن الحارس خرج من مرماه قبل تسديد اللعبة، مما يستوجب إعادة الركلة، عمومًا فقد أضاع ميسي مثلها وتصدى لها الحارس البولندي.

وأمام المكسيك لاشك أن منتخبنا قدم أقل مبارياته من الناحية الجماعية والفردية، وذلك بسبب التغييرات الكثيرة في التشكيل لتعويض المصابين، ففقدان أكثر من 4 لاعبين أساسيين بسبب الإصابة وتراكم البطاقات في مباراة مفصلية، يهد أي منتخب.

رينارد قدم منتخبًا بهوية وبصمة مميزة

نجح الفرنسي هيرفي رينارد في تقديم نسخة خاصة من المنتخب السعودي بهوية وبصمة واضحة، على المستوى الفني والمعنوي، وبرز في زرع الثقة في نفوس اللاعبين، خاصة بدوره الرائع في غرفة الملابس بين الشوطين، ولاشك أن استمراره لمواصلة المشوار مع الأخضر أصبح مطلبًا، خاصة في ظل التناغم بينه وبين اتحاد كرة القدم والمسؤولين.

يعاب على رينارد إصراره على مجموعة محددة من اللاعبين ودفع ثمن ذلك أمام المكسيك، وكان يجب عليه النظر لبدائل جديدة ومتوفرة في الدوري، قد لا تكون بنفس جودة بعض الأساسيين، لكنه قادر على الاستفادة منهم وإخراج أفضل ما لديهم.

ومثلاً ليس منطقيًا أن يشارك سعود عبدالحميد في 4 مراكز خلال 3 مباريات فقط، فقد ظهري أيمن وأيسر وقلب دفاع و محور، وكان لا بد من مغادرة ياسر الشهراني تجهيز ناصر الدوسري لهذا المركز، وسبق له أن شغله بنجاح مع فريقه.

كلمة أخيرة:

قد أجاد المدرب رينارد في قيادة المنتخب فنيا كما أبدع اللاعبون في تقديم أفضل مالديهم ولكن كان بالإمكان أفضل مما كان.

setTimeout(function() { $.getScript('//a.teads.tv/page/114691/tag'); },5000);