اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
مشروع الرمالي يحصد إشادات دولية ويجسّد رؤية المملكة في تسخير التقنية لإنقاذ الأرواح
حصد مشروع 'منارات الليزر الشمسية'، الذي ابتكره المستكشف البيئي محمد فهيد الرمالي الشمري، إشادة واسعة من وسائل إعلام عالمية، بوصفه نموذجًا إنسانيًا فريدًا يُسخّر الطاقة النظيفة والتقنية الحديثة لإنقاذ الأرواح في واحدة من أصعب البيئات الطبيعية في العالم.
وأطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة المشروع رسميًا في صحراء النفود شمال منطقتي حائل والجوف في 26 سبتمبر 2021، ليُترجم فكرة الرمالي إلى واقع فعّال، من خلال منارات تعمل بالطاقة الشمسية وتُطلق أشعة ليزر مرئية لمسافات بعيدة تُرشد التائهين نحو أقرب مصادر المياه.
وسلطت صحيفة The Telegraph البريطانية الضوء على المشروع، واصفة إياه بأنه 'ابتكار سعودي فريد' يتميّز بفعاليته العالية رغم بساطته، واعتبرته مثالًا ذكيًا لتسخير التكنولوجيا لخدمة السلامة الإنسانية في المناطق النائية.
كما وصفت صحيفة Arab News المشروع بأنه 'ترجمة عملية لرؤية المملكة 2030 في توظيف الطاقة المتجددة لخدمة الإنسان'، مشيدة بدور الرمالي في إطلاق الفكرة ومتابعة تنفيذها ميدانيًا.
وفي تغطية أخرى، وصف موقع Monsieur Lifestyle الفرنسي المنارات بأنها 'منارات حياة'، مؤكدًا أن الابتكار منخفض التكلفة وعالي الأثر، وقابل للتطبيق عالميًا في بيئات مشابهة. بينما نشر موقع Global South World تقريرًا بعنوان: 'السعودية تضيء الصحراء لمنع الضياع: منارات شمسية توجه التائهين نحو الماء'.
كما تداول آلاف المستخدمين حول العالم صورًا ومقاطع فيديو للمنارات عبر منصات مثل Reddit، حيث شبّهها البعض بـ'منارات Minecraft الخيالية ولكنها تنقذ بشرًا حقيقيين'، في دلالة على الأثر الإنساني والبصري للفكرة.
ويضم المشروع حاليًا 11 منارة موزعة في مواقع استراتيجية بصحراء النفود، ويُعد جزءًا من جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة لتعزيز السلامة العامة باستخدام حلول تقنية مستدامة تعتمد على الطاقة الشمسية، وتعمل بشكل تلقائي دون الحاجة إلى تجهيزات معقدة. ويُخطط لتوسيع نطاق المشروع ليشمل مواقع صحراوية إضافية في مناطق أخرى من المملكة.
ويعود أصل الفكرة إلى محمد فهيد الرمالي الشمري، المستكشف البيئي المهتم بالموروث الصحراوي، الذي عاش سنوات طويلة في بادية النفود، وشهد عن قرب معاناة التائهين من الرحالة والمتنزهين في الصحراء.
وفي موقف مؤثر، اضطر الرمالي إلى مساعدة عدد من المفقودين الذين تأخر العثور عليهم بسبب ضعف الرؤية وغياب العلامات البصرية، وهو ما دفعه للتفكير في وسيلة إرشادية تكون مرئية من مسافات بعيدة، حتى في الليل.
ويقول الرمالي في تصريح سابق: 'الصحراء قاسية، لكنها مليئة بالحلول إذا دمجنا فهمنا للطبيعة مع التقنية الحديثة. أردتُ أن تكون هذه المنارات شاهدة على أن أبسط فكرة قد تُنقذ حياة إنسان.'
وبإصرار شخصي وتعاون رسمي، تحولت الفكرة إلى مشروع وطني يُسجَّل باسم المملكة كأحد أذكى الابتكارات البيئية الإنسانية في العالم، مجسدًا الريادة السعودية في تسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان... من الرمال إلى الريادة.