غياب المقاييس يعوق تشخيص مصابي عسر الكتابة

سحر أبوشاهين - الدمام

يشكل غياب مقاييس ودليل إجرائي باللغة العربية لفحص وتشخيص الأطفال المصابين بعسر الكتابة «دسغرافيا» عقبة تعوق التعرف عليهم وتمييز من يعانون هذا الاضطراب عن بقية الاضطرابات الأخرى الأمر الذي يؤثر على الطالب نفسيا واجتماعيا، وبالتالي تقديم المساعدة لهم. لا سيما مع عودة طلاب الابتدائية لمقاعد الدراسة بعد غياب عامين، وأهمية معالجة الفاقد التعليمي، وتعويض النقص في المهارات الأساسية وعلى رأسها الكتابة.

وأوضح أستاذ التربية الخاصة المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور خالد المحرج لـ»مكة»، أن الأبحاث والدراسات عن هذا الاضطراب في العالم العربي عموما قليلة ومحدودة ولم يسلط عليه الضوء بالشكل الكافي مقارنة بأنواع اضطرابات أخرى، حيث إن المقاييس المتوفرة لتشخيص المصابين بهذا الاضطراب موجود فقط باللغة الإنجليزية ومخصصة لقياس اضطراب الكتابة للغة الإنجليزية، وبالتالي لا يمكن استخدامها لاكتشاف الاضطراب لدى من يكتبون باللغة العربية.

ونوه إلى أن الكتابة هي مهارة تتطور في مرحلة الطفولة المبكرة، وهي ذات أهمية حيوية للتعلم وكذلك أنشطة الحياة اليومية ويفترض خلال عملية التعلم أن يكون الطفل قادرا على الكتابة بشكل تلقائي في الصف الثالث الابتدائي. عسر الكتابة هو أحد أنواع صعوبات التعلم. ويشار إليه في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) بأنها خلل في آلية التعبير الكتابي ويظهر في عدم القدرة على التحكم بخطوات الكتابة المتمثل في خلل في التآزر الحركي البصري. ويفترض أن يتم تشخيصهم عندما يبدأ الأطفال في الكتابة للمرة الأولى، وغالبا في رياض الأطفال أو الصف الأول، وهذا الاضطراب ينتشر بين الذكور أكثر من الإناث.

وأضاف المحرج بأن المهارات الحركية الدقيقة لدى ذوي عسر الكتابة تتطلب التحكم في حركات العضلات الصغيرة مثل تلك اللازمة للكتابة والتحدث، وتتطور ببطء مع مرور الوقت، وبذلك فهي تعوق القدرة على تلبية الواجبات الكتابية المدرسية العادية، ولأن هذا الاضطراب يؤثر على وجه التحديد في قدرة الطفل على إنتاج عمل مكتوب، فإنه يمكن أن يكون ملاحَظا بشكل مباشر لذوي الطفل والمعلمين وزملائهم في الدراسة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى فقدان الطفل احترامه لذاته، ويؤدي بهم إلى الشعور بالفشل والاستسلام، ويشعر الطفل من ذوي عسر الكتابة بأن الكتابة عملية شاقة عليه للغاية ومؤلمة وبالتالي يحاول تجنبها. وإضافة للضغط الذي يتعرض له الطفل في المنزل والمدرسة واتهامه من قبل بعضهم ربما بـ»الكسل» وعدم الاهتمام بالدراسة، يزيد من هذا الشعور عدم تشخيص مشكلة

الطفل بشكل صحيح وعدم تقديم المساعدة اللازمة له في وقت مبكر ويمكنه من التحسن واكتساب المهارات الأساسية للحاق بأقرانه في الوقت المناسب.

أكد على أهمية توجيه اهتمام أكبر من قبل المعنيين في وزارة التعليم والصحة لهذا الاضطراب بدعم الأبحاث والدراسات في هذا الشأن.

اضطراب عسر الكتابة بحسب المحرج:

يظهر في أشكال متعددة من البسيط إلى المتوسط ثم الشديد.

الحالات المتوسطة والشديدة تكون المشاكل الكتابة جلية عندهم لكنها بحاجة إلى تشخيص دقيق.

تظهر الكتابة عندهم في أشكال غريبة مثل الكتابة بالمقلوب مثلا يكتب الكلمة كما تظهر في المرآة.

يحتاج المتخصصون إلى برامج تخصصية للتعامل مع هذا الاضطراب حتى لا يتم الخلط بينه وبين أشكال أخرى من الاضطرابات.