اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الرياض- 'الرياض'
نظّم قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، ممثّلاً في لجنة النشاط والشراكة المجتمعية، جلسة حوارية بعنوان «الاتصال الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية: نظرة مستقبلية»، شارك فيها الكاتِبٌ الصحفي بوكالة الأنباء الصينية «شينخوا» والباحثٌ في الشأن الصيني المهندس فهد عريشي، وأدار الجلسة عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام ومقرّر لجنة النشاط والشراكة المجتمعية الدكتور أحمد معيدي، وذلك في القاعة الكبرى بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، بحضور رئيس قسم الإعلام الدكتور فيصل العقيل، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب والمهتمين بالتواصل الثقافي، وذلك ضمن مساهمة القسم في فعاليات العام الثقافي السعودي الصيني الذي يصادف هذا العام 2025م.
وفي مستهل كلمته، سلّط المهندس فهد عريشي الضوء على أبرز محطات الاتصال الثقافي والاجتماعي بين المملكة وجمهورية الصين، بدءاً من اللقاء الكروي التاريخي عام 1984م بين المنتخب السعودي والمنتخب الصيني، والذي مثّل نقطة انطلاقٍ لتبادل المعرفة الثقافية بين الشعبين، ثم على مدى السنوات ارتفعت وتيرة التواصل الرسمي الإيجابي بين البلدين العظيمين، وتحولت العلاقة إلى تواصل ثقافي مزدهر، مع تبادلات زيارات بين قيادات البلدين الذين أولوا العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وشعبيهما أهمّية قصوى في شتى المجالات.
وأكد المهندس عريشي أن «الاتصال الثقافي هو المفتاح الحقيقي لأي علاقة ناجحة بين الشعوب، وتحديداً بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية»، مبيَّنًا أهم القنوات التي اعتمدها البلدان في بناء جسور هذا التواصل، ومنها التعليم، حيث شهد عام 1998م إطلاق شركة أرامكو السعودية أول دفعة من طلابها للدراسة الجامعية في الصين، ثم أكملت وزارة التعليم هذا الدور بإطلاق أول بعثة رسمية إلى الصين عام 2008م، ولاحقاً عام 2009م، كما كانت جامعة الملك سعود أول جامعة سعودية تُدرّس اللغة الصينية رسمياً ضمن برامج كلية اللغات وعلومها، لتكون بذلك بداية أكاديمية حقيقية لتعليم اللغة الصينية في المملكة.
وأما القناة الثانية للتواصل الثقافي بين البلدين فكانت – بحسب المهندس عريشي – من خلال الثقافة والفنون، حيث شهد عام 2017م افتتاح مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين، كرمزٍ حضاري يربط الذاكرة العربية بالحضارة الصينية، ثم جاءت جائزة الأمير محمد بن سلمان للتبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية والصين عام 2022م لتُكمّل هذا الدور، إذ تُكرّم الأكاديميين والمترجمين والأدباء من الجانبين الذين أسهموا في تعزيز التفاهم الثقافي وتشجيع الأبحاث والدراسات التي تربط بين الثقافتين، فيما مثل الإعلام القناة الثالثة للتواصل الثقافي، وذلك من خلال التعاون بين وكالة الأنباء السعودية (واس) ووكالة «شينخوا» الصينية، وتبادل الأخبار والتقارير والبرامج الإعلامية التي تسهم في تقريب الصورة الذهنية وتعزيز الفهم المتبادل بين الشعبين.
واختتم اللقاء بتسليط الضوء على آفاق التعاون المستقبلي في التواصل الثقافي بين البلدين ونقاط التقارب والاختلاف بين الثقافتين، ووجّه المهندس عريشي رسالة إلى الشباب السعودي الراغب في التعرف على الثقافة الصينية أو زيارة الصين، داعياً إلى العمل على بناء علاقات ثقة جيدة ومستدامة تراعي القيم الثقافية للبلدين وتُعبّر بصورة إيجابية عن الثقافة السعودية للآخرين.










































