اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
الاتفاق على تنفيذ خارطة طريق لتعزيز البحث والتطوير
إذا كانت السعودية ترتبط بعلاقات راسخة وقديمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، فإن جزءًا كبيرًا من تلك العلاقات يرجع إلى المشاريع والاستثمارات المشتركة التي ربطت بين البلدَيْن، وتركزت أكثر على مشاريع الطاقة بجميع أنواعها.
وفي وقت مبكر من بدء العلاقات بين السعودية وأمريكا أدرك قادة البلدَيْن أهمية الطاقة للعالم؛ لضمان استمرار الإنتاج؛ وهو ما شجّع المسؤولين في الرياض وواشنطن على إقامة مشاريع وتحالفات مشتركة، تستهدف تعزيز الطاقة، وإنتاج كميات كبيرة منها.
وعلى مدى فترة طويلة، تتجاوز تسعة عقود، هي عمر العلاقات بين السعودية وأمريكا، أسهم التعاون بينهما في مجال الطاقة الجديدة في توفير طاقة مستدامة، بتقنيات متقدمة؛ ما يساعد في تخفيض تكلفة الطاقة بنسب كبيرة على المدى الطويل. ليس هذا فحسب، وإنما يساعد التعاون المستمر في مشاريع الطاقة الجديدة على توفير فرص عمل عالية المهارة للمواطنين السعوديين في الوظائف التقنية المرتبطة بتشغيل المحطات النووية وصيانتها.
وبالرجوع إلى بداية العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية نجد أنها بدأت باكتشاف النفط في السعودية في عام 1933م؛ لتكون منعطفًا مهمًّا، ليس في تاريخ البلدين، بل في الاقتصاد العالمي أجمع؛ فقد تحوَّل النفط بسبب الشراكة السعودية-الأمريكية إلى المحرك الأساسي لحياة البشرية على كوكب الأرض. وتوالت المشاريع المشتركة في مجال الطاقة بين البلدين؛ ما أثمر تأمين الطاقة بكميات كبيرة؛ لتصديرها إلى دول العالم.اتفاقات طاقة جديدة
واليوم تتوِّج السعودية والولايات المتحدة الأمريكية الاستثمارات في قطاع الطاقة بتوقيع عدد من اتفاقات التعاون المشترك، وذلك في ختام أعمال القمة السعودية-الأمريكية بالعاصمة الرياض.
وتضمنت الاتفاقات التعاون في مجالات الطاقة، والتعدين، والقضاء، والصحة، والنقل الجوي، والتعليم، والجمارك، والأرصاد الجوية.
وفي المنتدى ناقش وزير الطاقة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في الرياض مع وزيرة الطاقة الأمريكية، جنيفر م. جرانهولم، آفاق تعزيز التعاون بين البلدين في العديد من المجالات ذات العلاقة بقطاع الطاقة. وتشمل هذه المجالات إدارة الكربون، والهيدروجين النظيف، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والابتكار، وتعزيز متانة سلاسل الإمداد في قطاع الطاقة، وكفاءة الطاقة، وذلك في إطار اتفاقية الشراكة بين البلدين في مجالات الطاقة النظيفة، التي جرى التوقيع عليها في جدة يوم 15 يوليو 2022م.
كما تطرق اجتماع الوزيرَيْن إلى جهود السعودية ومساعيها في التعامل مع تحديات التغير المناخي عبر مبادرات محلية وإقليمية، تعتمد على تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، أهمها مبادرة 'السعودية الخضراء'، ومبادرة 'الشرق الأوسط الأخضر'.فرص عمل
ويُعتبر اتفاق السعودية والولايات المتحدة الأمريكية على خارطة طريق للتعاون في مجال الطاقة بمنزلة خطة تنفيذية مشتركة للتعاون في مجال الطاقة، تحت إطار اتفاقية الشراكة في مجالات الطاقة النظيفة، كما تضع جدولاً زمنيًّا، يحدد المشاريع ذات الأهمية المشمولة بالتعاون.
كما اتفق الجانبان على أن يتم تنفيذ خارطة طريق من خلال مسارات عمل عدة، تشمل تبادل المعلومات حول السياسات في المجالات التي تشملها خارطة الطريق، بما في ذلك السياسات المتعلقة بالمعايير والأطر التنظيمية، وتعزيز البحث والتطوير المشترك، خاصة في مجال التقنيات الجديدة، وبناء القدرات البشرية من خلال التدريب، وتبادل الخبرات.
وتعزيز مشاريع الطاقة الجديدة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية يزيد فرص العمل للمواطنين السعوديين، ويرتقي بمهاراتهم في تولِّي وظائف التقنية المرتبطة بتشغيل المحطات النووية وصيانتها، وكذلك فرص للتدريب والتأهيل للكوادر السعودية في مجال الهندسة النووية، وغيرها من التخصصات المرتبطة بالاستخدام السلمي للطاقة النووية.