اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة مكة
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
مكة - الرياض
انطلقت أمس جلسات النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، تحت شعار «مفتاح الازدهار»، بحضور رؤساء الدول، الوزراء، ومسؤولي صناديق الثروة السيادية، وكبار المسؤولين التنفيذيين، والرواد في مختلف المجالات.
وألقى محافظ صندوق الاستثمارات العامة، رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان، الكلمة الافتتاحية لفعاليات المبادرة، مرحبا بالحضور، مفيدا أن هذا المؤتمر هو التجمع الأهم على مستوى العالم لمن يمتلك رؤية تحول الأفكار والاستثمارات إلى تأثير عالمي ملموس، إذ أبرمت عبر هذه المنصة صفقات تجاوزت قيمتها 250 مليار دولار أمريكي منذ انطلاق المنتدى قبل أقل من عقد من الزمن، وقطعنا معا شوطا طويلا، ولكن في هذا العام علينا أن نرفع مستوى تأثيرنا إلى آفاق أعلى.
وقال: إن قوة رأس المال التي يمثلها صناع القرار الحاضرون اليوم تحتم علينا مسؤولية كبرى، وتمنحنا في الوقت نفسه فرصة أعظم لتشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي، وعلينا أن نتحمل هذه المسؤولية، وأن نغتنم هذه الفرصة دون تأخير، وتغير العالم منذ لقائنا الأخير قبل اثني عشر شهرا، فالمستثمرون والشركات يواجهون اليوم واقعا اقتصاديا جديدا وتحولات تقنية متسارعة، في الوقت الذي لم تعد فيه النماذج القديمة التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة قادرة على مواكبة المستقبل، ولا تستطيع الحكومات تصحيح المسار بمفردها، كما لا يستطيع القطاع الخاص أن يتحمل العبء وحده، والحل يكمن في اتحاد الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص بصفتهم شركاء حقيقيين، ونحن بحاجة إلى نموذج جديد، وإلى تعاون عالمي يواكب حقبة جديدة من الازدهار المشترك.
وأكد الرميان أن مستقبل الاستثمار هي المنصة المثلى كونها تجمع قادة العالم والمستثمرين وصناع القرار من مختلف القطاعات، مبينا أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي تجاوز 111 تريليون دولار أمريكي، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 2.8% هذا العام، مفيدا بأن تقرير الأولويات السنوي لمنتدى مستقبل الاستثمار لهذا العام يظهر حجم التناقضات القائمة، ففي حين أن 66% من الناس يشعرون بالإيجابية تجاه حياتهم، إلا أن 37% فقط متفائلون بمستقبل العالم، و69% من الناس يشعرون بالقلق من فقدان وظائفهم بسبب المنافسة الأجنبية، وهذه الفجوة بين الأمل الفردي والشك الجماعي تمثل إنذار.
وأفاد بأن التقنية يمكنها أن تسهم في سد الفجوة إذا كانت في متناول الجميع، ويخشى 3 من كل 4 أشخاص أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى توسيع الفجوة التعليمية بين المجتمعات التي تمتلك فرص التعليم وتلك التي تفتقر إليها، ولا يمكننا السماح بحدوث ذلك، يجب مواجهة أوجه عدم المساواة التي أعاقت التقدم، مشيرا إلى أن عام 2025، يعيش ما يقرب من 10% من سكان العالم، أي ما يعادل نحو 808 ملايين شخص، في فقر مدقع، مؤكدا أن مع كل تحد تولد فرصة لإيجاد حلول تخدم الإنسانية جمعاء.
ونوه بأهمية عمل الحكومات والقطاع الخاص معا لتسخير رأس المال العالمي في تحقيق الأمن والاستقرار واستحداث الفرص وتعزيز التفاؤل، وعلى الحكومات أن تكثف جهودها، نظرا للاحتياج إلى أسواق مفتوحة لا مقيدة، وإلى تنظيم ذكي لا إفراط في التنظيم.
وقال الرميان: بقيادة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وضعت المملكة معيارا عالميا جديدا في التحول الاقتصادي عبر رؤية 2030، التي فتحت آفاقا واسعة للأجيال القادمة، 9 سنوات مضت على إطلاق الرؤية، والنتائج واضحة في كل مكان: مدن جديدة، وصناعات جديدة، ومنظومات متكاملة، وسلاسل إمداد مبتكرة، وفي العام الماضي فقط، نما الاستثمار الأجنبي بنسبة 24% ليصل إلى 31.7 مليار دولار أمريكي، ولقد قدمنا المملكة للعالم، والآن العالم يأتي إلى المملكة، إلى مبادرة مستقبل الاستثمار كل عام، إلى إكسبو 2030، وإلى كأس العالم لكرة القدم 2034.
وأكد أن الثروة بالمملكة لا تقاس بالأرقام، بل بازدهار الإنسان، وفي الرياض هذا الأسبوع، تتاح الفرص لإبرام شراكات عابرة للحدود تحدث أثرا حقيقيا، وتجسد القوة الفعلية للتعاون العالمي، مفيدا بأن مبادرة مستقبل الاستثمار، ستواصل دورها الريادي، وستختتم هذه النسخة فعالياتها بإعلان يوحد قادة العالم في سعي مشترك نحو التقدم للجميع.
من جانبه ألقى رئيس اللجنة التنفيذية والرئيس التنفيذي المكلف لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ريتشارد أتياس كلمة رحب خلالها بالقادة العالميين والضيوف الدوليين في النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار، معبرا عن فخره بما وصلت إليه مبادرة مستقبل الاستثمار في بناء مجتمع شغوف، يتطلع إلى تغيير العالم.
وأشار إلى بدايات إنشاء مبادرة مستقبل الاستثمار، حيث كان الحلم في جمع صانعي قرارات العالم ليس للتنافس ولكن للتعاون، ولا لمجرد التحدث عن المستقبل ولكن لتشكيله، مبينا وصول نسخة السنة الحالية إلى 9000 وفد بما في ذلك 2000 عضو ومجموعات من الوسائل الإعلامية من جميع أنحاء العالم.
وأكد ريتشارد أتياس أن ما تحقق اليوم تسجيل تاريخي وانطلاقة للموضوع الرئيسي وهو «مفتاح الازدهار» الذي يشكل العالم، منوها بشمولية المبادرة هذا العام أكثر مع أفكار تمضي قدما بدعم الحركة الجريئة في الصحة والذكاء الاصطناعي والتنمية البشرية.
وأفاد بأن مبادرة مستقبل الاستثمار تنتمي للجميع، وهي قوة تأتي من العمل الجماعي وتنجح إذا كان كل منا أعضاء هذه الحركة وأفكارها مشاركين في صناعة التحول، لافتا النظر إلى الكشف في الأيام القادمة عن مسارات جديدة للتمويل والإبداع والشجاعة، وهذا ما تمثله المبادرة.










































