اليوم الوطني ببعده الثقافي

د. خالد الخضري

(هي لنا دار) الشعار الذي تحمله احتفالية هذا العام بالعيد الوطني للمملكة الـ92 ذكرى تأسيس المملكة وتوحيدها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- بمعنييها اللفظي والبصري، يشكل الشعار بعداً ثقافياً عميقاً بشكله ومضمونه، فـ(هي) المملكة العزيزة بأبنائها وخيراتها والشامخة بقيمها وعراقتها، تجمعنا هويتها وتاريخها وأرضها، و(لنا) ملكيتها خاصتنا التي نفديها ونحرسها ونحميها وهو ما يشكل الحق والواجب بأن ندرك ما لنا وما علينا تجاهها وتجاه أنفسنا، أما (الدار) فهي المكان الذي يحتضننا ونسكنه ونلوذ إليه ويمنحنا الأمن والطمأنينة.

فما يحمله هذا اليوم من مضامين ثقافية عميقة تقود إلى التفكير بأبعد مما هو احتفال يضم الفعاليات والنشاطات الشعبية والثقافية والاجتماعية، فهو حالة سلوكية جماعية توحد مشاعر، ونشاطات أبناء الوطن، كما أنه عملية متكاملة لترسيخ الانتماء وزرعها كثقافة شعب تعزز وجود الفرد وثقته بنفسه ووطنه، وهو ما يحتاجه الوطن ليمضي نحو التقدم، فيصنع الفرد مستقبله من مستقبل الأرض التي ينتمي إليها.

وتشارك الأوساط الثقافية بكلمتها وفكرها المتقد في اليوم الوطني لتجسد وجودها فوق أرض الوطن وانتماءها إليه وتقدم نموذجاً نخبوياً، يساهم في تكريس الأمجاد وتكريم القادة الذين سطروا البطولة وكتبوا التاريخ ورفعوا الراية عالياً، فتصدح المنابر وتعلوا الأصوات وتتطاير الألوان معلنين الاحتفال بيوم الوطن.

ويتضح من الجهود الحثيثة المبذولة بهذه المناسبة الطيبة ما تقوم به المملكة والقيادة الحكيمة ليكون هذا اليوم في كل بيت وبين كل أسرة بأبعاده الثقافية والوطنية حاضراً نستلهم منه معاني سامية في حب الوطن والعطاء والوفاء له.