اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة البلاد
نشر بتاريخ: ٩ كانون الأول ٢٠٢٥
البلاد (الرياض)
شهدت الرياض أمس (الاثنين) مباحثات رفيعة المستوى بين السعودية وقطر، عكست مستوى الشراكة الإستراتيجية المتنامية بين البلدين، وذلك خلال الزيارة الرسمية التي قام بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة بدعوة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. جاءت هذه الزيارة في إطار سلسلة من اللقاءات الثنائية، التي تعزز مسار التعاون القائم بين الجانبين، وتفتح آفاقًا أوسع للتكامل السياسي والاقتصادي والأمني؛ بما يدعم استقرار المنطقة، ويخدم تطلعات الشعبين الشقيقين. وعقد ولي العهد، وأمير قطر جلسة مباحثات رسمية بقصر اليمامة استعرضا خلالها أوجه التعاون المشترك وسبل تطويره، فيما انعقد الاجتماع الثامن لمجلس التنسيق السعودي القطري، بمشاركة كبار المسؤولين من الجانبين. وأكد الجانبان متانة الروابط التاريخية، وما حققته الزيارات المتبادلة من نتائج أسهمت في دفع التعاون إلى مستويات أكثر اتساعًا، خاصة في الملفات الاقتصادية والتنموية.
وسلط البيان المشترك الضوء على النمو اللافت في التبادل التجاري الذي وصل إلى 930 مليون دولار عام 2024، بنسبة نمو 634% مقارنة بعام 2021، مع الاتفاق على تعزيز الشراكات الاستثمارية، وتسهيل تدفق التجارة، واستثمار الفرص المتاحة في القطاعات ذات الأولوية، ضمن رؤيتي البلدين 2030. كما اتفق الطرفان على رفع مستوى التعاون في مجالات الطاقة وكفاءة الإمدادات وتعزيز استقرار الأسواق العالمية، إلى جانب التوسع في التعاون الرقمي والصناعي والتعليمي والثقافي والإعلامي والصحي، بما يعزز التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين الجانبين.
وفي الجانب الأمني والدفاعي، أكد البلدان عزمهما على تطوير الشراكة الدفاعية، وتنسيق المواقف تجاه التحديات الإقليمية، وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة وأمن الحدود، وتوسيع تبادل الخبرات الأمنية.
وشهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة؛ أبرزها مشروع الربط بالقطار الكهربائي السريع بين الرياض والدوحة، الذي يمثل نقلة نوعية في تسهيل الحركة بين البلدين، ودعم السياحة والتجارة والتنقل المستدام. وسيخدم القطار السريع أكثر من 10 ملايين راكب سنويًا، ويُمكّن المسافرين من اكتشاف معالم المملكة وقطر بكل يسر وسهولة، كما سيسهم المشروع في توفير أكثر من 30 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة. ومن المقدّر أن يحقق المشروع- الذي سيتم الانتهاء منه بعد ست سنوات- بعد اكتماله أثرًا اقتصاديًا بنحو 115 مليار ريال للناتج المحلي الإجمالي للبلدين.










































