اخبار قطر

الخليج أونلاين

سياسة

ترامب أمام معادلة معقدة.. هل يضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة إرضاءً لقطر؟

ترامب أمام معادلة معقدة.. هل يضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة إرضاءً لقطر؟

klyoum.com

طه العاني - الخليج أونلاين

ما السيناريو المرتقب بعد العدوان الإسرائيلي على الدوحة؟

تصاعد الضغوط لوقف النار في غزة مع تعزيز قطر لشروطها السيادية بالوساطة.

ما جوهر المعضلة التي يواجهها ترامب بعد استهداف قطر؟

الموازنة بين تحالفه مع "إسرائيل" والحفاظ على شراكة قطر الاستراتيجية.

تشهد الساحة الإقليمية تطورات بالغة الحساسية بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقر حركة "حماس" في قطر (9 سبتمبر)، بالتزامن مع مناقشات حول المقترح الأمريكي لوقف الحرب في غزة.

هذا العدوان ألقى بظلاله على علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا سيما في ظل الدور القطري الحيوي لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة.

وفي أول تعليق له، أكد ترامب، في تصريحات صحفية (10 سبتمبر)، أنه "غير مسرور بالهجوم"، مضيفاً: "كنت غاضباً جداً من تفاصيل التنفيذ، هدفنا هو تحرير الرهائن، ولم أكن سعيداً بكيفية حدوث الضربة".

التحوّل في دور قطر

رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وصف العدوان الإسرائيلي بأنه "إرهاب دولة"، لكنه أكد في نفس الوقت أن "الوساطة جزء من هوية قطر ولن تثنينا هذه الضربة عن أداء هذا الدور".

وأضاف، في تصريحات صحفية (9 سبتمبر)، أن المسؤولين الأمريكيين أبلغوا قطر بالهجوم الإسرائيلي بعد 10 دقائق من بدايته، واصفاً الضربة بأنها "غادرة بنسبة 100%".

كما أشار إلى أن "قطر تحتفظ بحق الرد على هذا الهجوم الصارخ، وستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للرد"، مشيراً إلى أنه "تم تشكيل فريق قانوني للتعامل مع طبيعة الرد على الهجوم".

من جانبه أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال اتصال تلقاه من ترامب، أن بلاده "تدين وتشجب بأشد العبارات هذا الهجوم الإجرامي المتهور، باعتباره انتهاكاً صارخاً لسيادتها وأمنها، وخرقاً واضحاً لقواعد ومبادئالقانون الدولي"، محملاً تداعياته للكيان الإسرائيلي، "الذي يتبنى سياسات عدوانية تهدد أمن واستقرار المنطقة، وتعرقل الجهود الرامية إلى خفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية مستدامة"، وفقاً للديوان الأميري القطري.

كما تلقى أمير قطر اتصالات من مختلف زعماء العالم، عبّروا خلالها عن تضامنهم الكامل مع الدوحة، وإدانتهم الشديدة للاعتداء على سيادتها، فيما أكّد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وضع كل إمكانات المملكة لمساندة قطر.

ووفق وسائل أمريكية، فإن الدفاع عن الوسيط - في إشارة إلى قطر - لم يعد خياراً أمام الولايات المتحدة، بل شرط لاستمرار أي مسار تفاوضي، فيما حذرت صحيفة "واشنطن بوست" من أن "تعطيل دور الدوحة سيُدخل ملف غزة في فراغ تفاوضي خطير، ما يزيد المعاناة الإنسانية ويضعف فرص أي هدنة مستقبلية".

معادلة حساسة

ويواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معادلة شديدة التعقيد بين ضرورة الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية مع قطر، التي تدير صناديقها السيادية نحو 450 مليار دولار، بحسب "بلومبيرغ"، بينها استثمارات واسعة في الأسواق الأمريكية، وبين التمسك بعلاقته الوثيقة مع نتنياهو المدعوم داخلياً من التيار الإنجيلي واللوبيات المؤيدة لـ"إسرائيل".

وفيما حذّرت "واشنطن بوست" من أن استمرار الحرب يفاقم الضغوط على البيت الأبيض مع تصاعد صور المجاعة في غزة، برزت قطر بوصفها فاعلاً إقليمياً يصعب تجاوزه، بعدما اعتُبر استهدافها "انتهاكاً خطيراً لسيادتها"، وفق وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

إقليمياً، وحّد الهجوم الموقف الخليجي العربي والإقليمي، حيث اعتبر المساس بقطر تهديداً لأمن المنطقة، فيما ناقش اجتماع طارئ في الرياض خطوات مشتركة قد تصل إلى استدعاء سفراء إسرائيليين.

أما دولياً، فحذّرت تقارير من أن موسكو وبكين قد تستغلان الأزمة لتعزيز نفوذهما كقوى مدافعة عن السيادة، وفق "واشنطن بوست".

وهكذا تحوّلت قطر من وسيط محايد إلى طرف يفرض شروطه في أي تسوية قادمة، بينما يجد ترامب نفسه أمام اختبار دقيق بشأن حماية حليف خليجي أساسي، دون خسارة رصيده الإسرائيلي الداخلي، ما يجعل وقف الحرب في غزة مطلباً إنسانياً وسياسياً في آن واحد.

والنتيجة أن وقف الحرب في غزة قد يصبح ليس فقط مطلباً إنسانياً، بل أيضاً ورقة لتعويض قطر بعد المساس بسيادتها، ولتثبيت شرعية الدور الأمريكي في الشرق الأوسط في وقتٍ يتغير فيه ميزان القوى.

ورقة "رد الاعتبار"

ولا ترى الدوحة في الضربة مجرد حدث أمني، بل جرحاً سيادياً يتطلب تعويضاً سياسياً؛ لذلك طرحت ما يمكن وصفه بـ"ورقة رد الاعتبار"، التي تقوم على ربط استمرار الوساطة بتحقيق نتائج ملموسة.

ففي تصريحات رسمية، طالبت قطر بوقف فوري للحرب في غزة وإنهاء سياسة التجويع، معتبرة ذلك شرطاً أساسياً لاستئناف جهودها في الوساطة.

وبحسب قناة "الجزيرة" تتحرك الدوحة في اتجاهين متوازيين: الأول سياسي مباشر عبر المطالبة بوقف النار؛ والثاني قانوني عبر التحضير لملف يرفع إلى مجلس الأمن والمحاكم الدولية،هذا بالإضافة إلى اتكائها على التضامن الخليجي.

وبهذا المزج بين الأبعاد السياسية والقانونية والإقليمية، تسعى قطر إلى فرض شروط جديدة على أي ترتيبات لاحقة.

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، قحطان الشرقي، أن قطر تدرك تماماً أهمية وساطتها في الأزمة، ولا يعتقد أنها ستنسحب منها، ويرى أن انسحابها سيعزز موقف نتنياهو، الذي كان يهدف من خلال هجومه إلى إنهاء المفاوضات الجارية.

ويضيف الشرقي لـ"الخليج أونلاين":

- موقف ترامب جاء لتبريد الأجواء والادعاء بعدم علمه بالهجوم.

- ترامب يملك الكثير من أدوات الضغط على "إسرائيل"، لكنه لا يستخدمها إلا بما يتماشى مع مصالح واشنطن غير المباشرة.

- استهداف قطر هو استهداف غير مسبوق، لم يستهدف دولة عربية وخليجية فقط، بل استهدف كل من يقف إلى جانب القضية الفلسطينية.

- هذا الاستهداف سيكون له تداعيات خطيرة على المنطقة، وقد يدفع ببعض الدول إلى البحث عن تحالفات أخرى مع المعسكر الشرقي.

- هذا الهجوم قد يدفع دول الخليج إلى اتخاذ خطوات حاسمة، خاصة إذا لم يكن هناك موقف أمريكي واضح تجاه هذا الاعتداء.

الضغط على نتنياهو كخيار إلزامي

ومع هذه التطورات المتلاحقة بات ترامب أمام استحقاق داخلي وخارجي للضغط على نتنياهو، وقد طرح تحليل لوكالة "بلومبيرغ" (9 سبتمبر)، أن الأدوات الأمريكية الممكنة تتراوح بين تجميد مساعدات عسكرية محددة، واستدعاء دبلوماسي رمزي، واستخدام نفوذ الكونغرس للضغط على "إسرائيل"، وصولاً إلى التلويح بقطع الغطاء السياسي في المحافل الدولية.

وأظهر استطلاع حديث لمؤسسة "غالوب" الأمريكية، نشرت نتائجه في 4 سبتمبر الجاري، أن 58% من الأمريكيين يؤيدون وقف إطلاق النار الفوري في غزة، وهو ما يوفر لترامب غطاءً داخلياً لأي خطوات محسوبة ضد نتنياهو.

لكن بعض التقارير اعتبرت هذه الأدوات محفوفة بالمخاطر؛ فالتجميد العسكري قد يفتح مواجهة مع الكونغرس، والضغط الدولي قد يُستخدم ضد ترامب من قبل خصومه الانتخابيين.

ومع ذلك، يبقى الهدف الواضح للبيت الأبيض هو تحقيق وقف نار إنساني دائم يُحسب كإنجاز سياسي مبكر، ويُسوَّق للرأي العام على أنه انتصار للدبلوماسية الأمريكية.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة "سكاريا" التركية، محمد سليمان الزواوي، إن ترامب لا يهتم إلا بالمكاسب المادية، وقد تسبب بفقدان مصداقية الولايات المتحدة كوسيط نزيه في عهده.

ويضيف لـ"الخليج أونلاين":

- ترامب كان على علم بالضربة الإسرائيلية في قطر، وهو ما يفقده ثقة أي طرف إسلامي.

- ترامب يمهد الطريق أمام نتنياهو والمتطرفين لإنهاء المسألة الفلسطينية.

- قطر التي تستخدم الوساطة أداة دبلوماسية تعرضت لخرق كبير لسيادتها بهذه الضربة، التي نسفت كل المواثيق والأعراف الدولية التي تحمي الوسطاء.

- قطر ستستمر في دورها، ولكنها ستكون أكثر حدة وعدوانية في مواقفها تجاه "إسرائيل"، وقد تكتفي بالوساطة للقضية الفلسطينية دون التباحث مع الجانب الإسرائيلي مرة أخرى.

- ترامب لا يريد الضغط على نتنياهو، بل على العكس، هو يريد أن يسمح له بالقضاء على غزة تماماً.

- الجيش الأمريكي هو الداعم الأول لما يحدث في غزة، وهو السبب الرئيسي في استمرار "إسرائيل" بحربها.

- ما حدث لقطر يمكن أن يحدث لأي دولة خليجية أخرى، وعلى دول الخليج أن تتكاتف مع قطر ضد "البربرية الإسرائيلية".

- نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الحروب من أجل البقاء في السلطة والهرب من المحاكمات.

*المصدر: الخليج أونلاين | alkhaleejonline.net
اخبار قطر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com