رغم قوتها.. أسواق الخليج في مرمى التوترات الجيوسياسية
klyoum.com
أخر اخبار قطر:
مهرجان سنيار .. تنافس يحيي الموروث البحري في قطر والخليجكامل جميل - الخليج أونلاين
تستمر حالة عدم اليقين تسيطر على الأسواق الخليجية من جراء استمرار التصعيد في المنطقة.
لمنطقة الشرق الأوسط دور حيوي في التأثير على اقتصاديات دول الخليج نظراً لموقعها الجغرافي، ومواردها الطبيعية، وتأثيراتها الجيوسياسية.
التباين الذي أظهرته أسواق الأسهم الخليجية أخيراً أظهر تأثرها الملحوظ بالتوترات الجيوسياسية، التي تشهدها المنطقة من جراء الهجمات المروعة لـ "إسرائيل" على لبنان، وما يرافقها من تداعيات.
وكثيراً ما كانت الأسواق الخليجية تتأثر بالتطورات في المنطقة؛ بسبب ارتباطها الوثيق بالأسواق العالمية وأسعار النفط، بالإضافة إلى القرب الجغرافي من مناطق النزاع.
منذ شنّ "إسرائيل" الحرب على غزة في أكتوبر الماضي، وتداعياتها التي أدت إلى تبني الحوثيين هجمات تستهدف سفناً معينة بالمنطقة، كانت أسواق الخليج تبدي تأثراً بين حين وآخر.
بحسب ما يؤكد مراقبون فإن التوترات الجيوسياسية تؤثر سلباً على أسواق الأسهم الخليجية من خلال زيادة حالة عدم اليقين، وتقلب النفط، وتراجع ثقة المستثمرين، ومع ذلك قد تستفيد بعض دول الخليج من ارتفاع أسعار النفط، ما قد يخفف جزئياً من الآثار السلبية على اقتصاداتها وأسواقها المالية.
أهمية منطقة الشرق الأوسط
وتعتمد دول الخليج بشكل كبير على عدة عوامل في منطقة الشرق الأوسط التي تؤثر على نموها الاقتصادي واستقرارها المالي، وتبرز منها:
دول الخليج تعدمن أكبر منتجي ومصدري النفط والغاز في العالم، وتعدّ هذه المواردمحركاً رئيسياً لاقتصاداتها.
لمنطقة الشرق الأوسط دوركبيرفي جذب أو تحويل الاستثمارات الأجنبية إلى دول الخليج،بناءً على الأوضاع الأمنية والسياسية.
يعدّ الشرق الأوسط ممراً حيوياً لشحنات النفط العالمية، وأي اضطراب أمني يمكن أن يعطل الإمدادات النفطية، ومن ثم يؤثر على اقتصاديات دول الخليج.
نمو اقتصادات الخليج
كانت توقعات المحللين الاقتصاديين تشير إلى أن العام الحالي 2024 سيكون جيداً من ناحية النمو وحركة أسواق الأسهم، لا سيما مع التوقعات المسبقة بخفض أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي الأمريكي، وهو ما حصل في وقت سابق من سبتمبر الجاري.
يضاف إلى هذا أن تقارير صندوق النقد الدولي والبنك الدولي كانت تؤكد ارتباط الاقتصادات الخليجية بالمؤشرات الإيجابية.
وقدر البنك الدولي أن تنمو اقتصادات دول الخليج بنسبة 1% في عام 2023، قبل أن تعاود ارتفاعها لتسجل 3.6 و3.7% في عامَي 2024 و2025 على التوالي، وذلك مع نمو القطاعات غير النفطية، والاستهلاك الخاص المستدام والاستثمارات الاستراتيجية الثابتة والسياسة المالية التيسيرية.
وعلى مدار العام، جاءسوق دبيكأفضل أداء ضمن الأسواق الخليجية، في ظل ما حققته الأسهم المدرجة من مكاسب، ومع ارتفاع الطلب من المستثمرين المحليين والأجانب.
لكن عدم اليقين أخذ يسيطر على الأسواق الخليجية خلال العام الحالي، ففي الثلث الأول تحدثت تقارير عن توقعات بأن يستمر الأمر في أسواق الأسهم على المدى القصير؛ من جراء استمرار التوترات الجيوسياسية.
تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان
تستمر حالة عدم اليقين تسيطر على الأسواق الخليجية من جراء استمرار التصعيد في المنطقة، منذ سبتمبر الجاري، وازدادت في الأيام الأخيرة منه، حيث بدأت برفض "إسرائيل" مقترحات لوقف إطلاق النار مع "حزب الله"، ونفذت تدريبات عسكرية تحاكي مناورات في لبنان في تحد لحلفاء، من بينهم الولايات المتحدة.
وارتفعت وتيرة التصعيد حتى بلغت مرحلة لم تكن مسبوقة بتنفيذ الجيش الإسرائيلي هجمات دقيقة قتلت فيها كبار قادة "حزب الله"، ومن بينهم الأمين العام حسن نصر الله.
وما زال التهديد لأمن المنطقة يتوسع بشكل أكبر مع وجود نوايا إسرائيلية لاجتياح الجنوب اللبناني.
ولا يقف التصعيد عند هذا الحد، بل يبدو أنه أخذ شكلاً أكثر توسعاً، حيث شنت "إسرائيل" هجمات جوية على معاقل جماعة الحوثي في اليمن، استهدفت فيها ميناءي الحديدة ورأس عيسى ومطار الحديدة ومحطتي الحالي ورأس كثيب للكهرباء.
وتشير التوقعات إلى شن "إسرائيل" هجمات أخرى في العراق وسوريا، لضرب مواقع مليشيات مسلحة موالية لإيران، وهو ما أظهرته خارطة "اللعنة" التي أشهرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيراً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتضم لبنان وسوريا والعراق وإيران.
كل ذلك يمضي باتجاه زيادة التوترات الأمنية في المنطقة بما ينعكس على الأسواق الخليجية.
المحلل الاقتصادي حسام عايش، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، قال في هذا الصدد:
ارتفعت الأسهم الخليجية في الفترة الماضية ارتفاعات متباينة، لم تتأثر كثيراً بالأحداث الجارية بين "حزب الله" و"إسرائيل" بشكل واسع، بدليل أنها حققت ارتفاعات في مؤشراتها، وإن كانت قليلة.
في منتصف شهر سبتمبر كانت هناك تباينات في الأسهم الخليجية.
كل دول العالم تعاني من ارتفاع وانخفاض الأسهم على وقع الأحداث سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية.
الاقتصاديات العالمية تتشابك واقتصاديات الدول الخليجية منفتحة على اقتصاديات العالم، وأسعار النفط والغاز تتأثربالأحداث الاقتصادية والأمنية والسياسية، وأي تطورفي المنطقة إلى حرب لا شك أنه سيؤثر على معنويات المستثمرين.
آثار تطورات الصراع تمتد إلى الدول الخليجية نفسها إذا ما كانت هذه الأحداث أدت إلى مشاكل في مضيق هرمز وباب المندب وإذا ما تطورت الأوضاع إلى حرب إقليمية.
العلاقات الاقتصادية الخليجية الخارجية تتأثر كثيراً بأحداث المنطقةخاصة أنها دول تعتمد اقتصادياً على الاستقرار العالمي.
أي توتر، وبالذات في منطقتنا، بلاشك سينعكس على الأسهم الخليجية، خاصة المرتبطة مباشرة بالأداء الاقتصادي القائم على النفط أو الغاز.
الأسواق الخليجية لن تكون وحدها بل كل أسواق الدول ستتأثر مع نشوب أي صراع بالمنطقة.
حجم وأمد التأثر بالأحداث يتباين بين الأسواق الخليجية.
وجدنا أن الأسهم الخليجية تأثرت على وقع الحرب الإسرائيلية على غزة مباشرة، وتأثرت على وقع الرد الإيراني على "إسرائيل"في أبريل الماضي، وعلى وقع بداية امتدادات الحرب الإسرائيلية على لبنان.
التأثير لا شك أنه واضح على وقع الأحداث، وهو أمر طبيعي ولا يعني أن الأسواق الخليجية ستفقد قدرتها على إعادة الأداء، كما كان قبل أي أحداث، أو أن ذلك سيفقدها المكانة التي وصلت إليها.
حجم ومدى وعمق التأثر يعتمد على طول الحرب الإسرائيلية على لبنان أو امتداداتها أو توسعها أو انخراط دول إضافية فيها أو النتائج المترتبة عليها؛ مثل تأثر حركة النقل أو ربما من استهدافات أوسع.