اخبار قطر

الخليج أونلاين

سياسة

بعد تحذير حمد بن جاسم.. ما تداعيات تقسيم دول المنطقة على الخليج؟

بعد تحذير حمد بن جاسم.. ما تداعيات تقسيم دول المنطقة على الخليج؟

klyoum.com

كامل جميل - الخليج أونلاين

شهدت الدول العربية، خلال العقود الأخيرة، تحولات سياسية خطيرة، تجاوزت كونها تغيّرات داخلية لتكشف عن مخططات ممنهجة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط

يثير تحذير رئيس الوزراء القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني من مخططات لتقسيم دول في المنطقة إلى أن وضعاً لا يمكن وصفه بأقل من شديدة الخطورة محدق بالمنطقة ستبلغ آثاره دول الخليج.

في منشور له على منصة "إكس"، الجمعة (11 يوليو 2025)، تحدث المسؤول القطري السابق حول "تبعات ستنجم عن كل ما حصل في المنطقة مؤخراً".

وبين أن هذه التبعات ستجري في عدة اتجاهات، ومنها مخططات لتقسيم بعض الدول، مثل سوريا، أو فرض وضع يجعل المنطقة تدفع أثماناً باهظة لسنوات طويلة قادمة.

كما ذكرت في تغريدة سابقة فإن من الواضح أن هناك تبعات ستنجم عن كل ما حصل في المنطقة مؤخرا. وهذه التبعات ستتم في عدة اتجاهات ومنها مخططات لتقسيم بعض الدول، مثل سوريا الشقيقة، أو فرض وضع يجعل هذه المنطقة تدفع أثمانا باهظة لسنوات طويلة قادمة.

وكما قلت سابقا فإن دول مجلس التعاون…

كما لفت إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي ستكون أول من سيتأثر بهذه التبعات، داعياً إلى اتفاق بينها على رؤية موحدة وواضحة تجاه ما يحدث في المنطقة.

ورغم إيمانه الدائم بأهمية الاتحاد الخليجي، شدد بن جاسم على أن "هذا الاتحاد لا يمكن أن يستمر في ظل الظروف الحالية، ما لم تكن كلمة القانون هي المرجع لا منطق القوة، عند حل أي خلاف أو تفسير مواد ميثاق التأسيس".

وأضاف أن احترام القانون "هو الضامن لاستقلال القرار الخليجي، والحماية من أي تدخلٍ خارجي".

وختم بالقول إن دول الخليج تملك المقومات الكافية لبناء اتحاد قوي وفاعل "إذا توفرت الإرادة وصفت النفوس"، معرباً عن أمله في "أن يرى الأبناء أو الأحفاد هذا المشروع قائماً، وإن لم يشهده الجيل الحالي".

وأشار إلى أن القوة في الاتحاد، "لكنها تتطلب أساساً سليماً" لا يراه متحققاً حتى الآن، مؤكداً أن "اللوم لا يقع على طرفٍ دون آخر، بل على الجميع"، حسب قوله.

المنطقة في قلب العاصفة

شهدت الدول العربية، خلال العقود الأخيرة، تحولات سياسية خطيرة، تجاوزت كونها تغيّرات داخلية لتكشف عن مخططات ممنهجة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وتقسيمه إلى كيانات طائفية وعرقية هشّة.

والحديث عن مخططات تقسيم ليس وليد اللحظة، بل يعود لسنوات طويلة يمكن استعراض أبرزها من خلال:

إعلان الرئيس الأمريكيأيزنهاور عام 1957 "مبدأ أيزنهاور"، الذي شرعن لواشنطن التدخل في شؤون الشرق الأوسط تحت ذريعة "حمايته".

مشروع "الشرق الأوسط الكبير" طرح في عهد جورج بوش الابن عام 2004، لتفتيت الدول العربية الكبرى إلى كيانات متنازعة.

وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أطلقتعام 2005مصطلح "الفوضى الخلاقة" ليكون أداة تبرير انهيار الدول.

في 2006، طرحت أوساط أمريكية سيناريو تقسيم العراق إلى ثلاث دول (شيعية، كردية، سنية).

منذ 2011تكرّست فكرة تقسيم ليبيا بين الغرب (طرابلس) والشرق (بنغازي) والجنوب الخاضع لجماعات مسلحة.

في سوريا بدأت منذ عام 2012 سيناريوهات التقسيم تطفو على السطح؛ دولة كرديةوأخرى علويةوثالثة سنية.

وعند التدقيق فيما سبق من سيناريوهات وأفكار مطروحة منذ سنوات طويلة، يمكن من القول إن ما أحدثته "إسرائيل" أخيراً لم يكن إلا وليد هذه الأفكار.

فالوضع في قطاع غزة يزداد مأساة مع العدوان المستمر للقطاع واجتياحه، من 7 أكتوبر 2023، ولبنان شهد تمدد إسرائيلياً واسعاً في الجنوب، وفي سوريا تقتطع تل أبيب منذ 8 ديسمبر 2024 مساحات واسعة من جنوبها.

جميع المؤشرات تؤكد صعوبة أن تظل دول الخليج العربي بمنأى عن عواصف التفكك في حال ضربت محيطها الإقليمي؛ إذ تفيد التجارب أن الخليج سيكون من المتأثرين، سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وربما اجتماعياً.

وليس حرب الـ12 يوماً بين "إسرائيل" وإيران، التي انطلقت في 13 يونيو الماضي، وشهدت تدخل أمريكي بقصف مفاعل إيرانية لترد طهران بقصف قاعدة العديد في قطر، سوى صورة من تداعيات تشهدها دولالخليج في حال نشوب أي توتر في المنطقة.

أسباب القلق الخليجي

الباحث السياسي والأكاديمي د. واثق السعدون يقول إن تصريح الشيخ حمد بن جاسم يرتكز على معطيات مهمة أنتجتها حرب الـ12 بين إيران و"إسرائيل"، أبرزها"حالة اللايقين" من مدى التزام الولايات المتحدة بحماية حلفائها الخليجيين، خاصة بعد تعرض قاعدة العديد لقصف إيراني، مضيفاً فيحديثه لـ"الخليج أونلاين":

- حادثة العديد كان يمكن أن تحدث أيضاً في البحرين أو الكويت، اللتين تستضيفان قواعد عسكرية أمريكية كبيرة مثل قطر.

- رغم اعتراض الصواريخ الإيرانية التي استهدفت قاعدة العديد لكن برود ردود الفعل الأمريكية على تلك الضربة، وعدم ابداء غضب كبير تجاه إيران بعدها، أعطى رسالة محبطة لحلفاء الولايات المتحدة الخليجيين.

- جوهر هذه الرسالة بأن الالتزام الاستراتيجي المطلق للولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو "حماية أمن إسرائيل"، وأما التزاماتها تجاه باقي حلفائها في المنطقة فهي مسألة نسبية، تخضع لحسابات المصالح الأمريكية الآنية.

- ما توضح لدول الخليج هو عدم وجود "محددات استراتيجية" تفرض على واشنطن العمل من أجل ضمان أمن واستقرار حلفائها الخليجيين، بنفس مستوى ما تفعله الولايات المتحدة من أجل ضمان أمن "إسرائيل".

- فضلاً عن التعامل الأمريكي ببرود تجاه القصف الإيراني لـ"العديد" فإن مبعث القلق الخليجي بعد انتهاء حرب الـ12 يوماً يتمثل بالدعم الأمريكي الحالي غير المحدود للمخططات الإسرائيلية الرامية لإحداث تغيير جيوبوليتيكي كبير في المنطقة.

- ما يثير قلق الخليجيين هي "مآلات العنجهية الإسرائيلية التي قد يبلغ شررها استقرار ووحدة دول الخليج العربي أيضاً".

- إذا كان ثمن إضعاف إيران وإنهاء تهديداتها واختراقاتها السابقة لأمن واستقرار دول المنطقة هو استبدالها بطغيان وابتزاز إسرائيلي ضد دول وشعوب المنطقة، فتصبح الحالة حينئذ "كالمستجير من الرمضاء بالنار".

- يجب ترسيخ المصالح المشتركة بوضوح وثبات كافٍ في إطار العلاقات الأمريكية - الخليجية، بما يضمن تفادي النتائج غير المحسوبة للتغييرات الكبيرة التي تحدث حالياً في المعادلات الجيوسياسية وتوازنات القوى في الشرق الأوسط.

*المصدر: الخليج أونلاين | alkhaleejonline.net
اخبار قطر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com