اخبار قطر

الخليج أونلاين

سياسة

"حماس" أمام اختبار ترامب.. رفض مطلق أو قبول مشروط

"حماس" أمام اختبار ترامب.. رفض مطلق أو قبول مشروط

klyoum.com

غزة- محمد أبو رزق- الخليج أونلاين

يتوقع أن ترد "حماس" على المقترح بنعم، ولكن مع وضع ملاحظات عليه.

بعد أيام من الترويج لمقترحه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته المكونة من 21 بنداً بهدف إنهاء الحرب على قطاع غزة، ووضع الكرة في ملعب حركة "حماس" من أجل الرد على المقترح الذي حظي بقبول عربي وإسلامي.

وركزت مبادرة الرئيس الأمريكي، حسب ما كشف بيان البيت الأبيض، على إطلاق حوار بين "إسرائيل" والفلسطينيين للتوصل إلى أفق سياسي يضمن تعايشاً سلمياً ومزدهراً، مع تأكيد أن دولة الاحتلال لن تحتل غزة أو تضمها، ولن يجبر أي طرف على مغادرتها.

وتتضمن المبادرة تعليق جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ومن ضمنها القصف الجوي والمدفعي، مدة 72 ساعة من لحظة إعلان دولة الاحتلال قبولها العلني بالاتفاق، ويطلق فيها سراح جميع الأسرى الأحياء وتسليم رفات القتلى.

وبموجب الخطة ستفرج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن رفات أسير إسرائيلي مقابل رفات 15 متوفى من غزة، ثم انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي وفق جداول زمنية ومعايير مرتبطة بعملية نزع السلاح، يتم الاتفاق عليها مع القوات الإسرائيلية والضامنين والولايات المتحدة.

كما ستفرج سلطات الاحتلال، بعد استكمال إطلاق الأسرى، عن 250 سجيناً محكوماً بالمؤبد إضافة إلى 1700 معتقل من سكان غزة بعد السابع من أكتوبر 2023.

وتتعهد الخطة بإدخال المساعدات بشكل كامل وفوري إلى قطاع غزة عند القبول بالاتفاق، في حين سيتم تنفيذ البنود، ومن ضمنها توسيع نطاق المساعدات، في المناطق التي يصفها الاتفاق بـ"الخالية من الإرهاب" إذا تأخرت "حماس" أو رفضت المقترح.

وبحسب البيت الأبيض، فإن خطة ترامب تنص على توفير ممر آمن لأعضاء "حماس" الراغبين في مغادرة القطاع.

الكرة بملعب "حماس"

حركة "حماس" أكدت أنها استملت المبادرة الأمريكية، وفقاً للمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري.

وأكد الأنصاري خلال مؤتمر صحفي له، الثلاثاء 30 سبتمبر الجاري، أن الحركة تعهدت بدراسة المقترح، والوقت لا يزال مبكراً للحديث عن رد رسمي.

وقبل الرد الرسمي من الحركة، كشف الأنصاري عن أن اجتماعاً سيعقد اليوم الثلاثاء بين الوساطة القطرية والمصرية ومدير المخابرات التركية إبراهيم كالن، مع وفد "حماس" لمناقشة خطة ترامب.

وبين أن رئيس المخابرات المصرية حسن محمود رشاد شارك، الاثنين 29 سبتمبر، في اجتماع مع وفد "حماس"، لافتاً إلى أن هدف الدوحة هو إنهاء الحرب والتجويع في غزة، وأنها تقدر الالتزام الأمريكي تجاه هذا الهدف.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول مطلع على المحادثات أن وفد مفاوضي الحركة أبلغ الوسطاء بأنه سيدرس الخطة "بحسن نية" وسيقدم رداً عليها لاحقاً.

المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، في لقاء مع شبكة "فوكس نيوز"، أوضح أن المقترح الجديد بشأن غزة "مختلف" ويحظى بدعم كبير من الدول العربية والأوروبية، مضيفاً أنه "متفائل للغاية" بشأنه.

وأكد ويتكوف أن "ترامب يريد السلام ليس في غزة فقط وإنما في جميع المناطق الأخرى"، مشدداً على أن الرئيس الأمريكي "سيدفع الجميع للقبول بخطته لإنهاء الحرب في غزة".

توقعات الرد

الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق قال إن رد "حماس" على خطة ترامب المرتبطة بوقف الحرب في غزة سيكون وفق معايير دولية، وليس وفقاً لمقاسات الرئيس الأمريكي أو أدواته، مؤكداً أن هذا الموقف من شأنه أن "يعمّق عزلة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ويسهم في إسقاط ورقة ترامب سياسياً".

وأكد القيق، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن "حماس تجيد التعاطي الذكي مع المشهد الدولي والإقليمي، وقد يكون ردها مزيجاً من الرفض والاشتراط، على شكل: (نعم، ولكن)، أو برسالة مباشرة مفادها أن الوقت قد حان لأن تنصاع الإدارة الأمريكية للإرادة الدولية، وأن يكف الشارع الأمريكي عن السماح لترامب بلعب دورٍ مباشر في جرائم الإبادة الجارية في غزة".

وقال القيق: إن "ترامب اختار هذه المرة أن يعزل نفسه بنفسه عن المجتمع الدولي والشارع الأمريكي، عبر تبنيه العلني للموقف الإسرائيلي"، معتبراً أن الرئيس الأمريكي "فتح النار على العالم بأسره، وفقد ما تبقى من مكانته السياسية التي كانت له في الماضي".

ورأى أن "حماس قد تستثمر الخطة الأمريكية لتحويلها إلى منصة لعزل ترامب والوساطات المنحازة"، معتبراً أن الحركة تمتلك أدوات سياسية وشعبية قادرة على إحباط أي محاولات لتجاوز الإرادة الفلسطينية أو إعادة إنتاج واقع الاحتلال بصيغ دبلوماسية جديدة.

سيناريوهات الرد

المحلل السياسي محمود حلمي أكد أن "حماس ترى من المرجح في خطة ترامب محاولة لشرعنة وصاية دولية جديدة على غزة تحت قيادة أمريكية – إسرائيلية".

وقال حلمي، في حديثه لـ"الخليج أونلاين": إن "الحركة سبق أن أعلنت أن أي مبادرة تبقي على الاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر ستُعتبر "احتلالاً جديداً"، وهو ما يعني أن خيار المقاومة الميدانية والسياسية سيبقى قائماً".

ويضيف أن "الرفض الكامل سيعزز خطاب حماس الداخلي أمام جمهورها بأنها لم تُقدّم أي تنازلات تمس المشروع المقاوم".

ويشير حلمي إلى أن "حماس قد تلجأ إلى المساومة للحصول على ضمانات دولية قوية، خصوصاً فيما يتعلق بإعادة الإعمار ورفع الحصار، مع الاحتفاظ بدور سياسي داخل غزة".

وأكد أن هذا السيناريو يمنح الحركة وقتاً لإعادة تنظيم صفوفها واستثمار المفاوضات لتحسين شروطها.

وحول العوامل المؤثر على قرار "حماس" القريب، أوضح أن أبرزه "مدى جدية تل أبيب في الانسحاب والالتزام بوقف العمليات العسكرية، وضغوط أهالي غزة الذين يعانون من الحرب والحصار، وقد تدفع الحركة للتفكير بمرونة أكبر".

واعتبر أن "حماس" تخشى أن يؤدي القبول بالخطة إلى تصويرها وكأنها سلّمت سلاحها وتخلت عن مشروعها المقاوم، مما قد يضعف مكانتها أمام قواعدها.

ورجح أن الحركة ستتجنب الرفض المطلق المباشر، لكنها ستطرح شروطاً قاسية تجعل تنفيذ الخطة صعباً، في محاولة لكسب الوقت والحفاظ على شرعيتها السياسية والعسكرية.

*المصدر: الخليج أونلاين | alkhaleejonline.net
اخبار قطر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com