من قلب قطر.. الهيدوس وأبو ندى يشعلان موجة عطاء لغزة
klyoum.com
كامل جميل - الخليج أونلاين
- الهيدوس:أتبرع بالمساهمة في بناء مدرسة وصالة رياضية في تعمير غزة، إيماناً بأن التعليم والرياضة هما الطريق إلى الحياة من جديد.
- أبو ندى:اقتداءً بقائد منتخبنا حسن الهيدوس، اللي دايم يلهمنا بمواقفه داخل وخارج الملعب، أتبرع بالمشاركة في بناء مستشفى لإخواننا في غزة.
في وقتٍ ما زالت غزة فيه تلملم جراحها وتبحث عن سبل لإعادة إعمار ما دمّرته الحرب، يأتي تبرع لاعبا منتخب قطر، حسن الهيدوس ومحمود أبو ندى، لبناء مدرسة ومستشفى وصالة رياضية في قطاع غزة،ليعيد الأضواء إلى حاجة القطاع الماسة لمشاريع تنموية وخدمية في مختلف المجالات.
الخميس 16 أكتوبر الجاري، أعلن قائد العنابي حسن الهيدوس تبرعه بالمساهمة في بناء مدرسة وصالة رياضية، وفي اليوم التالي أعلن حارس العنابي محمود أبو ندى تبرعه ببناء مستشفى لسكان غزة.
تزامنت المبادرة مع فرحة تأهل المنتخب القطري إلى نهائيات كأس العالم 2026، بعد فوزه الثلاثاء (14 أكتوبر الجاري) على نظيره الإماراتي، ما أضفى عليها بعداً إنسانياً أعمق، إذ تحوّلت لحظة الانتصار الرياضي إلى فرصة للتعبير عن التضامن مع غزة.
واعتبر ناشطون أن الهيدوس وأبو ندى قدّما نموذجاً لما يمكن أن تصنعه الرياضة حين تتجاوز حدود التنافس لتصل إلى ميادين العطاء والمسؤولية الاجتماعية.
بعد تأهل متخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم، وفي زحمة الاحتفالات والابتهاج كانت غزة حاضرة في ضمير الهيدوس.
هذا ما أعرب عنه في منشور على منصة "إكس"، قائلاً: "في لحظات الفرح، تظل مسؤوليتنا أن نتذكر معاناة إخوتنا في كل بقاع الأرض، وأن نجعل من نجاحنا دافعاً للعطاء".
وأضاف: "جميل أن يأتي هذا التأهل متزامناً مع قمة السلام ونجاح اتفاق وقف الحرب على غزة، التي نرجو أن تكون بداية حقيقية لحياة آمنة لأهلنا هناك في غزة".
وتابع: "بمشيئة الله، أتبرع بالمساهمة في بناء مدرسة وصالة رياضية في تعمير غزة، إيماناً بأن التعليم والرياضة هما الطريق إلى الحياة من جديد".
تالياً، قال أبو ندى، في منشور على حسابه بمنصة "إكس": "الحمد لله أولاً ودائماً على التأهل إلى كأس العالم 2026، فرحتي لا توصف وأنا أحمل شعار بلادي قطر على صدري، وأني كنت جزءاً من مجموعة كبيرة من إخواني اللاعبين والناس اللي تعبت مع المنتخب من البداية".
وأضاف: "اقتداءً بقائد منتخبنا حسن الهيدوس، اللي دايم يلهمنا بمواقفه داخل وخارج الملعب، أتبرع بالمشاركة في بناء مستشفى لإخواننا في غزة".
في 9 أكتوبر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق بين حماس و"إسرائيل" يقضي بوقف الحرب على قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كامل القطاع، وإدخال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى تنفيذ عملية تبادل الأسرى، وذلك وفق الخطة التي طرحها، وجرى توقيعها في 14 أكتوبر.
مرحلة السلام التي دخلها قطاع غزة، لا تختلف سوى بوقف الحرب والتزود بالاحتياجات الأساسية، العدوان الإسرائيلي الذي استمر لأكثر من عامين دمرت كل شيء، وباتت غزة بحاجة إلى إعادة بناء وتأهيل بنيتها التحتية بشكل كامل وإعادة الخدمات الأساسية.
بحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، قد تصل تكلفة إعادة إعمار غزة إلى نحو 70 مليار دولار، وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة ودمار واسع في المباني السكنية والمنشآت الاقتصادية.
وأشار البرنامج إلى أن إعادة الإعمار ستكون "مساراً طويلاً ومعقداً" يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، مؤكداً أن الأولويات الفورية تشمل إزالة الركام وتأمين المأوى المؤقت للنازحين، تمهيداً لإطلاق مشاريع الإعمار الكبرى.
وأوضح التقرير الأممي أن الحرب خلّفت ما يقرب من 50 مليون طن من الحطام، وتسببت بتدمير أو تضرر أكثر من 425 ألف وحدة سكنية بشكل كامل أو جزئي، ليصبح القطاع السكني الأكثر تضرراً في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقدّر البرنامج أن المرحلة الأولى من الإعمار ستحتاج إلى تمويل لا يقل عن 20 مليار دولار خلال العامين المقبلين، لتأهيل المساكن والبنية التحتية الحيوية مثل المياه والكهرباء والطرق.
وجاء تبرع لهيدوس وأبو ندى ليسلط الضوء على الحاجة الكبيرة لضخ أموال طائلة تساهم في إعادة بناء غزة، وتشجع الأشخاص والمؤسسات على التبرع للمساهمة في إعادة الحياة للقطاع.
وعليه نال تبرع لاعبا منتخب قطر بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وأرجع بعضهم أن هذا التبرع يؤكد أن الهيدوس وصاحبه أصحاب مبدأ وهم وقضية، وأنهما يشاركان في صناعة الأمل.
لم تكن المبادرة مجرّد خبر عابر في جدول الرياضة، بل تحولت إلى قصة إنسانية تجاوزت حدود الملعب، فالتفاعل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي كشف عن حجم الأثر الذي تركته كلمات الهيدوس وأبو ندى في نفوس الناس.
ورغم الفوز الهام الذي أوصل العنابي إلى المونديال، لكن ما سيبقى في ذاكرة الجمهور العربي، ليس فقط نتيجة المباراة أو بطاقة التأهل، بل تلك اللمسة الإنسانية التي أكدت أن كرة القدم يمكن أن تكون لغة للبناء والسلام، لا مجرد منافسة على تسجيل الأهداف، وهذا ما يتوضح من خلال الإشادة التي عبر عنها كثيرون بعبارات مختلفة.
في غزة، قد يتأخر وصول المساعدات التي تسهم في عودة الحياة للفلسطينيين، لكن الأمل وصل سريعاً، عبر كلمتين صادقتين كتبهما لاعبان قررا أن يجعلا من المجد الرياضي جسراً نحو الإنسانية.
وليس مستبعداً أن يشكل تبرع الهيدوس وأبو ندى، محركاً معنوياً قوياً يمكن أن يدفع مزيداً من النجوم والمشاهير في العالمين العربي والإسلامي إلى إطلاق مبادرات مماثلة لدعم إعادة بناء غزة؛ فالمبادرة، التي انطلقت من لحظة فخر رياضية، تحولت إلى نموذج يحتذى في توظيف الشهرة لخدمة قضايا إنسانية تتجاوز حدود الملاعب.