الرحلات البحرية تنتعش في»الأضحى»

تعد رحلات المراكب الخشبية القديمة معلماً سياحياً وترفيهياً وتراثياً رئيسياً بالدوحة، فهي مقصد لكل محبي ركوب البحر من المواطنين والمقيمين، خاصة في العطلات والمناسبات خاصة عيد الأضحى المبارك.

وتحتل هذه الرحلات -ولا تزال- صدارة اهتمامات السياح الأجانب الذين يترقبون عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل ظهور فيروس كورونا «كوفيد -19» الذي أدى إلى توقف حركة الحياة تقريبا في أنحاء العالم كافة.

الآن ومع مرحلة التخفيف التدريجي للقيود الاحترازية الهادفة إلى كبح الفيروس والقضاء عليه ومنع انتشاره، والتي دخلت مرحلتها الثالثة في قطر، بدأت مراكب الكورنيش تستعيد نشاطها مجدداً.

وتعويضاً لفترة التوقف الإجباري، واستغلالاً للاحتفالات بعيد الأضحى المبارك، بدأ مشغلو هذه المراكب تقديم عروض لاستقطاب المحتفلين بالعيد في الكورنيش وسوق واقف وحديقة متحف الفن الإسلامي، وتشجيعهم للقيام برحلات منخفضة السعر.

ويقدم مسيرو هذه الرحلات التي تبدأ من الكورنيش وتمضي لتشق عباب البحر في عمق مياه الخليج لمدة نصف ساعة تقريباً في رحلتي الذهاب والعودة، تخفيضات أكثر للأسر الراغبة في القيام برحلات لمسافة أكبر في عمق المياه بعيداً عن صخب الشباب وتحقيقا للخصوصية.

وقد رصدت «العرب» حركة الرحلات البحرية ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، والتي بدأت محدودة صباحاً نظراً لارتفاع درجة الحرارة قبل أن تشهد نشاطاً ملحوظاً مع الغروب، وقد تواصلت هذه الرحلات حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، خاصة مع إقدام مسيري هذه الرحلات على تقديم تخفيضات في أسعار الرحلات التي وصلت إلى 20 ريال للفرد الواحد، مما شجع الكثير من الشباب على استغلال هذه الفرصة الثمينة بالنسبة اليهم، للاستمتاع برحلة ساحرة على إيقاع الأغاني الصاخبة.

ويعتبر الكثيرون من محبي هذه الرحلات، أن هذه المراكب الخشبية، تضيف أجواء من البهجة والمتعة، خلال الاحتفالات بالعيد، وفي باقي أيام العام، وأنها معلم رئيسي من معالم الدوحة التراثية الحية، وعلامة بارزة على خريطة السياحة الداخلية والوافدة للبلاد، وأنها بمثابة تراث حي يمشي على قدمين، ويأبى الرحيل إلى كتب التاريخ.

ويجسد الإقبال على هذه الرحلات البحرية ذات الطبيعة التراثية، مؤشراً إيجابياً على انطلاق موسم سياحي نشط وناجح خلال الشهور القليلة المقبلة، خاصة أن قطر تتأهب لبدء المرحلة الرابعة -الأخيرة- من تخفيف القيود الاحترازية المتعلقة بكبح وباء «كوفيد-19»، والتي من المقرر لها أن تنطلق 30 يوليو الحالي، ما يعني أن الحياة الطبيعية سوف تعود إلى ما كانت عليه قبل ظهور الوباء.

اخبار قطر على مدار الساعة