اخبار قطر

الخليج أونلاين

سياسة

"نوبل" للشيخ تميم.. حملة تسلط الضوء على مدرسة قطر في صناعة السلام

"نوبل" للشيخ تميم.. حملة تسلط الضوء على مدرسة قطر في صناعة السلام

klyoum.com

عمر محمود – الدوحة – الخليج أونلاين

المحامي والأكاديمي جذنان الهاجري:

جهود الشيخ تميم جبارة ويستحق الترشيح لجائزة نوبل للسلام.

المحامية منى المطوع:

المطالبة باعتراف دولي استحقاق أخلاقي وتاريخي لصوت عربي نزيه استطاع أن يبني جسور السلام.

اعترافاً بدوره البارز في الوساطات السياسية التي أسهمت في إنهاء صراعات معقدة، وجنبت العديد من الدول الدخول في حروب دامية، أطلق عدد من مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي وسم #أمير_قطر_نوبل_للسلام، الذي لاقى ترحيباً واسعاً وتفاعلاً لافتاً على مختلف المنصات الرقمية.

وقد تزامن تصدر الوسم مع تنامي الحضور القطري في ملفات دولية شائكة، كان أبرزها جهود الدوحة في التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة، إضافة إلى دورها النشط في المفاوضات مع إيران، وسلسلة من الوساطات التي أكدت من جديد موقع قطر كلاعب محوري في إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية والدبلوماسية.

نوبل للسلام.. استحقاق قطري

ومع تصدر قطر لمواقع التواصل الاجتماعي والاعتراف الشعبي والجماهيري بدورها، وتحديداً أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد، الذي استطاع إعادة تشكيل مفهوم الوساطة السياسية في زمن الأزمات المتشابكة، فهل حان الوقت ليتحول الوسم الجماهيري إلى موقف دولي رسمي؟

أكد المحامي والأكاديمي جذنان الهاجري أن التفاعل الشعبي الواسع مع وسم #أمير_قطر_نوبل_للسلام لا يمكن اعتباره مجرد حملة على السوشيال ميديا، بل هو انعكاس حقيقي لوعي المجتمع العربي الذي بدأ يدرك حجم دور قطر في ترسيخ السلام الدولي.

ويشير الهاجري في حديثه لـ "الخليج أونلاين" إلى أن مثل هذه الحملات، وإن كانت غير ملزمة للجهات المانحة لجائزة نوبل، تترك أثراً مهماً في تشكيل الرأي العام الدولي.

ويضيف أن الوساطة القطرية "اكتسبت موثوقيتها الدولية بفضل التزامها الثابت بالحياد، وابتعادها عن التحيز السياسي، موضحاً أن قدرة الدوحة على كسب ثقة أطراف متنازعة، بل ومتحاربة، تعود إلى سجلها الطويل من النجاحات الدبلوماسية، مثل اتفاق الدوحة للسلام في السودان، والوساطة الفاعلة بين واشنطن وطالبان، فضلاً عن دورها الإنساني المحوري في غزة".

ويقول: "قطر ليست طرفاً منحازاً، بل تعرف بقدرتها كيف تسهل الحوار وفتح قنوات الاتصال حتى في أصعب اللحظات".

ويشدد الهاجري على أن الجهود التي قادتها القيادة القطرية، وفي مقدمتها الشيخ تميم، في ملفات شائكة كأفغانستان وغزة، "تشكل نموذجاً فعلياً لصناعة السلام، وتؤهله بجدارة ليكون مرشحاً حقيقياً لجائزة نوبل".

وختم حديثه بتأكيد أن الترشيح ليس مسألة رمزية، بل هو اعتراف دولي مستحق بمبادرات دولة قطر التي أنقذت أرواحاً وخلقت فرصاً للتهدئة في مختلف مناطق العالم.

استحقاق أخلاقي

المحامية منى يوسف المطوع، نائبة رئيس مجلس إدارة جمعية المحامين القطرية، اعتبرت التفاعل الشعبي والإعلامي الواسع مع وسم #أمير_قطر_نوبل_للسلام تعبيراً عفوياً عن وعي الجماهير المتزايد بأهمية الدور الذي تؤديه دولة قطر، قيادة وشعباً، في دعم السلم الإقليمي والدولي.

وتضيف المطوع في حديثها مع "الخليج أونلاين": "الرأي العام الرقمي بات اليوم أحد المؤثرات غير المباشرة في صياغة النقاشات داخل دوائر صنع القرار"، وتشير إلى أن "أثر هذه الحملات يكمن في تسليط الضوء على من يستحق التكريم ولم يحصل عليه بعد".

وبينت المطوع أن قبول الوساطة القطرية من أطراف متنازعة في ملفات شديدة التعقيد "لا ينبع من قوة الإملاء، بل من قوة الثقة والحياد النشط"، وتوضح: "قطر لا تملي الشروط، بل تفتح القنوات وتبني الجسور دون إقصاء أو تحيز، وهو ما جعل منها وسيطاً نزيهاً ومقبولاً حتى في أكثر اللحظات حساسية".

وحول التفاعل الشعبي الكبير مع الوسم، شددت المحامية على أن هذا التفاعل يعبر عن "لحظة وعي وطنية وخليجية وعربية"، مضيفة: "إن المطالبة باعتراف دولي ليست مطلباً تكريمياً فقط، بل استحقاق أخلاقي وتاريخي لصوت عربي نزيه استطاع أن يبني جسور السلام، ويؤسس لنموذج مختلف في الوساطة السياسية، بعيداً عن الاستعراض أو التدخل في سيادة الدول".

ملفات الوساطة

وسجلت الدوحة حضورها في عدد من أبرز محطات الوساطة العالمية، مساهمة في إطلاق سراح محتجزين، وتوقيع اتفاقات سلام، وتخفيف التوترات، وفتح قنوات تفاوض مغلقة، في مناطق تمتد من الشرق الأوسط إلى القوقاز، ومن أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية.

ففي عام 2007، نجحت الدوحة في إنهاء أزمة الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين سجنوا في ليبيا بتهمة نقل فيروس الإيدز عمداً، بعد وساطة أفضت إلى إطلاق سراحهم وتأسيس صندوق ليبي لدعم الأطفال المصابين، بمساهمة قطرية ودولية، وفي العام التالي استضافت قطر جولات وساطة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، توجت بتوقيع اتفاق مصالحة.

كما قادت قطر الوساطة في الأزمة اللبنانية عام 2008، حيث توصلت الأطراف المتنازعة إلى "اتفاق الدوحة" الذي أنهى أزمة سياسية استمرت 18 شهراً، وأفضى إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وساطات ناجحة عربياً

أدت قطر أيضاً أدواراً مفصلية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث ساهمت في التوصل إلى هدن خلال الحروب على غزة أعوام 2009، و2012، و2014، و2021، إلى جانب جهودها المستمرة في إدخال المساعدات الإنسانية وعمليات تبادل الأسرى، وخصوصاً خلال عدوان 2023/2024.

في عام 2011، رعت قطر توقيع وثيقة سلام دارفور بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة، كما ساعدت في التوصل إلى اتفاق لحل النزاع الحدودي بين جيبوتي وإريتريا، وفي 2012 توسطت لإنجاز اتفاق مصالحة بين حركتي فتح و"حماس"، تبعه في 2013 اتفاق وقف إطلاق نار بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة.

لم تتوقف جهود الوساطة عند ذلك، إذ ساهمت في الإفراج عن راهبات كن محتجزات في سوريا عام 2014، وتولت الوساطة في صفقة تبادل أسرى بين طالبان والولايات المتحدة في العام نفسه، كما نجحت في الإفراج عن جنود لبنانيين اختطفتهم "جبهة النصرة" عام 2015.

وفي العام ذاته توصلت إلى اتفاق سلام بين قبيلتي التبو والطوارق في ليبيا، كما نجحت عام 2016 في تحرير أسرى جيبوتيين لدى إريتريا.

أفغانستان وإيران وروسيا

على الساحة الأفغانية كانت قطر منصة دائمة للحوار بين الحكومة وطالبان، حيث استضافت أولى جولات المفاوضات في 2015، وتكللت الجهود القطرية في 2020 باتفاق بين طالبان وواشنطن على الانسحاب الأمريكي.

استمرت جهود الدوحة في أفريقيا، فاستضافت في 2017 توقيع اتفاق بين الحكومة السودانية وحركة "جيش تحرير السودان–الثورة الثانية"، وفي 2022 قادت وساطة أفضت إلى توقيع اتفاق سلام بين السلطات الانتقالية في تشاد وجماعات المعارضة.

وبالمجال النووي، استضافت قطر عام 2022 جولة محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

أما في عام 2023، فقد توسطت بنجاح في صفقة تبادل محتجزين بين إيران والولايات المتحدة، تضمنت الإفراج عن 5 أمريكيين مقابل رفع التجميد عن 6 مليارات دولار من أموال إيران، وتحويلها إلى حسابات مصرفية في قطر.

وفي نزاع أوكرانيا وروسيا، برزت قطر بجهود إنسانية ملموسة لإعادة لم شمل أطفال انفصلوا عن عائلاتهم بسبب الحرب، وقد أعيد عشرات الأطفال إلى ذويهم بفضل الوساطة القطرية، في حين استضافت الدوحة أول جولة تفاوض مباشر بين موسكو وكييف حول هذا الملف، في أبريل 2024.

من غزة إلى فنزويلا

واصلت قطر دورها الريادي في ملف غزة، حيث كانت أحد أبرز الوسطاء في التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر 2024 خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي، ثم اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير 2025، وقد تضمنت الوساطة إدخال مساعدات، وتبادل أسرى، وتشكيل لجنة قطرية – مصرية للإشراف على عودة النازحين إلى شمال القطاع.

وفي مارس 2025، احتضنت الدوحة أول محادثات مباشرة بين رئيسي رواندا والكونغو الديمقراطية منذ تصاعد التوتر في شرق الكونغو، مما فتح بابا لتهدئة الأوضاع وتعزيز الثقة بين الجانبين، بإشراف قطري.

كما نجحت قطر في رعاية صفقة تبادل سجناء بين الولايات المتحدة وفنزويلا في 2024، شملت إطلاق سراح 10 أمريكيين مقابل إفراج واشنطن عن سجين فنزويلي.

تؤكد هذه المحطات الدور المتزايد الذي تضطلع به قطر كوسيط نزيه وفاعل في قضايا النزاع، مع التزام ثابت بالحلول السلمية والمبادئ الإنسانية، في وقت يشهد فيه العالم تصاعداً في الأزمات الإقليمية والدولية.

*المصدر: الخليج أونلاين | alkhaleejonline.net
اخبار قطر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com