إطلاق سراح "ألكسندر".. مقدمة "مأمولة" لوقف إطلاق النار في غزة
klyoum.com
أخر اخبار قطر:
قبل سفره إلى قطر.. ويتكوف يدعو نتنياهو لـ انتهاز الفرصةغزة - محمد أبو رزق - الخليج أونلاين
محلل سياسي:صفقة ألكسندر ستكون مقدمة لإنهاء الحرب على قطاع غزة، من خلال ضغط أمريكي كامل من رأس الهرم السياسي في الولايات المتحدة وهو ترامب.
حالة من الصدمة عاشتها "إسرائيل" بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إبرام صفقة مع حركة "حماس" تقضي بإخراج الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، وحده دون باقي الأسرى الإسرائيليين، ودون إشراك حكومة بنيامين نتنياهو في تلك المفاوضات أو إطلاعه عليها.
واعتبرت الصفقة التاريخية بين حركة "حماس" والولايات المتحدة تحولاً مفاجئاً في مسار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفتحت الباب أمام تساؤلات حول إمكانية أن تكون هذه الخطوة تمهيداً لإنهاء الصراع المستمر منذ أكتوبر 2023.
وألكسندر جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية، أُسر خلال هجوم "حماس" في 7 أكتوبر 2023، وقد أعلنت الحركة الإفراج عنه في 12 مايو 2025، كـ"بادرة حسن نية" تجاه الولايات المتحدة، في إطار جهود لتسهيل التوصل إلى وقف إطلاق نار، واستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وجاءت الصفقة بعد مفاوضات مباشرة قادها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بمشاركة قطر ومصر، وبدعم من الرئيس دونالد ترامب، الذي اعتبر الإفراج عن ألكسندر "خطوة إيجابية" نحو حل إنساني ودبلوماسي للأزمة.
مفاوضات فورية
ينتظر أن تنتقل حركة "حماس" و"إسرائيل" إلى مفاوضات فورية بعد تسليم ألكسندر بمشاركة الولايات المتحدة وقطر ومصر، وفقاً لما أكده مصدر أمريكي لشبكة "سي إن إن".
يرى الكاتب والمحلل السياسي محمود حلمي، أن صفقة ألكسندر شكلت مفاجأة كبيرة داخل "إسرائيل"، خاصة حكومة نتنياهو المتطرفة، التي يريد أعضاؤها دعماً أمريكياً كاملاً لاستمرار العدوان على قطاع غزة.
يقول حلمي في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "بعد إعلان الصفقة عمت حالة من الغضب في الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث اعتبرت تجاوزاً للدور الإسرائيلي في ملف الأسرى، خاصة أن المفاوضات جرت بشكل مباشر بين حماس والولايات المتحدة، دون تنسيق مع تل أبيب".
وواجهت حكومة نتنياهو، حسب حلمي، انتقادات لاذعة بعد الصفقة الأمريكية الحمساوية، واتهامات لنتنياهو، خاصة من قبل عائلات الأسرى، بوجود تحيز وتمييز لصالح الأسرى ذوي الجنسية المزدوجة، وتقصير في جهود الإفراج عن باقي الأسرى.
الغضب الإسرائيلي
وبدا ذلك الغضب واضحاً بعد الإفراج عن ألكسندر، حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الأسير نفسه يرفض مقابلة رئيس الوزراء نتنياهو.
زعيم المعارضة يائير لابيد اعتبر أن إطلاق سراح ألكسندر "أمر مرحب به ومثير بالنسبة لنا، ولكن هذا يحتم على حكومة نتنياهو أن تتوقف عند هذا الحد، والذهاب لصفقة واسعة وشاملة تقضي بالإفراج عن جميع الرهائن ليعودوا إلى ديارهم".
واعتبر لابيد في تدوينه نشرها على منصة "إكس"، أن "التقارير التي خرجت في الساعات الأخيرة عن فتح قناة اتصال بين حركة حماس والإدارة الأمريكية تعد "فشلاً دبلوماسياً مخزياً للحكومة وزعيمها".
أما زعيم حزب الديمقراطيين الجنرال احتياط يائير غولان، فوصف الصفقة بين حركة "حماس" والإدارة الأمريكية "بالعار والمهانة لشعب إسرائيل ولحكومة نتنياهو".
وأضاف غولان في خطاب ألقاه أمام حشد من أهالي الأسرى في ساحة "ايالون" بتل أبيب: "أنا مصدوم لأن جندياً إسرائيلياً تخلت عنه الحكومة يحتاج لرئيس أمريكي لإطلاق سراحه، هذا عار لحكومة تخلت عن أبنائها وجنودها في المعركة".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن عائلات أسرى بغزة قولهم: "اتضح أن لا علاقة لحكومة إسرائيل بإعادة أسراها"، مؤكدة أن "الحرب لن تعيد الأسرى، وعلى حكومة بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب وإعادتهم جميعاً".
وفي تصريحات صحفية قال ألون نمرودي، والد الأسير تمير نمرودي: إن "على ترامب اتخاذ موقف رسمي يضغط على نتنياهو لوقف الحرب وبدء مفاوضات شاملة لإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين"، لافتاً إلى أن الإفراج عن ألكسندر يجب أن يكون بداية لمفاوضات واسعة تشمل جميع الأسرى.
فيما اعتبررئيس شعبة العمليات السابق بالجيش الإسرائيلي يسرائيل زيف: "نجاح ترامب في إعادة عيدان إهانة موجعة لفشل نتنياهو".
مقدمة لإنهاء الحرب
يوضح الكاتب والمحلل السياسي محمود حلمي لـ"الخليج أونلاين" أن صفقة ألكسندر ستكون مقدمة لإنهاء الحرب على قطاع غزة، من خلال ضغط أمريكي كامل من رأس الهرم السياسي في الولايات المتحدة، وهو ترامب.
ولا يستبعد حلمي أن تكون صفقة ألكسندر "جزءاً من اتفاق كامل برعاية الولايات المتحدة من أجل إنهاء هذه الحرب التي طال أمدها، وأصبح الإسرائيليون يدرون حول أنفسهم بها، ولا يحققون أياً من الأهداف المعلنة لها".
يشير حلمي إلى أن ترامب أظهر نوايا واضحة لإنهاء هذه الحرب قبل زيارته إلى دول الخليج وعقده للقمة الخليجية، وبدأت أولى جهوده تظهر من خلال هذه الصفقة الجزئية.
ويتوقع أن تشهد الأيام والساعات والقادمة أخباراً سارة قادمة من السعودية وقطر لإنهاء الحرب بشكل كامل ضد قطاع غزة، وإعلان اتفاق ملزم لحكومة نتنياهو التي لا تريد إنهاء العدوان.
فبعد تسليم الأسير ألكسندر أكدتهيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر، أن "الولايات المتحدة تحث إسرائيل على الدخول في محادثات مع حماس لإنهاء الحرب"، فيما سيمكث الوفد الإسرائيلي المفاوض بالدوحة طوال فترة زيارة ترامب للمنطقة"، وهو ما يشير إلى دفع أمريكي باتجاه صفقة.