المال والصحة وجهان لعملة واحدة

الدوحة- الراية الرمضانية:

في فقرة  الراية الاقتصادية برعاية الديار القطرية تناول الدكتور عبد الرحيم الهور أهمية المال والصحة كوجهين لعملة واحدة، وقال: عندما خُفف الحُكم عن التاجر اليهودي في رواية «تاجر البندقية»، من الإعدام إلى مُصادرة جميع أمواله، قال للقاضي: «إنه يرجوه أن يُحكم عليه بالإعدام»، فلمّا سأله القاضي كيف يُفضّل أن تُعدم على البقاء حيًا؟، فرد التاجر اليهودي إنه إذا أزيلت أعمدة السقف فإنه لا محالة سيسقط، وكذلك إذا صُودرت كل أمواله فإنه سيموت كل يوم من الفقر والحاجة.

وأوضح د. الهور أن الإسقاط هنا على الواقعة بعيدٌ عن أبعاد الرواية، والشاهد من الطرح أن المال والتجارة هما المُكونان الأساسيان للمُجتمعات، والعمود الفقري للكيانات السياسية والاجتماعية على اختلاف أشكالها، فالأُسر والشركات والدول لا تستوي ولا تستقر إلا بوجود استقرار مالي وأمن اقتصادي مُتوازن يضمن لها الحياة والاستمرار، مُضيفًا: اليوم ونحن نواجه هذا العدو المُهجّن والذي يضرب في كل الخواصر، تارة في خاصرة الصحة، وبكل أذية وشراسة، وتارة أخرى في خاصرة التجارة والمال، فيُعطّل المشاريع القائمة ويُؤخّر المشاريع تحت التأسيس، ويُرهق اقتصادات الدول، ويضغط على عدّاد الوظائف ، ويجعله يدور بالاتجاه المُعاكس، تاركًا الكثيرين بلا وظائف وبلا دخل وبلا مُستقبل. إن هذا الوباء وقد تحوّل إلى عدو شرس بكل المعايير الصحيّة والاقتصادية، يتطلب تكاتفًا وتكافلًا من كافة القطاعات، وتبدأ حالة الدعم من مُستوى الأسرة الواحدة، من ناحية المسؤولية الاحترازية لدى أفراد الأسرة بأن يكون الجميع مسؤولًا أن لا يتم الاختراق من قِبل فرد منهم، بأن لا يدع المرض يدخل عائلته، وذلك بالتزامه بكل معايير الوقاية، ومن ناحية أخرى التكافل المالي الأسري، من خلال المُحافظة على المُدخّرات وإدارة النفقات والتزام أعلى معايير الترشيد الاستهلاكي في ظل الجائحة، وبعدها يأتي دور الشركات بضرورة تطوير نماذج لإدارة الأزمات بشكل يُحافظ على استمرار النشاط والاستثمار الذي تم بالموظفين.