هولندا.. الأمل الأخير لمصالحة الجماهير

يملك منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الفرصة لإنهاء مونديال 2022 نهاية ترضي الجماهير القطرية والجماهير العربية أيضا التي ساندته بقوة منذ اللحظة الأولى املا في ان يكون منافسا على التأهل لدور ال 16، قبل ان يخيب الآمال ويتلقى خسارتين متتاليتين امام الاكوادور ثم السنغال

ولم ترض جماهيرنا عن الخسارتين فقط، لكن عدم الرضاء الحقيقي كان بسبب الأداء السيئ خاصة في المباراة الأولى امام الاكوادور، وأيضا بسبب الأخطاء الفردية القاتلة التي باتت الخطر الدائم الذي يهدد الفريق قبل الخطر القادم من المنافسين ومن المهاجمين.

الفرصة الأخيرة امام العنابي تتمثل في المواجهة الثالثة بالدور الأول للمونديال والمقرر اقامتها غدا امام المنتخب الهولندي، والتي يجب استغلالها بشتى الطرق وتحقيق انتصار شرفي وفوز يحسب للكرة القطرية وللعنابي في سجلات وبطولات كأس العالم .

الفرصة الأخيرة تبدو صعبة في ظاهرها، لكنها في ظاهرها فرصة جيدة، كون الفريق الهولندي بعيدا عن حالته الطبيعية، وبعيدا عن مستواه المعروف، حتى ان الصحف الهولندية وصفته ب (الفريق العاجز).

وحتى لو كانت هولندا في حالتها الطبيعية فان العنابي ولاعبيه لا بديل امامهم سوى تحقيق الفوز وتوديع المونديال رسميا وفعليا بشرف وبراس مرفوعة.

هذه الفرصة تتطلب أولا من الاسباني فيليكس سانشيز عدة أمور أولها اختيار التشكيل الأنسب، واللاعب الجاهز القادر على الدفاع عن ألوان منتخبنا، وليس اللاعب الذي يحجز مكانه بالأقدمية وبالخبرة.

الى جانب كل ذلك تتطلب الفرصة الأخيرة من سانشيز أيضا بعض الجراءة الهجومية كما حدث بعد الهدف الثاني للمنتخب السنغالي، فلم يعد هناك أي مجال للتراجع الدفاعي، والحذر الزائد عن الحد، والدفاع أكثر من اللازم .

اما اللاعبون فالمطلوب منهم الكثير والكثير، فهم الأداة التي نعتمد عليها في المستطيل الأخضر، وهم الذين يتحملون المسؤولية الثانية بعد المدرب

بشكل عام فان جميع اللاعبين دون استثناء ودون تحديد مراكز او خطوط، مطالبون باللعب بروح قتالية، وببذل اقصى مجهود لديهم منذ الدقيقة الأولى وحتى النهاية، ووضع اسم بلدهم امام اعينهم.

ولعل اهم ما هو مطلوب من اللاعبين خاصة المدافعين المزيد من التركيز من اجل الابتعاد قدر الإمكان عن الأخطاء الفردية التي سهلت مهمة المنافسين، وتسببت في خسارة منتخبنا، ونحن ندرك انه لا يوجد لاعب يتعمد الخطأ او يتسبب في اهتزاز شباك فريقه، كما ان الأخطاء واردة لكل لاعب، لكن ما نطلبه هو التركيز وعدم المخاطرة بالكرات امام منطقة الجزاء .

المطلوب أخيرا من المهاجمين المزيد من الجهد والمزيد من الضغط على الدفاع الهولندي والعمل على استغلال الفرص قدر الامكان. جماهيرنا لن تقصر رغم اعترافنا بكم الحزن الذي يسيطر على جماهيرنا الوفية بسبب الوداع المبكر، وبسبب الأداء غير المقنع للعنابي، وبسبب الخسارتين المتتاليتين، الا اننا نثق ان هذه الجماهير ستكون حاضرة غدا في الملعب، وستقوم بواجبها تجاه منتخبها حتى اللحظة الأخيرة، وستقوم أيضا بدورها في المساهمة بالمزيد من النجاح والحضور الجماهيري في البطولة التي تقام على ملاعبنا وبين جماهيرنا .

ومما لا شك فيه ان الجماهير القطرية تدرك جيدا ان العنابي ولاعبيه في أمس الحاجة الان الى تواجدها ومساندتها أكثر من أي وقت مضي، فالفرق عندما تخسر تكون أكثر احتياجا لجماهيرها عند الانتصارات، كي تتجاوز كبوتها وكي تعود قوية وقادرة على التعويض. الطواحين توقفت يعتبر أداء الفريق الهولندي او (الطواحين) من المفاجآت غير الجيدة في مونديال 2022 رغم احتلاله الثاني في مجموعة العنابي برصيد 4 نقاط، جمعها من انتصار صعب على السنغال في الجولة الأولى بهدفين في الوقت القاتل، ثم التعادل بهدف مع الاكوادور في الجولة الثانية والتي كادت ان تخسرها الطواحين لولا العارضة التي انقذتهم مرتين .

كل التوقعات كانت تؤكد ان الفريق الهولندي سيخطف الأنظار بشدة في المونديال، وسيمتع الجماهير بأدائه الجماعي المعروف وبالكرة الشاملة الممتعة، لكن خابت كل هذه التوقعات حيث ظهر الفريق بأداء باهت غير جيد. كودي جاكبو أفضل الهولنديين يمتلك المنتخب الهولندي عددا من النجوم المعروفين أمثال فان دايك قائد الدفاع، وفرينكي دي يونغ قائد الوسط،، وممفيس ديباي رأس الحربة غير الجاهز بدنيا، الا ان المهاجم الصاعد كودي جاكبو يعتبر افضل لاعب هولندا في الجولتين الماضيتين حيث ظهر بشكل جيد وتألق وسجل هدفا في كل مباراة .