«ما بين الرفوف» تُسلّط الضوء على رواية «الجبال الثمانية»

استأنف الملتقى القطري للمؤلفين مبادرته «ما بين الرفوف»، التي يقدمها كل من الكاتبين حسن الأنواري، وريم دعيبس، بثت الحلقة عبر قناة الملتقى القطري للمؤلفين عبر»يوتيوب»، وتناولت رواية «الجبال الثمانية» للكاتب باولو كونيتي.

واستهل الكاتب حسن الأنواري الجلسة بالتعريف بالكاتب باولو كونيتي بأنه ولد في إيطاليا عام 1978، وبدأ أولى تجاربه مع الكتابة في سن الثامنة عشرة من عمره، وأنه درس الرياضيات، وكان يهوي تسلق الجبال، وبعد تخرجه في مدرسة السينما في ميلانو، قام بإخراج أفلام وثائقية وأخرى اجتماعية، إلى أن بدأ في كتابة الرواية عام 2004، «ما يعني أنه بدأ متأخراً كروائي».

وقال الأنواري: إن كونيتي قدم كتاب «الفتيات الناجحات» كمجموعة قصصية، وأتبعها بأخرى في العام 2007 بعنوان «شيء صغير على وشك الانفجار»، بالإضافة إلى ما أنجزه من أفلام وثائقية ضمت سلسلة من 9 أجزاء عن الأدب الأميركي، حصد على إثرها جوائز أدبية عديدة.

وانتقل الكاتب حسن الأنواري إلى الكتاب موضع النقاش، قائلاً: «إن كونيتي أنجزه في العام 2018، وحصد على إثره جائزة أدبية رفيعة في ميلانو عام 2017، وأن الكتاب ذاته تمت ترجمته وبيع في أكثر من 30 دولة.

وقال إن باولو كونيتي قسم روايته إلى ثلاثة أجزاء: «جبل الطفولة» و «منزل المصالحة» و «صديق في الشتاء»، وأن كل جزء منها يتألف من 4 فصول. ففي جبل الطفولة يتحدث عن الأصياف التي قضاها في القرية بصحبة برونو، وفي الجزء الثاني يبنيان بيتاً صغيراً في أعالي الألب، وفي الجزء الثالث يقضيان الشتاء معاً، وقد اقترب الاثنان من الأربعين وبات لكل منهما كثير مما يود أن يحكيه للآخر. ووصف الأنواري هذه الرواية بأنها «من أهم أعمال الكاتب باولو كونيتي».

ومن جانبها، قالت الكاتبة ريم دعيبس: إن الرواية قد يبدو في ظاهرها أنها تتناول الجبال والطبيعة، غير أنها في حقيقية الأمر رواية تدور حول العلاقات الاجتماعية، وإبراز مدى ترابطها وتفككها في الوقت نفسه، لافتة إلى أن الرواية تبدأ مع العائلة، وتنتهي بعلاقة الفرد بالمكان»، وكأن الكاتب يعرض فيها للمراحل العمرية التي يمر بها الإنسان».

وقالت إن الكاتب بدأ الرواية بالحديث عن العلاقة مع الأسرة، وأتبعها بتناول العلاقة مع الأصدقاء، ومنها العلاقة العميقة، لتنتهي بتحديد العلاقة بين الفرد والمكان، «وكأن الكاتب هنا يؤكد أنه كلما يتقدم الإنسان بالعمر، تكون اهتماماته أكثر، ويدرك علاقته بالمكان والجبال في نهاية مراحله».

وتابعت: إن الأب يحتل مساحة لا يستهان بها في العمل الروائي، حيث يتناول كونيتي الأب في مراحل الرواية، ومنها صمته داخل البيت، وفي المقابل الثرثرة مع الغرباء، والحالة نفسها عندما يتحدث مع ابنه، وكذلك عند صعوده إلى الجبال. واصفة هذا الصعود نقلاً عن الكاتب بأنه كما لو كان ثأراً كبيراً فيما بينهم، وأن الكاتب عندما يصل إلى القمة، فإنه يكون زاهداً فيها، إلى أن يعود إلى أدراجه تالياً.

وقرأت الكاتبة ريم دعيبس جانباً سردياً من الرواية، لتؤكد في ختام مداخلتها أن الرواية تبين أن الآباء لا يتركون أبناءهم، وأن باولو فوجئ بأن والده خلف له قطعة صغيرة في جبال الألب، ليعود إليها من جديد، ليتعرف على نفسه وعلى أبيه من جديد ، وأن الأمر يبدو وكأن أباه ترك له هذه القطة كلغز، ليعرف إجابته بنفسه.

وأضافت أنه حسب قول باولو فإنه لم يكن يستطيع تأليف قصة مختلفة عن عالمه، فهو يكتب عن حياته وأصدقائه، وأن كل الشخصيات والأماكن التي ذكرها كانت حقيقية في هذه الرواية.