اخبار قطر
موقع كل يوم -جريدة الراية
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢١
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) وصية عامة، والفرق بين البرّ والتقوى أن البرّ عام في فعل الواجبات والمندوبات وترك المحرمات، وفي كل ما يقرب إلى الله، والتقوى في الواجبات وترك المحرمات دون فعل المندوبات فالبرّ أعمّ من التقوى. (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) لهذا كان الكتاب والسنة كافيين كل الكفاية في أحكام الدين؛ أصوله وفروعه، فكل متكلف يزعم أنه لا بد للناس في معرفة عقائدهم وأحكامهم إلى علوم غير علوم الكتاب والسنة؛ من علم الكلام وغيره، فهو جاهل، مبطل في دعواه، قد زعم أن الدين لا يكمل إلا بما قاله، ودعا إليه، وهذا من أعظم الظلم، والتجهيل لله ولرسوله.
قالوا : أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه
قيل: إن صاحب هذا المثل هو النعمان بن المنذر، وأما حكايته أن رجلًا من قبيلة بني تميم، يُدعى: «ضمُرة»، كان يُغير على حمى النعمان بن المنذر، حتى إذا نفد صبر النعمان كتب إليه: أن ادخل في طاعتي، ولك مئة من الإبل، فما كان منه إلا أن قبلها وأتاه، فلما نظر إليه ازدراه، وكان ضمرة دميمًا، فقال النعمان : تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فقال ضمرة: مهلًا أيها الملك، إن الرجال لا يُكالون بالصيعان، وإنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه، إن قاتل قاتل بجنان، وإن نطق نطق ببيان، فقال النعمان بن المنذر: صدقت لله درك!
وقفات مع النفس :
الغايةُ منَ الصومِ تحقيقُ التقوَى كما قال الله تعالى في كتابِه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) والتقوى فعْل ما أمَر الله من الطاعاتِ، واجتنابُ ما نهى عنه من المعاصي، والدافعُ لذلك؛ حبُّك لله ورجاؤُك في وعدِه، وخوفُك من وعيدِه، وخشيتُك منه سرًّا وعلانية، فالجنةُ أَعدّها اللهُ للمُتقين، وقد بيّن الله ما أَعدَّ لهم فيها من نعيمٍ دائم، وأعظمُه رؤيةُ وجهِه سبحانه وتعالى وكفَى بها نعمةً، فهل اشتقتَ ودعوتَ الله صادقًا من قلبِك أن يكتُبك مِنَ المتقين؟ أَبشرْ.