رؤية تحليلية للقاء منتخبنا وأسود التيرانغا.. الحظ أدار ظهره للعنابي

الحارس مندي وخطأ بوعلام وكرة عفيف نقاط تحول

النزعة الهجومية عكست ما يملكه العنابي فنياً

توقيت الأهداف يؤكد غياب التوفيق عن منتخبنا

طريقة اللعب والتشكيلة أوضحت خلل الجهاز الفني أمام الإكوادور

شتان الفارق بين عنابي الإكوادور وعنابي السنغال وما قدمه العنابي أمام السنغال رغم الخسارة أعاد الثقة بين اللاعبين والجماهير، وأكد أن ما حدث أمام الإكوادور كان حالة استثنائية يصعب تكرارها من جميع النواحي الفنية والنفسية والبدنية، فالعنابي أمام السنغال قدم جهدا بدنيا كبيرا في حالتي الدفاع والهجوم وظهر بصورة جيدة ساهمت في محو الصورة الباهتة التي كان عليها الفريق في لقاء الافتتاح الذي لم نر فيه أي هجمة عنابية تستحق الذكر، بينما أمام السنغال شاهدنا تسديدات وكرات عرضية وحصول منتخبنا على أكثر من كرة ركنية وتسجيل هدف وتواجدنا بشكل جيد في الثلث الدفاعي للمنتخب السنغالي على نحو يؤكد أن الفريق لديه ما يمكن أن يقدمه وهذا ما كنا بحاجة إليه أكثر من حاجتنا للفوز لأن خسارة الافتتاح بالتأكيد تؤثر سلبا على فرص التأهل لاسيما وأنها جاءت أمام الفريق الذي يفترض أنه أقل فنيا من السنغال وهولندا، وعلى الجانب الآخر ساهم سيناريو وظروف المباراة الذي لم يكن في صالح العنابي في الخسارة المقبولة فنيا لأن كرة القدم انحازت للسنغال على حساب العنابي على النحو التالي: ـ نقاط تحول سلبية للعنابي

في كرة القدم غالبا ما تشهد المباريات نقاط تحول تكون سلبية لفريق وإيجابية للفريق الآخر وفي لقاء السنغال للأسف كانت نقاط التحول كلها لصالح السنغال على حساب العنابي وأولى تلك النقاط هي كرة أكرم عفيف بالدقيقة 34 عندما تقدم عفيف بالكرة داخل المنطقة وتأخر في التسديد وكأنه أراد أن يدفع المدافع لعرقلته وهذا ما حدث ولكن لسوء الحظ لم يحتسب الحكم ولا الفار أي شيء لأكرم في أخطر الهجمات العنابية وكان من الممكن أن تكون تلك الكرة نقطة تحول إيجابية تمنح العنابي هدف السبق، ومن ثم مزيدا من الثقة والرغبة في الفوز وثانية النقاط السلبية جاءت عقب فرصة عفيف بالدقيقة 41 التي شهدت الهدف الأول للسنغال إثر خطأ غير متوقع من لاعب بحجم بوعلام ورغم أن الخطأ وارد إلا أنه جاء في توقيت صعب حرم العنابي من الخروج بالتعادل السلبي في الشوط الأول وثالثة النقاط السلبية للعنابي والإيجابية للسنغال تألق الحارس مندي الذي كان موفقا في التصدي لتسديدة إسماعيل محمد بالدقيقة 62 بخلاف قدرته العالية في التعامل مع الكرات العرضية والتحرك داخل منطقة الجزاء. انحياز الكرة للسنغال

مع كامل تقديرنا لإمكانيات السنغال الفنية إلا أن كرة القدم والتوفيق بشكل عام كان لصالح السنغال ويتضح ذلك في سيناريو الأهداف الثلاثة خاصة الهدفين الثاني والثالث حيث جاء الهدف الثاني في بداية الشوط الثاني بالدقيقة 49 ليضع لاعبو العنابي في موقف صعب وربما يكون قد ساهم في شعور اللاعبين بالإحباط وربما شعور الجماهير بأن المباراة قد انتهت وبنفس الكيفية كان تأثير الهدف الثالث الذي جاء وكانت النتيجة 2/1 بعد هدف مونتاري وفي الوقت الذي كان العنابي فيه يضغط لإدراك التعادل يأتي الهدف الثالث في توقيت أيضا يساهم في شعور اللاعبين بأن الكرة تعاندهم ولا تقف معهم بقدر وقوفها مع السنغال ولابد عزيزي القارئ أن تضع في الحسبان توقيف الأهداف لأن التوقيت تكون له دلالة على سبيل المثال إذا كان وفق العنابي بتسجيله هدفه قبل أن يسجل السنغال أكيد كان الوضع سيكون أكثر إيجابية فنيا ومعنويا للعنابي وهذا الفارق في توقيت التسجيل يشعر به اللاعبون داخل الملعب بصورة مؤثرة سلبا أو إيجابا ولذلك قلنا إن الظروف لم تخدم العنابي رغم أن السنغال يستحق الفوز. القيادة الفنية في الميزان

طريقة اللعب والتشكيلة التي بدأ بها سانشيز المباراة رغم إيجابياتها ومساهمتها في ظهور العنابي بصورة مغايرة للقاء الافتتاح إلا أنها تعكس بصورة واضحة الخلل الفني في لقاء الافتتاح، حيث لعب الفريق بطريقة دفاعية بحتة وبغياب كبير للنزعة الهجومية والاعتماد على المرتدات التي لم تكن حاضرة بالشكل الذي يجعل للعنابي أنياباً هجومية بالإضافة الى غياب الترابط بين الخطوط وغياب الروح القتالية والضعف الكبير في خط الوسط من الناحية الدفاعية الأمر الذي أفقد الفريق توازنه فلم يعد العنابي قادرا على مجاراة الإكوادور، بينما تغير الحال أمام السنغال رغم أفضلية السنغال مقارنة بالإكوادور. النزعة الهجومية

النزعة الهجومية التي كان عليها العنابي أمام السنغال كانت بصورة إيجابية عكست ما يملكه العنابي فنيا وكان الفارق واضحا بقدرة العنابي على دخول منطقة جزاء السنغال في العديد من المحاولات الهجومية وشاهدنا تسديدات لأكرم وعبد الكريم حسن وحصلنا على ركنيات وضربات حرة مباشرة بالعمق والأجناب وكل تلك المواقف كانت إيجابية ومؤكدة لمقولة (الهجوم خير وسيلة للدفاع )، ورغم قدم تلك المقولة إلا أن سانشيز بكل آسف بدأ أمام الإكوادور وكانه يلاعب البرازيل ولا الأرجنتين ليهدر فرصة التعبير عن نفسه وعن العنابي في أهم لقاءات البطولة لمنتخب مستضيف أهم حدث عالمي ولكن وضعتنا الظروف في موقف خرج بالخسارة في الافتتاح

الإيجابيات من الإيجابيات التي تحسب للجهاز الفني هو مشاركة مادبو واسماعيل من البداية ولاعب مثل مادبو بإمكانياته الدفاعية البحتة تتطلب الظروف وجوده بصورة أساسية في كل المباريات لأن نوعية مادبو مهمة في خط الوسط ومثلما يكون هناك ظهير قادر على التغطية خلف المدافعين تتطلب كرة القدم وجود لاعب وسط قادر على التغطية على لاعبي الو سط وقادر على إفساد هجمات الخصم في منطقة المناورات تخفيفا للضغط الهجومي على المدافعين كما كان لوجود إسماعيل محمد في اليمين بسرعته وكراته العرضية بجانب مهارته الفردية دور في أن يكون للعنابي شكل هجومي في الجهة اليمنى وهو الأمر الذي منح العنابي ثقة في القدرة على مجاراة السنغال هجوميا وثالث العناصر الإيجابية هو اللاعب محمد مونتاري الذي سجل واحداً من الأهداف الحلوة مستفيدا من عرضية إسماعيل محمد ليعيد للعنابي آمال العودة للمباراة ولكن للأسف كما ذكرنا سابقا كان توقيت الهدف الثالث قاتلا للعنابي.