اخبار قطر
موقع كل يوم -جريدة الراية
نشر بتاريخ: ٩ أيار ٢٠٢١
قال الله تعالى: «لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ» صدق الله العظيم (111 – يوسف)، وقال الشاعر الرندي:
لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ
فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إنْسَانُ
لذلك فإن دراسة التاريخ ومعرفة أحوال الماضي من العبر التي يضرب بها الأمثال ليتعظ ويتعلم منها الناس والمجتمع، ولما كان التاريخ كتابًا عظيمًا لا يمكن الإحاطة بكل ما فيه لعظم أحداثه فقد نرى كل الناس يهتمون بباب من أبوابه محاولة للاتعاظ والاعتبار وإعطاء كل ذي حق حقه. واختلفت اهتمامات علماء التاريخ، كل على ما يراه من وجهة نظره.
إلا أن عالمنا الجليل فضيلة الشيخ حامد بن أحمد المرواني، رحمه الله (1865-1940 م) تبصر أن في دراسة تاريخ الخلفاء والأمراء إحاطة لكل ما هو مهم في تاريخ الأمم، ذلك لأن الخلفاء والأمراء هم الحدث نفسه ومركزه ومحركه، وبهم يصنع التاريخ، كما أن في صفاتهم وآرائهم ما يمكن الاستفادة منه لتطور الأمم والمجتمعات والأخذ بأسباب الازدهار والتقدم، كما أن في تحاشي أخطاء الخلفاء السابقين سلامة للبلاد والعباد وحفظهم من المهالك. لذلك فقد حرص عالمنا الجليل على الاطلاع ودراسة التاريخ وخط بيده مرجعًا تاريخيًا يعتبر من أهم المراجع في دراسة الدول من خلال خلفائها، وهو شرح على كتاب «أرجوزة في تاريخ الخلفاء» للمؤرخ الناظم بن أحمد الباعوني، المتوفى سنة 870ه، وذلك إن دل فإنما يدل على سعة إدراك الشيخ حامد أن العلم بالماضي قد ينقل لأبنائه وبناته ممن كان يدرسهم في بلده قطر سببًا ليعملوا على رفع مستوى الأمة والوطن، حيث إن تلامذته في ذلك الوقت هم مستقبل البلاد القادم حينها، فإن هو أحسن تعليمهم في مختلف العلوم حسن بذلك مستقبل الأمة، وقد صدق ذلك حين تبوأ العديد من تلامذة الشيخ حامد المرواني مناصب رفيعة في البلاد في أول حكومة شُكلت في دولة قطر.