اخبار قطر
موقع كل يوم -العرب القطرية
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٢
برنامج تأهيل المقبلين على الزواج تساعد على الحد من الارتفاع الملحوظ في نسب الطلاق الدراسة البحثية شملت 1184 متطوعا من 19 دولة عربية وانتهت إلى أن أكثر حالات الطلاق مرتبطة بعدم التوافق النفسي واختلاف الطباع دعت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، إلى فرض برامج تأهيل المقبلين على الزواج في قطر، وقالت إن هذا البرنامج من شأنه أن يسهم في خفض نسب الطلاق لاسيما في السنوات الخمس الأولى من الزواج.
وأكدت العمادي على أن برنامج تأهيل المقبلين على الزواج سيساعد على الحد من الارتفاع الملحوظ في نسب الطلاق وتلافي الكثير من مسبباته؛ وذلك من خلال إعداد الأزواج للتعامل بالشكل المناسب مع المشاكل التي قد تظهر في سنوات الزواج الأولى.
وأشارت العمادي إلى التجربة الماليزية، حيث أقرت الحكومة وجوب حضور الزوجين لدورات التأهيل للزواج قبل عقد القران، وقالت: «بعدما ألزم القانون في ماليزيا في عامي 2016-2017 المقبلين على الزواج بحضور برنامج التأهيل، انخفضت حالات الطلاق بنسبة 3.2٪ بين المسلمين، و 3.4٪ بين غير المسلمين».
وكان معهد الدوحة الدولي للأسرة قد شارك في دراسة بحثية مع جامعة الدول العربية لتقييم العلاقات الزوجية خلال الخمس سنوات الأولى للزواج في العالم العربي، والتي شارك بها 1184 متطوعا من الجنسين من 19 دولة عربية، وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن أكثر الأسباب شيوعا للطلاق مرتبطة بعدم التوافق النفسي واختلاف الطباع بين الزوجين والتي بلغت نسبتها 19٪، تلتها المشاكل الناجمة عن عدم القدرة على اكتشاف شخصية الشريك بنسبة 14٪، بالإضافة إلى العديد من المشاكل الأخرى، كالاقتصادية والعاطفية، والغيرة، وضعف الوازع الديني.
وأوضحت العمادي أن تدخل الأهل وإن كان من أحد أسباب الطلاق، إلا أنه وفقاً للأدلة من هذه الدراسة، فإن التدخل من الأسر الممتدة عادة ما يكون إيجابي، حيث أشار 30% من العينة أن التدخل يكون إيجابي في حل الخلافات، في حين أفادت نسبة 22% من العينة بأن الأسر الممتدة تساعد في تربية الأبناء، إلى غير ذلك من النسب المتعلقة بالإعانة المادية والمساعدة في الحالات المرضية.
وتحدثت العمادي أيضا عن دراسة قام بها المعهد بالتعاون مع جامعة قطر حول تصورات الشباب عن الزواج، والتي شارك فيها 675 متطوعا من الجنسين، والتي أكدت نفس النتائج، حيث برزت أهم أسباب تفكك الزواج من واقع تصورات الشباب في عدم الاحترام المتبادل، والتقصير والإهمال، وعدم تحمل المسؤولية، والشك والغيرة، والاختلافات الشخصية، وعدم التوافق، وعدم التعبير عن الحب والمودة، والمشاكل المادية.
وتطرقت العمادي للمشاكل الزوجية الناجمة عن التكنولوجيا والحداثة التي يشهدها عصرنا الحالي، وأكدت على أن التكنولوجيا خلقت الكثير من العوائق أمام نجاح العلاقات الزوجية خصوصا في بدايتها، وقالت: «يعد انشغال الزوجين بوسائل التكنولوجيا مؤشر خطر قد يؤدي لعدم استقرار الزواج، حيث إن الاستخدام الزائد الغير منظبط للوسائل التكنولوجية يؤثر سلبًا على الحوار والتواصل بين الزوجين وأفراد الأسرة».
نصحت العمادي بتجنب الانشغال بالأجهزة الإلكترونية خصوصاً في الفترة التي يقضيها أفراد الأسرة معاً، لأنه يؤثر سلباً على العلاقات الزوجية والوالدية، كما أكدت علي أهمية دور الأسرة في تدريب الأبناء على مهارات الحوار والتواصل الاجتماعي، وتشجيعهم على تمضية فترة أطول مع الشريك، وتقليل ساعات التعرض للتكنولوجيا.
واختتمت العمادي حديثها بالإشارة إلى البرامج السابقة لتأهيل المتزوجين والتي نُظمت من قبل مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف»، وحضرها الكثير من المشاركين، وقالت: «بعد متابعة هذه المجموعة من الأزواج تبين أن حالات الطلاق بينهم كانت محدودة جدًا، وهو أمر يدعونا للنظر في أهمية فرض إلزامية برنامج التأهيل للمقبلين على الزواج».