قيمة إضافية لكأس العالم قطر 2022.. رسائل إيجابية للمرأة القطرية والخليجية

استطاعت أجواء كأس العالم قطر 2022 إظهار صورة المرأة العربية بصورة إيجابية، بداية من حفل الافتتاح خلال فقرة كانت دليلاً على اهتمام القائمين على الأوبريت بإبراز المرأة الخليجية، وانتهاء بظهور الموظفات القطريات العاملات في أنشطة وفعاليات البطولة المختلفة، يتحدثن بكل ثقة ويعكسن صورة حضارية للمرأة القطرية والعربية بشكل عام للعالم.

فقد خرجت صورة حفل الافتتاح بشكل بديع وذلك بانتقاء الأهازيج التي تعتبر ذاكرة الشعوب، وكانت أهزوجة «يا صاجة» بشكل خاص تشرح قصة خاصة بالمرأة في الجزيرة العربية التي كان يطول انتظارها لزوجها أو ابنها أو أبيها خلال رحلات الغوص التي كانت تدوم لأشهر طويلة، ومن بين أشهر تلك الأهازيج الشعبية الخاصة بعودة البحارة من رحلة الغوص على سبيل المثال (يا خوي ماحلا الخشب لو لزت السيف، كلها صبيان تير المياديف، يا نوخذاهم لا تصلب عليهم، ترى حبال الغوص قصص أيديهم، وياليتني دهينه وادهن ايدهم، وياليتني خيمة واخيم عليهم، ويا صاجة ويا صاجة ما صدقتي). تجوي البحر

ومن الطقوس التي كانت تقام في زمن اللولو والغوص قيام إحدى النسوة بعد أداء الأهزوجة كنوع من التقليد (بحل البحر) أي صب ماء الحلول في البحر ثم (تجوي البحر) أي تقوم بكيّ البحر أو حرقه عن طريق حرق طرف سعفة من سعف النخل تعبيرا منهن عن حرقة الشوق لرؤية أولادهن وأزواجهن وآبائهن وتغطيسها بماء البحر أي كأنهن يعاقبن البحر لتأخر وصول الأهل.

واستطاعت قطر من بوابة افتتاح كأس العالم قطر أن تجمع بين العراقة والحداثة، بين الماضي والحاضر، وتظهر في حفل الافتتاح تمسكها بتقاليدها، واعتزازها بعاداتها، وافتخارها بتاريخها، وتبعث رسائل حب وتسامح واحترام لكل شعوب العالم. حضور لافت للمشجعات العربيات بالملاعب استطاعت النساء اقتحام معقل الرجال خلال كأس العالم، حيث سجل مونديال قطر2022 حضورا قياسيا للنساء خاصة العربيات.. وأكدت مشجعات من دول مختلفة أن مونديال قطر كان الأكثر أمانا بالنسبة لهن مما ساهم في اقبالهن على الملاعب والفعاليات في جو بهيج يخلو من المخاطر.

وتشهد النسخة العربية للمونديال أعدادًا أكبر من المشجعات داخل الملاعب، بخلاف ما جرت عليه العادة في معظم البلدان العربية. فقد حضرت نساء عربيات من قطر والسعودية والمغرب وتونس بأعداد أكبر مما كان متوقعًا، للمشاركة في تشجيع منتخبات بلدانهن. تغيير الصورة النمطية

واستطاعت بطولة كأس العالم في قطر أن تغير “عادات سيئة” ظلت مرتبطة بمباريات كرة القدم، خاصة تلك التي تستهدف النساء، كما غيّرت مجموعة من الأفكار والصور النمطية التي لطالما التصقت بالتظاهرة الرياضية الأكبر في العالم.

والمشاهد لأحاديث المشجعات عبر القنوات التلفزيونية المختلفة، يلحظ أن هناك إجماعا بينهن، على أن قطر بلد مثالي لمعيشة النساء، ويحترم المرأة تماما، وأن انطباعتهن عن قطر ستدون كثيرا في ذاكرتهن، حتى يعدن إليها مستقبلا كسائحات.