نهاية مرحلة سانشيز مع العنابي

نعتقد أن مرحلة الإسباني فيليكس سانشيز مدرب العنابي اقتربت من النهاية، ونعتقد أن منتخبنا أصبح بعد مشاركته التي لم تكن مرضية في مونديال 2022، في أمس الحاجة إلى التغيير.. التغيير على المستويين الفني.. وعلى مستوى اللاعبين، وهو ما يجب على اتحاد الكرة البدء في العمل عليه من الان استعدادا لآسيا 2023 التي نستضيفها على ملعبنا وبين جماهيرنا مطلع 2024.

ولن نهاجم سانشيز أو نقلل من الجهد الذي قام به، ولن نقلل من عمله مع منتخبات العنابي من الشباب الى الاولمبي وانتهاء بالأول، لكن سنقول ان التغيير سنة الحياة، والعنابي أصبح في أمس الحاجة الى التغيير والبناء على ما فات وليس هدمه.

ربما لم يعد لدى سانشيز ما يقدمه لمنتخبنا، وانه قد استهلك كل الأفكار وكل خطط التجديد، وبالتالي نحن بحاجة الى عقلية والى تفكير جديد يكمل ما بدأه سانشيز وما قام به الى ما قبل المونديال.

كنا نأمل بالتجديد في الأداء وفي المستوى وفي استراتيجية اللعب، وبالتجديد أيضا في الصفوف وفي التشكيل دون الخلل بالهيكل الأساسي وبالشخصية المعروفة للعنابي، لكن لم نجد أي شيء جديد يقدمه سانشيز في المونديال وخلال المباراتين اللتين خاضهما أمام الاكوادور ثم السنغال، مثلما شاهدنا باقي المنتخبات التي حافظت على هيكلها الأساسي لكنها في نفس الوقت قامت ببعض التجديد.

سانشيز لم يكتف بالجمود في أداء ومستوى العنابي، لكنه واصل الجمود بالإصرار على نفس الأسماء وعلى نفس التشكيل، رغم ان المستويات اختلفت، والأداء الخاص ببعض اللاعبين انخفض وربما اختفى وكان من الضروري ان يقوم بالتغيير لكسر هذا الجمود، وتنشيط الدماء، وزيادة المنافسة بين اللاعبين.

لن نذكر الأسماء التي انخفض مستواها فالجمهور يعرفها جيدا، ومستواهم الذي فاجأ الجميع معروف للكل.

لسنا ضد استقرار التشكيل، لكننا مع التجديد في المقام الأول، ومع وجود الاصلح في الملعب.

ولسنا ضد أسماء محددة لكننا ضد وجود أسماء أخرى كانت تستحق الوجود والتواجد في التشكيل الأساسي، ولا ادل على ذلك سوى الاختلاف في الأداء والمستوى الذي طرأ على الفريق في مباراة السنغال بعد ان عادت أسماء الى التشكيل الأساسي وأثبتت انها كانت تستحق التواجد منذ البداية ومنذ مباراة الاكوادور.

من هنا نقول لسانشيز شكرا.. قدمت كل ما لديك، ولم يعد أي جديد ستقدمه للعنابي في المرحلة القادمة التي تحتاج الى مدرب يكمل ما تم بناؤه حتى الآن، ومدرب يحاول اكتشاف أسماء جديدة ودماء جديدة تعيد الحيوية الى الفريق. اللعب في الدوري سر الفوز بآسيا 2019

عندما حقق العنابي الفوز ببطولة آسيا 2019، كان منتخبنا الفريق الوحيد الذي يعتمد على لاعبين محليين، لاعبون كانوا يشاركون في الدوري المحلي حتى قبل البطولة بأيام قليلة، وقلنا وقتها ان دورينا قوي، ودورينا ساهم في اعداد اللاعبين فنيا وبدنيا للبطولة الآسيوية القوية واستطاع الفوز بها بجدارة وباستحقاق وبمستويات رائعة وبنتائج رائعة حيث لم يخسر أي مباراة منذ المجموعات الى النهائي ولم تهتز شباكه سوى مرة واحدة في المباراة النهائية.

لكن حدث العكس قبل مونديال 2022 بإصرار سانشيز وبدون مبرر على إبعاد الدوليين عن الدوري، والاستعداد من خلال المعسكرات الطويلة ومن خلال المباريات الودية التي لم يكن معظمها قويا وربما أثر فنيا على لاعبينا قبل كأس اسيا 2019 كان نجوم العنابي دون استثناء يلعبون في دوري نجوم QNB، وكانوا في قمة مستواهم الفني والبدني.

وقبل كاس آسيا 2019 لعب العنابي أمام سويسرا – المصنف الثامن عالميا في 2018- وايسلندا والجزائر وإيران، بينما لعب مع جواتيمالا ونيكاراغوا والهندوراس قبل مونديال 2022.

طبعا الفارق واضح.. بين المنتخبات التي التقى العنابي معها قبل اسيا والتي كانت من بين الفرق التي كانت تحتل مراكز متقدمة للغاية في التصنيف العالمي، وبين الفرق الأخرى التي تحتل مراكز متأخرة. ضياع التفاهم والانسجام

لا نستطيع الحديث عن التشكيلات التي اعتمد عليها فيليكس سانشيز في المباريات الودية التي سبقت مونديال 2022 لعدم نقلها على الهواء مباشرة، باستثناء مباراتي كندا وتشيلي، لكن نستطيع التوقع بان معظم العناصر الأساسية ربما لم تلعب مع بعضها البعض كثيرا، أو أن المباريات الودية لم تكن على المستوى.

ما يجعلنا نقول ذلك ان العنابي لعب بتشكيله الأساسي الذي نعرفه امام كندا والتي قدم فيها العنابي أداء غير جيد، وبعدها بأربعة أيام لعب العنابي بنفس التشكيل امام تشيلي، لكن مع الفارق في المستوى والأداء الذي كان جيدا وكان أفضل بكثير من مباراة كندا، حيث تفوق العنابي على تشيلي 2-1 وكان قريبا من الفوز قبل التعادل في النهاية 2-2

ما يجعلنا نلجأ لهذه المقارنة الظهور الباهت للعنابي أمام الاكوادور، ثم الظهور الجيد أمام السنغال. الإعداد المعنوي لم يكن جيداً

لم يحير منتخب جمهوره مثلما فعل منتخبنا الوطني خلال مباراتيه امام الاكوادور ثم السنغال في مباراة الاكوادور اختفى الفريق تماما ولم يقدم الأداء المنتظر او المستوى المتوقع بغض النظر عن خسارته.

وفي المباراة الثانية بدأ بشكل جيد، ثم أصبح الأفضل وتفوق تماما على بطل افريقيا، وحاصره في ملعبه بعد ان تأخر بهدفين.

فلماذا اختفى العنابي في المباراة الأولى، ولماذا تأخر ظهوره وتفوقه الى ما بعد اهتزاز شباكه بهدفين

لن نقول ان الاعداد الفني كان سيئا وان كان هذا الاعداد قد اصبح محل شك بعد النتائج التي تحققت، ولكن نقول ان الجهاز الفني لم يستطع تأهيل الفريق بالشكل الأنسب من الناحية المعنوية.