اخبار قطر
موقع كل يوم -بي بي سي عربي
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٢
مشجعو كرة القدم الذين سيصلون قريباً إلى قطر لمشاهدة نهائيات كأس العالم لكرة القدم سيقيمون في فنادق بناها عشرات الآلاف من العمال المهاجرين، كما سيشاهدون المباريات في ملاعب بناها هؤلاء العمال.
وقد خضعت قطر لتدقيق شديد بسبب الطريقة التي تعامل بها هؤلاء العمال.
قصص مقترحة نهاية
كم عدد العمال الأجانب الذين عملوا في مشاريع كأس العالم؟
قامت قطر ببناء سبعة ملاعب لاستضافة نهائيات كأس العالم بالإضافة إلى مطار جديد وشبكة مترو وسلسلة من الطرق وحوالي 100 فندق. وجرى بناء مدينة كاملة بجوار الملعب الذي ستجري على أرضه المباراة النهائية.
تقول الحكومة القطرية إنه تم التعاقد مع 30 ألف عامل أجنبي فقط لبناء الملاعب ومعظمهم من بنغلاديش والهند ونيبال والفليبين.
كم عدد العمال الأجانب الذين لقوا حتفهم في قطر؟
تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟
الحلقات
البودكاست نهاية
في فبراير/ شباط 2021 قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن 6500 عامل من الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش وسريلانكا لقوا حتفهم في قطر منذ فوزها باستضافة كأس العالم. وتم التوصل إلى هذا الرقم بناء على البيانات التي قدمتها سفارات هذه الدول في قطر.
لكن الحكومة القطرية تقول إن العدد الإجمالي مضلل ولا يعكس الواقع لأنه ليست جميع الوفيات المسجلة كانت لأشخاص عملوا في مشاريع لها علاقة بكأس العالم.
وقالت إن العديد من هؤلاء عملوا في قطر لعدة سنوات وربما ماتوا بسبب الشيخوخة أو لأسباب طبيعية أخرى.
وأوضحت أن سجلات الحوادث الخاصة بها تبين أنه بين عامي 2014 و 2020 ، كانت هناك 37 حالة وفاة بين العمال في مواقع بناء ملاعب كأس العالم، ثلاثة منها فقط لها علاقة بالعمل.
وتقول منظمة العمل الدولية إن هذا الرقم لا يمثل الحقيقة.
لا تعتبر الحكومة القطرية الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية والتوقف عن التنفس أنها مرتبطة بالعمل رغم أن هذه أعراض شائعة لضربات الشمس الناتجة عن العمل الشاق في درجات حرارة عالية جداً.
وقد جمعت المنظمة أرقامها الخاصة بالحوادث المتعلقة بمنشآت كأس العالم بناء على بيانات المستشفيات الحكومية وخدمات الإسعاف في قطر.
وأشارت المنظمة إلى أن 50 عاملاً أجنبياً لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 500 آخرين بجروح خطيرة في عام 2021 وحده بينما أصيب 37600 آخرون بجروح خفيفة إلى متوسطة.
كما حصلت بي بي سي العربية على أدلة تشير إلى أن الحكومة القطرية قللت من عدد الوفيات بين العمال الأجانب في تقاريرها.
كيف يتم التعامل مع العمال الأجانب؟
منذ أن فازت قطر باستضافة كأس العالم في 2010 انتقدت جماعات حقوق الإنسان معاملتها للعمال الأجانب.
في عام 2016 اتهمت منظمة العفو الدولية الشركات القطرية باتباع نظام العمالة القسرية (السخرة).
وقالت إن العديد من العمال يعيشون في مساكن مزرية ويجبرون على دفع رسوم توظيف ضخمة وجرى حجب أجورهم ومصادرة جوازات سفرهم.
منذ عام 2017 اتخذت الحكومة القطرية مجموعة من الإجراءات لحماية العمال الأجانب من العمل في ظروف الحرارة الشديدة والحد من ساعات عملهم وتحسين ظروف الحياة في معسكرات العمال.
لكن في تقرير لها في عام 2021 قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن العمال الأجانب ما زالوا يعانون من 'اقتطاعات عقابية وغير قانونية من أجورهم' ويواجهون 'شهوراً من الأتعاب غير المدفوعة عن ساعات طويلة من العمل الشاق'.
وقد اعتادت الشركات القطرية على اتباع نظام ما يسمى بـ 'الكفالة' حيث تكفل هذه الشركات بموجبه العمال الأجانب القادمين إلى البلاد ثم تمنعهم من ترك وظائفهم.
وتحت ضغط من مجموعات مثل منظمة العمل الدولية، ألغت الحكومة القطرية نظام الكفالة لكن منظمة العفو الدولية تقول إن الشركات لا تزال تضغط على العمال لمنعهم من تغيير أرباب العمل الذين يعملون لديهم.
وحذرت المنظمة من أن التقدم في إصلاحات العمل 'يجب ألا يتوقف بمجرد أن تختتم تصفيات كأس العالم في الدوحة'.
ماذا قالت الحكومة القطرية عن حقوق العمال الأجانب؟
أدخلت الحكومة القطرية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية عدداً من الإصلاحات.
وتشمل هذه الإصلاحات حماية الأجور لضمان دفع أرباب العمل أجور عمالهم في الوقت المحدد.
وقال متحدث باسم الحكومة لبي بي سي إن الإصلاحات التي طبقتها أدت إلى تحسين ظروف العمل لمعظم العمال الأجانب في قطر.
وأوضح أنه 'تم إحراز تقدم ملموس لضمان تطبيق الإصلاحات بشكل فعال'. وأشار إلى أن 'عدد الشركات التي تخرق القواعد سيستمر في الانخفاض مع إحراز المزيد من التقدم في فرض هذه القواعد'.
ماذا قالت المنتخبات المشاركة في كأس العالم؟
من المرجح أن تظل هذه القضية في دائرة الضوء خلال النهائيات.
كتبت الفيفا إلى 32 فريقا متنافساً في البطولة وطلبت منهم 'التركيز الآن على كرة القدم'. وقالت إنه لا ينبغي 'جر' الرياضة إلى 'معارك' عقائدية أو سياسية أو 'إعطاء دروس في الأخلاق'.
ورداً على ذلك قالت عشرة اتحادات أوروبية لكرة القدم بما في ذلك اتحادات إنجلترا وويلز إن 'مبادئ حقوق الإنسان عالمية وتنطبق على كل مكان'.
كما أصدر فريق كرة القدم الأسترالي مقطع فيديو ينتقد قطر لإساءتها معاملة العمال المهاجرين.
وسيرتدي اللاعبون الدنماركيون زياً أسود بالكامل للتعبير عن احتجاجهم على سجل قطر في مجال حقوق الإنسان.
