اخبار قطر
موقع كل يوم -جريدة الراية
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢١
الدوحة – حسين أبوندا:
يحرص العديدُ من المُواطنين على تنظيم رحلات بحرية قبل موعد الإفطار تبدأ عادة من الساعة الثالثة مساءً حتى مُنتصف الليل، حيث يقومون خلالها بمُمارسة هواية صيد الأسماك بالشباك والسنانير ويتخللها تناول وجبة الإفطار وسط الأجواء الساحرة التي تُحيط بمياه الخليج.
الراية التقت عددًا من المُواطنين قبل خروجهم في رحلات الصيد والنزهة، وأكدوا أن البحر بالنسبة لهم من الأنشطة المهمة التي لا يستطيعون الانقطاع عنها لأي سبب من الأسباب، مُعتبرين أن الصيام لا يمنعهم من الاستمتاع بتلك الرحلات، ولكن لابدّ من الالتزام بعدد من الشروط وتوفير بعض التجهيزات المُهمة بداية من تجنّب الخروج في الصباح الباكر أو فترة الظّهيرة وبدء الرحلة قبل موعد الإفطار بساعتَين إلى 3 ساعات، وهي مدة كافية يستطيع خلالها الصياد نصب الشباك في الموقع الذي يختاره، مُشيرين إلى ضرورة تناول إفطار يحتوي على المياه والتمر واللبن والعصير ووجبة خفيفة تضم نشويات، وتجنّب الوجبات الدسمة التي تسبب التخمة والخمول.
وشدّدوا على ضرورة قيام البحّار بتأمين كمية من الطعام والعصائر والمياه أكثر مما يحتاجه حتى تكفيه أيضًا في حال حدث عطل في الطراد أو مُواجهة أي مُشكلة أخرى قد تضطره للبقاء في عرض البحر حتى موعد السحور، لافتين إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر أثناء الرحلات البحرية في وقت الصيام وعدم خروج الصياد مُنفردًا في القارب وضرورة أن يكون معه فرد واحد على الأقل، فضلًا عن ضرورة التأكد من سلامة أجهزة الاتصال اللاسلكية في الطراد وأجهزة التتبع والخرائط، وفي حال شعر بالإعياء عليه الإفطار فورًا والعودة إلى الساحل والاتصال بالجهات المُختصة لتلقي العلاج.
وأشاروا إلى أنهم مُلتزمون بالقيود التي فرضتها الجهات المعنية بخصوص الأنشطة البحرية والعدد المسموح به حيث إنهم يخرجون برفقة أسرهم المُقيمة في نفس المنزل أو مُنفردين مع البحّارة بالنسبة للصيادين، أو 5 أشخاص بحد أقصى ممن استكملوا جرعات لقاح «كوفيد-19»، لافتين إلى أن الرحلات البحرية من أهم الأنشطة بالنسبة لشريحة كبيرة من المُواطنين في ظل الجائحة، لا سيما بعد تجنب الكثيرين السفر خارج البلاد.
مُتطلبات السلامة
أكد علي المالكي أن الرحلات البحرية في رمضان تكون عادة بعد صلاة العصر حتى الساعة الحادية عشرة أو مُنتصف الليل، وهناك بحّارة يخرجون لمدة طويلة تستمر إلى ما قبل الفجر، مُشيرًا إلى أن البحّار وهاوي الرحلات البحرية يجب أن يحرص على أخذ عدد من الاحتياطات عند خروجه لعرض البحر وهو صائم أبرزها عدم الخروج مُنفردًا حتى لو كان برفقة شخص واحد، وضرورة تسجيل بياناته لدى خفر السواحل، فضلًا عن توفير سترة إنقاذ داخل الطراد لجميع الركاب، ووجود جهاز التتبع واللاسلكي والخرائط، مُعتبرًا أن هذه الاحتياطات يجب أن تكون في أي قارب سواء في رمضان أو غير رمضان، ولكنها ضرورية في هذه الفترة نظرًا لأن البحّار يكون صائمًا ومن المُمكن أن يُواجه مشاكل صحية أو أي عارض آخر يُشكّل خطورة على حياته، خاصة إذا كان من أصحاب الأمراض المُزمنة. وشدّد على أن الخروج في الرحلات البحرية يتطلب من البحّار مُتابعة هيئة الأرصاد الجوية والتأكد من عدم وجود تحذير من هبوب رياح قوية في عرض البحر، خاصة أن السلامة في الرحلات البحرية هي الأهم ولابد من تجنب الخروج في حال كان هناك تحذير من الهيئة، حتى لو كان لديه خبرة كبيرة في الإبحار والسباحة، وذلك حفاظًا على حياته وحياة المرافقين.
إفطار في عرض البحر
قال خليفة حسن: إن الصيادين ومُحبي الرحلات البحرية لا يجدون أي صعوبة أثناء خروجهم وهم صائمون، فقد اعتادوا على هذا النشاط الذي يُمارسونه منذ سنوات طويلة، بل أن مُعظمهم يجد مُتعة أكبر في رحلات رمضان، لأنها تُتيح لهم فرصة تناول الإفطار في عرض البحر ووسط الطبيعة الخلابة، لافتًا إلى أن الإفطار في عرض البحر يجب أن يكون بسيطًا ويضم بضع تمرات ومياهًا وعصيرًا ولبنًا وأي وجبة تحتوي على نشويات ومن الضروري تجنب الوجبات الدسمة التي تسبب التخمة والخمول. وأوضح أنّ الرحلات البحرية في رمضان تبدأ عادة قبل موعد الإفطار بساعتَين وتستمر حتى منتصف الليل وخلال هذه المدة يستمتع البحّار بالأجواء الرائعة التي تحيط في البحر ومُشاهدة غروب الشمس، لافتًا إلى أن الرحلات البحرية بشكل عام مُتعة كبيرة ومن الصعب الابتعاد عنها خاصة إذا كان الشخص قد اعتاد عليها لسنوات طويلة.
التزام بالإجراءات
أوضح خالد النعيمي (صياد) أنه حريص على الخروج في الرحلات البحرية بهدف صيد الأسماك، حيث يقوم بنصب الشباك في أحد مواقع تجمّع الأسماك داخل عرض البحر أو القراقير، لافتًا إلى أنه دائمًا ما يخرج من الساعة الثانية ظهرًا ليجد الوقت الكافي لنصب الشباك قبل غياب الشمس خاصة أن مدة الرحلة تكون طويلة، كما أنه يستغل وجوده في وسط البحر لتناول الإفطار وسط الأجواء الساحرة التي تحيط بالمكان.
وأشار إلى أن القيود المفروضة تُلزمه وغيره من الصيادين باتباع الإجراءات، لافتًا إلى أنّ الصيّادين مُلتزمون بهذا القرار خاصة أنه في صالحهم ويهدف للحفاظ على سلامة أفراد المُجتمع.
وشدّد على ضرورة أن يحرص البحّار أثناء خروجه في الرحلات البحرية في رمضان على تأمين كمية من الطعام والعصائر والمياه أكثر مما يحتاجه حتى تكفيه أيضًا في حال حدث عُطل في الزورق أو أي عارض آخر يُمكن أن يؤدّي إلى وجوده في البحر حتى موعد السحور، مُشيرًا إلى أنّه يستمتع برحلات رمضان ويحرص عليها بشكل مُستمر ولا يشعر بأي تعب أو إرهاق، خاصة أن مُمارسة هذه الهواية تعدّ مُمتعة سواء في رمضان أو باقي أيام السنة.
وأشار راشد الهتمي إلى أن رحلات الصيد في شهر رمضان تختلف عن باقي أيام السنة من حيث موعد الطلعات، حيث يحرص على الخروج بعد صلاة العصر، على عكس باقي أيام السنة إذ يمكن أن يُمارس الهواية خلال الفترة الصباحية، مُشيرًا إلى أنّ رحلة رمضان تبدأ من الساعة الرابعة عصرًا وتستمر حتى العاشرة أو الحادية عشرة مساءً يتخللها تناول الإفطار وسط الطبيعة الخلّابة التي يتميز بها الخليج. وأضاف يستغل بعض الصيادين رمضان في الراحة والجلوس في المنزل ووقف أي نشاط بحجة تجنّب الإرهاق والتعب إلا أنه يرفض هذا المبدأ، حيث يحرص على الخروج لمُمارسة هواية الصيد من 3 إلى 4 مرات أسبوعيًا، رغم أنه لا يُنكر شعوره بالتعب أثناء تجهيز مُستلزمات الصيد وأثناء تنزيل قاربه، ولكن كل هذا التعب يذهب فور وصوله إلى الأعماق والابتعاد عن الساحل. وعن المُستلزمات التي يحرص على جلبها أثناء رحلة الصيد أكّد أنه يُوفر ثلاجتَين واحدة لحفظ حصيلة الصيد، وأخرى للمشروبات والمياه، وحقيبة تضم أطعمة جاهزة للإفطار، بالإضافة إلى الخيوط والسنانير.
الابتعاد عن صخب المدينة
أكّد مشعل الكبيسي أن الخروج في قارب إلى أعماق البحر يُشعره بالسعادة والراحة والسكينة، خاصة أن الأجواء هناك تكون هادئة لبعدها عن صخب المدينة والحياة الروتينيّة في الوظيفة والمنزل، مُشيرًا إلى أنّ حصيلة الصيد أثناء الرحلات التي يقوم بها هو وأصدقاؤه دائمًا ما تكون كبيرة، لا سيما أنهم يملكون خبرة في الأماكن المُناسبة لنصب الشباك.
واعتبر أنّ صيادي الطرّادات يُقدّمون خدمة مُهمة للسوق وهي توفير الأسماك الطازجة التي تصل مُباشرة من البحر إلى منافذ البيع، ورغم ذلك فهم ما زالوا يُعانون من عدم وجود دعم مُناسب يستطيعون من خلاله الحصول على أرباح مُناسبة من بيع الأسماك.
