المنافسة جزء من الرياضة وليست كل شيء..!

الدوحة – موقع الراية:

انجاز كبير حققه بطلنا العالمي والأولمبي معتز برشم بتتويجه بذهبية منافسات الوثب العالي في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو2020، فبعد صبر ومثابرة تمكن بطل الأدعم من تحويل حلمه الذي طال انتظاره بالتحليق بالذهب الأولمبي، وفي مستوى تصاعدي بعد أن توج بالميدالية البرونزية في لندن 2012 ثم الميدالية الفضية في أولمبياد ريو 2016.

قصة ملهمة وضعت بطلنا على عرش العالم وليكون تكريما لما قدمه برشم من أجل الوصول لمنصة التتويج، فلم يكتف برشم بالذهب فقط ولكن وجه للعالم رسالة مهمة للغاية بأن المنافسة ليست كل شيء ولكنها أبعد من ذلك بكثير ليقرر بطل الأدعم تقاسم الذهب مع البطل الإيطالي جانماركو تامبيري الذي بادره نفس الشعور ليكتبا معا رسالة للعالم بحروف من ذهب.

مبادرة بطلنا برشم بسؤاله الحكم 'هل يمكن أن يفوز كلانا بالذهب؟'. حيث تناقلتها وسائل الإعلام العالمية وانتشرت بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي ليجتمع الصديقين معاً على منصة التتويج.

الراية حرصت على التواصل مع بطلنا العالمي للكشف عن الكثير من التفاصيل في رحلة الذهب إلى طوكيو.

– بداية كيف بدأت صداقتك مع الإيطالي جيانماركو تامبيري؟

كانت بداية معرفتي بصديقي الإيطالي جانماركو تامبيري في عام 2021 عندما شاركنا معاً في بطولة كندا، وبعدها تقابلنا في العديد من البطولات وتوطدت صداقتنا بشكل رائع.

– ما رأيك في تصريح تامبيري الذي أكد من خلاله أنك وقفت بجانبه وحفزته للعودة من جديد بقوة بعد تعرضه لإصابة قوية في 2016؟

ما قمت به هو واجبي نحو صديقي لأنه كان قد تعرض لإصابة قوية أبعدته عن المنافسات وبالتالي كانت في اطار مساعدته للعودة من جديد بقوة وقد تحقق هدفه في نهاية المطاف.

– كلاكما تعرض لظروف صعبة قبل ذهبية طوكيو بسبب الاصابة كيف ترى مقدرة الرياضي في العودة من جديد وتحدي الصعوبات؟

بالتأكيد تعرضنا للإصابة في أوقات صعبة من الموسم وكانت إصابة خطرة للغاية ابعدتنا عن المنافسات، وكانت عودتنا من جديد للمنافسة أمر صعب للغاية ولكن دائما لا يوجد مستحيل مع العمل والإصرار والصبر والحمد لله نحن حاليا أبطال الأولمبياد.

– ما شعورك بتحقيق حلمك وحلم من وقفت معه بذهبية أولمبية؟

شعور لا يوصف وأعجز عن التعبير أنه بالفعل شعور رائع وجميل جداً أن تحقق حلمك الأولمبي وتتوج بأغلى ميدالية ذهبية، وأتمنى هذا الشعور أن لا ينتهي.

– قصة كتبت في طوكيو بأقلامكما ما دور هذا على الهام الكثيرين من الرياضيين وما رسالتك للرياضين الشباب؟

بالتأكيد هي لحظة تاريخية سُطرت بأحرف من ذهب وكانت مصدر الهام للكثير من الرياضيين، ورسالة مهمة إلى كل الرياضيين أنه مهما كانت شدة المنافسة هناك العديد من الرسائل المهمة الأخرى مثل الروح الرياضة والإخلاص وضرورة الحفاظ على هذه الأمور التي هي أساس الميثاق الأولمبي.

– القرار جاء سريعا باقتسام الميدالية كيف تمالكت اعصابك واتخذت هذا القرار التاريخي؟

نعم اتخذنا قرار سريع وما كان هناك اي تردد فقد فهمنا بعضنا انا وصديقي، ومن خلال الظروف التي مر بها صديقي فهو يستحق الذهب وأيضاً من خلال الظروف التي مررت بها أستحق الحصول على الذهب، ما حدث هو افضل سيناريو بالنسبة لنا.

– ما قمت به يؤكد أن الرياضة ليست منافسة فقط.. كيف ترى ذلك؟

المنافسة هي جزء من الرياضة وليست كل شيء في الرياضة، فهي أخلاق وروح وصحة ووحدة، والمنافسة تكمل هذه الأهداف المهمة، فالرياضة تفتح ابواب اخرى كبيرة جدا مثل هذه اللحظة التي تحدث عنها العالم بالرغم من الثقافات المختلفة، وبالتالي هي من الاشياء الرائعة في الرياضة.

– أهديت قطر ميدالية غالية بعد صبر ومشوار مليء بالمطبات.. ما شعورك وما طموحك في القادم خاصة ان الذهب يرفع الطموحات؟

شعور رائع لا يوصف و الحمد لله رب العالمين على هذه الميدالية الغالية للغاية وبالتأكيد بعد الذهبية طموحي ارتفع واضع دائما لنفسي خطة وأحاول امشي خطوة خطوة وسوف اجتمع مع فريقي والمدرب لوضع أهدافنا في المرحلة المقبلة، خاصة أن المستوى الذي وصلنا له امر مهم للغاية لاسيما عندما تحقق ميدالية ذهبية في بطولة ليست كأي بطولة نشارك فيها، وسيكون لنا العديد من الاهداف سوف نعلن عنها قريباً.

– ابتعدت عن اسرتك أيام وشهور من أجل حصد الذهب كيف ترى دور الأسرة في حياة الرياضي وما رسالتك لأسرتك؟

بالتأكيد دور الأسرة مهم للغاية خاصة للرياضي الذي يعاني كثيراً من ضغوطات بسبب التدريب المستمر والتزامات السفر والمشاركة في البطولات والمعسكرات، وبالتالي للأسرة دور كبير ومهم وفي نفس الوقت الوصول للهدف يحتاج للتضحية، واتقدم بالشكر إلى اسرتي على دعمها المتواصل وتحملها الكثير من خلال ابتعادي عنهم وان شاء الله نحاول تعويضهم في الفترة المقبلة.

يشار إلى أن بطلنا برشم (30 عاماً) تشارك الذهبية مع تامبيري، للمرة الأولى في ألعاب القوى منذ العام 1912، بعد تجاوزهما علو 2.37 م في ظلّ مساواة تامة بالنجاح والإخفاق.

خيّرهما الحكم بين تشارك الذهبية أو خوض ملحق فاصل، فضّلا الاحتفال سوياً بالذهبية فتعانقا، قبل أن يحتضن برشم رئيس اللجنة الأولمبية القطرية الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني.

وتحدث البطل الإيطالي عن برشم وقال إن 'كثيراً من الناس لا يدركون أننا قريبون حقاً في الوثب العالي. عندما كسرت كاحلي في موناكو عام 2016 جاء الجميع على الفور وحاولوا مواساتي إنه أمر مدهش، أنا خصمهم، لكنني حقاً صديقهم'.

ويضيف أنه عندما بدأ مرحلة إعادة التأهيل التي استمرت طوال عام، عاد إلى المنافسة في 2017 في أوسترافا التشيكية. يقول 'كنت أشعر كأنني طفل يتنافس مع الكبار بعدها ذهبت من أوسترافا إلى باريس (الدوري الماسي)، وقدّمت أداء سيئاً.. فظيعاً حقاً. كنت أشعر بالإحباط، كان اللاعبون يأتون إليّ، لكنني لم أرغب في التحدث إلى أحد'.

ويتابع تامبيري 'ذهبت مباشرة إلى غرفتي. في اليوم التالي، بدأ معتز يطرق على باب غرفتي ولم يرحل. في البداية كنت أريده فقط أن يغادر. أصرّ وراح يصرخ =(جيمبو، جيمبو)، -من فضلك أريد التحدث إليك-. لذلك استسلمت وسمحت له بالدخول'.

ويردف 'تحدثنا. بكيت أمامه. حاول تهدئتي، وظل يقول لي (لا تحاول التسرّع). لقد تعرّضت لإصابة كبيرة، لقد عدت بالفعل إلى الدوري الماسي. لا أحد يتوقع ذلك. ولكن الآن عليك أن تأخذ وقتك، فلا تتوقع الكثير من نفسك في وقت مبكر جداً. -فقط انظر ماذا سيحدث-'.

ويشير تامبيري في رسالته إلى أن برشم ساعده على إدراك أن يقوم بالشيء لنفسه وليس من أجل الآخرين: 'لا تقفز من أجلهم، عليك أن تقفز من أجل نفسك'.

تلك المحادثة كانت دافعاً لتامبيري الذي قرّر المنافسة في بودابست من دون أن يخبر أحداً، إلا منظمي البطولة… وبرشم.

ذهب تامبيري إلى بودابست ونافس وسجّل 2.28 م 'لأنني لم أرغب في القفز من أجل أي شخص. كنت أرغب في القفز لنفسي'.