كيف ساهمت جمعيات الصحافة بدعم العمل الإعلامي في الخليج؟

سلمى حداد - الخليج أونلاين

كانت الكويت أول دولة أسست هيئة للصحفيين عام 1964.

بدأ إصدار الصحف من سلطنة عُمان عام 1900، ثم السعودية عام 1924.

في العام 2005.

لا يمكن الحديث عن بدايات ظهور الصحافة في العالم العربي دون التطرق إلى دول الخليج التي كانت من أوائل البلدان العربية التي ظهرت فيها وسائل الإعلام خاصة الصحف، وتعود بداياتها لما يزيد عن قرن من الزمان.

وتُعتبر الصحف في سلطنة عُمان والسعودية هي الأقدم في الخليج العربي، حيث بدأت من السلطنة عام 1900، ثم في المملكة عام 1924، ولاحقاً في بقية دول مجلس التعاون.

ومع تسارع نمو قطاع الصحافة الخليجية، عملت حكومات دول مجلس التعاون على تنظيم عملها من خلال إقرار قوانين ناظمة لها، إضافة إلى عمل الصحفيين على تأسيس جمعيات ونقابات تجمعهم وتدافع عن حقوقهم وتعمل على تطوير قدراتهم.

هيئات ناظمة

كانت الكويت أول دولة خليجية أسست هيئة للصحفيين عام 1964، للدفاع عن مصالح الصحفيين وتسهيل عملهم.

تُوجت جهود الصحفيين في الإمارات بتأسيس جمعية الصحفيين في العام 2000، بهدف إيجاد تنظيم مدني يجمع في عضويته العاملين بصحافة الإمارات؛ للارتقاء والنهوض بالمهنة والعاملين فيها وللدفاع عن مصالح وحقوق الصحفيين.

وأصبحت 'جمعية الصحفيين' أول منبر إعلامي مدني يجمع العاملين بهذه المهنة التي أصبحت جزءاً من كيان الدولة الخليجية.

وأتاحت الجمعية المجال لجميع العاملين بالصحافة في الإمارات أشكالاً مختلفة من الانخراط في أعمال الجمعية وأنشطتها؛ وذلك عبر أنواع معينة من العضوية وفق ما هو معمول به في هذا المجال إقليمياً ودولياً.

وفي البحرين تأسست جمعية الصحفيين بمقتضى قانون الجمعيات والأندية الاجتماعية والثقافية والهيئات الخاصة العاملة في ميدان الشباب والرياضة والمؤسسات الخاصة الصادر بالمرسوم بقانون رقم (21) لسنة 1989.

أما في السعودية فقد تأسست هيئة الصحفيين لخدمة الأهداف المهنية للصحفيين في المملكة عام 2004، بهدف رفع مستوى مهنة الصحافة والدفاع عن مصالحها وحقوقها، والعمل أيضاً على تقدمها وتطورها وترسيخ مفاهيمها واحترامها، إضافة إلى تعزيز مفهوم حرية التعبير وفق الثوابت المرعية ووضع ميثاق يلتزم به.

كما أن الهيئة تمثل الصحفيين السعوديين أمام الجهات الرسمية والهيئات المهنية الأخرى داخل المملكة، إضافة للمؤسسات المعنية بشؤون الصحفيين خارج المملكة.

وفي قطر تأسس المركز القطري للصحافة بطلب من عدة مؤسسات إعلامية في دولة قطر، وعقد مجلس إدارة المركز أول اجتماع له في العام 2017.

ويهدف المركز إلى الإسهام في تطوير العمل الإعلامي والصحفي، والاهتمام بشؤون الإعلاميين وفقاً لـ'رؤية قطر 2030'، التي جعلت الاستثمار في الإنسان على هرم أولوياتها، وذلك كما جاء في بيان لمجلس إدارة المركز.

وفي عُمان تأسست جمعية الصحفيين عام 2008، بهدف تطوير ورعاية الصحفيين في السلطنة وتيسير مهامهم وتنظيم أعمالهم.

اتحاد الصحافة الخليجية

وفي خطوة توحيدية، أعلن في العام 2005 تأسيس اتحاد الصحافة الخليجية، ويضم رؤساء الجمعيات الصحفية في جميع دول الخليج، بهدف تنظيم العمل الصحفي الخليجي واحتضان هموم وطموحات الصحفيين في دول الخليج، حسب بيان التأسيس.

وفي حفل أقيم حينها، قال رئيس الوزراء البحريني، آنذاك، الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، إن إنشاء اتحاد الصحافة الخليجية (مقره البحرين) يأتي استجابة لثورة وسائل الإعلام التي تشهد تقدماً تكنولوجياً وتقنياً'.

وأضاف 'آل خليفة' أن 'اتحاد الصحافة الخليجية سيكون له دور كبير في احتضان هموم وطموحات وآمال الصحفيين في دول الخليج، ويعزز من ترابطهم لما فيه خير دول المنطقة وصالح شعوبها'.

وأكد أنه 'سيسهم في تطور الصحافة الخليجية وتقدمها'.

وشدد على قدرة الصحافة الخليجية على الثبات في خضم التطور الهائل في عصر المعلوماتية، مؤكداً أن الصحافة الخليجية أصبحت قادرة على المنافسة بفضل المستوى الذي وصلت إليه.

ويتمتع اتحاد الصحافة الخليجية بشخصية اعتبارية وباستقلال مالي وإداري لكونه منظمة مهنية 'لا تهدف إلى الربح، ولا تخضع للقوانين المعمول بها في دولة المقر (البحرين)'.

وفي أحدث أنشطة الاتحاد عقد، في مارس الماضي، اجتماع لرؤساء الجمعيات الصحفية الخليجية، ناقش التحديات التي تواجه المنطقة والعالم العربي والإسلامي ودور الصحافة بترسيخ الوحدة وتقوية اللحمة الخليجية.

وفي البيان الختامي للاجتماع، أكد رؤساء الجمعيات الصحفية الخليجية ضرورة تعزيز العلاقة البينية بين الجمعيات الصحفية بدول الخليج وتقويتها، والاستفادة من التجارب التي مرت بها المنطقة في الفترة الماضية؛ مثل جائحة كورونا والحرب الروسية ضد أوكرانيا.

وشدد المجتمعون على ضرورة التركيز في المرحلة المقبلة على توحيد الخطاب الإعلامي الموجه للخارج، ووضع آلية عمل مستدامة، علاوة على صياغة خطط تتناسب مع مستقبل الإعلام والتحديات التي تواجه العمل الصحفي بشكل خاص.

ودعا البيان إلى تعزيز وتطوير اتحاد الصحافة الخليجية ليكون مظلة مهنية فاعلة لتنسيق جهود الجمعيات الخليجية وتفعيل الشراكة والتعاون فيما بينها ليخدم المهنة والمهنيين في دول مجلس التعاون الخليجي.

كما طالب بالاستفادة من تجارب الجمعيات الخليجية فيما بينها بشأن مجالات التدريب وابتعاث عدد من الإعلاميين لجهات متمكنة في التدريب خارجياً.

واتفق المجتمعون على ضرورة إعداد برنامج سنوي لتطوير قدرات الصحفيين المبتدئين في مختلف الوسائل الإعلامية، وتمكين المرأة العاملة في قطاع الصحافة من المشاركة الفاعلة في مسيرة الاتحاد، وتخصيص لجنة تُعنى بالشأن النسائي.

ضمان حرية الصحافة

وحول أهمية الجمعيات والنقابات الصحفية في دول الخليج، يقول الإعلامي والباحث السياسي الكويتي د. عايد المناع: إن 'الجمعيات أو الاتحادات أو النقابات المهنية بشكل عام تنشأ برغبة من الأعضاء العاملين لتقوم بمهام خدمة هؤلاء الأعضاء، وهذا هو أيضاً الحال مع الجمعيات الصحفية في دول العالم والخليج'.

أضاف 'المناع' في حديثه لـ'الخليج أونلاين' أن 'هذه الجمعيات تعمل عادة ضمن حدود وأطر نظام لها تضعها قوانين الدول التي توجد بها، فمثلاً في الكويت هناك مساحة كبيرة لهذه الجمعيات لتمارس دورها ومهامها'.

وأشار إلى أن الكويت تتوفر فيها مساحة لحرية التعبير والاحتجاج واتخاذ المواقف أكبر بكثير من بقية الدول الأخرى بالمنطقة؛ 'لأن هناك دستوراً ينص على حرية تكوين النقابات والتعبير ومخاطبة السلطات العامة'.

وذكر  الأكاديمي الكويتي أن جمعيات النفع العام ومنها جمعيات الصحفيين بدول الخليج تعمل من أجل خدمة هؤلاء الصحفيين بشتى المجالات الممكنة، ومن ضمن ذلك الدفاع عنهم في حال أقيمت عليهم دعاوى قضائية أو تعرضوا لأي مضايقة أو حرموا من أداء مهامهم الصحفية أو تعرضوا للملاحقة لأي سبب من الأسباب.

وأكد أن جمعية الصحفيين بالكويت على سبيل المثال تقوم بدور كبير في هذا الجانب من خلال توكيل محامين بالدفاع عن الزملاء الصحفيين، ودعوة الصحافة للتحرك للدفاع عن أي صحفي يتعرض للمضايقة، إضافة لبحث قضيته مع الجهات المسؤولة.

وعلاوة على ذلك فإن للجمعيات الصحفية في دول مجلس التعاون دوراً مهماً في الجوانب الثقافية؛ فهي تقيم ندوات وأنشطة وحوارات لا تخلو من الجرأة في طرح الكثير من القضايا، سواء محلية أو إقليمية أو دولية، وفق 'المناع'.

واعتبر أن دور الجمعيات الصحفية هو ضمان الحريات الصحفية وفقاً للقوانين والدستور الذي يحكم الدولة، وألا يتم التعدي على الكتابة والصحافة أو الصحفي.

كما تحرص هذه الجمعيات، حسب المتحدث، على ضمان انسياب العمل الصحفي والاعتراض على القوانين المنظمة له في حال كان فيها نوع من الحد من الحريات، والحديث مع المشرعين لهذه القوانين لإجراء تعديلات عليها بحيث تتماشى مع الحريات الصحفية.