بسرعة الإنترنت الجوّال.. كيف استطاعت دول خليجية التصدر عالمياً؟

طه العاني - الخليج أونلاين

الإمارات في المركز الثاني عالمياً، تلتها قطر بالمركز الثالث عالمياً.

الإمارات 124.89 ميغابايت في الثانية، وقطر 117.61 ميغابايت في الثانية.

98% يستخدمون الإنترنت، وأكثر من 137% مشتركون في الهاتف المحمول.

حققت دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في استخدام تقنيات الاتصال وتحسين خدمات الشبكة العنكبوتية، من خلال تطوير البنية الرقمية الأساسية، لتصبح من الدول الرائدة على مستوى العالم.

وفي أحدث تقرير عالمي بهذا الشأن تصدرت الإمارات قائمة الدول الخليجية في سرعة إنترنت الهاتف المحمول لشهر مايو 2022 على مؤشر 'سبيد تيست' المتخصص بقياس سرعة الإنترنت.

وجاءت الإمارات في المركز الثاني عالمياً، تلتها قطر بالمركز الثالث عالمياً، ثم الكويت الثالثة خليجياً والخامس عالمياً، والسعودية الرابعة خليجياً والثامن عالمياً.

فيما حلت البحرين في المرتبة الخامسة خليجياً والحادي والعشرين عالمياً، وأخيراً سلطنة عُمان بالمرتبة السادسة خليجياً والتاسعة والثلاثين عالمياً، وفق مؤشر سرعة الإنترنت.

وبلغت سرعة تنزيل الإنترنت عبر الهاتف المحمول في الإمارات 124.89 ميغابت في الثانية، و112.83 ميغابت في الثانية بالنسبة لسرعة تنزيل الإنترنت عبر الحزم العريضة الثابتة.

أما قطر فبلغت سرعة إنترنت الهاتف المحمول فيها 117.61 ميغابت في الثانية، و88.68 ميغابت في الثانية بالنسبة لسرعة تنزيل الإنترنت عبر الحزم العريضة الثابتة.

ووفقاً لمؤشر 'سبيد تيست' احتلت النرويج وسنغافورة صدارة العالم من حيث سرعات الهاتف المحمول (متوسط سرعة التنزيل 129.40 ميغابت في الثانية)، وسرعات النطاق العريض الثابتة (209.21 ميغابت في الثانية).

تجدر الإشارة إلى أن مؤشر 'سبيد تيست' الصادر عن شركة (Ookla)، يقارن بيانات سرعة الإنترنت من جميع أنحاء العالم كل شهر.

وتأتي بيانات المؤشر العالمي من مئات الملايين من الاختبارات، التي أجراها أشخاص حقيقيون يستخدمون المؤشر كل شهر لاختبار أدائهم على الإنترنت.

وكانت دولة قطر قد حصلت في مارس 2021 على المركز الأول عالمياً في سرعة الاتصال بإنترنت الهاتف المحمول بواقع 178.01 ميغابت في الثانية الواحدة.

وذكرت شركة 'هووتسويت' العالمية المتخصصة في إدارة وسائل التواصل الاجتماعي وإحصاءات الإنترنت والهاتف المحمول، في تقريرها عن 'الحالة الرقمية في العالم لعام 2021'، أن قطر حلت في المرتبة الأولى عالمياً في تبني استخدام الإنترنت بنسبة بلغت 99%'، بحسب وكالة الأنباء القطرية 'قنا'.

عمل دؤوب

لم يكن هذا الإنجاز الخليجي وليد الصدفة، بل جاء ثمرة عمل دؤوب وجهود متواصلة دامت لسنوات، كرست فيها دول الخليج اهتمامها في مجال تطوير هذا القطاع الحيوي الهام.

وأظهر تقرير 'مؤشر استخدام تقنية المعلومات والاتصالات في دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2021'، تطور خدمات الهاتف المحمول وتقنيات الاتصال في دول الخليج، مع انتشار واسع لاستخدام الإنترنت في دول المجلس.

وكشف التقرير الذي أعدّته 'أورينت بلانيت للأبحاث'، بالتعاون مع الباحث المستقل وخبير تكنولوجيا الاتصال والمعلومات عبد القادر الكاملي، أن 'نسبة مستخدمي الإنترنت في دول المجلس تجاوزت 98%، ونسبة عدد مشتركي الهاتف المحمول بلغت 137.66% من إجمالي عدد السكان خلال العام 2021'.

وبيّن التقرير المنشور في يناير الماضي، أن 'خدمات الهاتف المحمول وتقنيات المعلومات في دول مجلس التعاون الخليجي، تطورت بشكل متسارع، ولا سيما في ضوء دخول شركات القطاع الخاص إلى السوق لتقديم الخدمة، ما ساعد على تسجيل ارتفاعات ملموسة في أعداد المستخدمين، ليُعزز من دعائم الاقتصاد الرقمي في المنطقة، ومساهمته في زيادة مستويات الإنتاجية والتنافسية وتطوير آليات جديدة للنفاذ إلى الخدمات الإلكترونية الحكومية لمواكبة الثورة الصناعية القادمة، وتحديثات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء'.

انتشار واسع

ويكشف التقرير عن انتشار خدمات الإنترنت والاتصالات في دول الخليج بمستويات قياسية تتجاوز المتوسطات العالمية بشكل كبير، وتكاد تكون الأعلى عالمياً على مستوى جميع المناطق، حيث تصل نسبة مستخدمي الإنترنت في البلدان الخليجية قياساً إلى عدد السكان 98.21%، في حين يبلغ المتوسط العالمي 63%.

ويعتمد التقرير في بياناته على مؤشر استخدام تقنية المعلومات والاتصالات في الخليج العربي، إضافة إلى البيانات الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU).

وتصل نسبة مجموع مشتركي الهاتف المحمول في بلدان مجلس التعاون نسبة إلى عدد السكان نحو 137.66%، في حين يبلغ المتوسط العالمي 55% تقريباً.

وعن أسباب التفوق الخليجي في هذا المجال، يقول مدير عام 'مجموعة أورينت بلانيت نضال أبو زكي، إن 'دول الخليج تمتلك بنى تحتية فائقة التميُّز للاتصالات والمعلومات، مكّنتها من احتلال مراتب متقدمة للغاية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، بمؤشرات تقنيات المعلومات والاتصالات والتحول الرقمي، وذلك بفضل مواكبة ثورة المعلومات والاتصالات التي شهدها العالم خلال التسعينيات من القرن الماضي.

ويلفت أبو زكي إلى أن التطور في استخدام خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات انعكس على أسلوب الحياة، وعزّز من دور الاقتصاد الرقمي، لتصبح دول الخليج العربي رائدة في تقنيات المعلومات والاتصالات، وخصوصاً مع تطوير استراتيجيات اقتصادية محفزة على التنويع الاقتصادي استعداداً لعصر ما بعد النفط.

يذكر أن التقرير بيّن 'أن عدد المشتركين في خدمات النطاق العريض الثابت، قياساً إلى عدد السكان، سجل نسبة 0.88% في المتوسط في دول مجلس التعاون الخليجي، بينما بلغت نسبة المشتركين في خدمات النطاق العريض المتنقل 138% في المتوسط من إجمالي عدد السكان'.

أهمية حيوية

وفي هذا لسياق يرى الخبير في مجال تكنولوجيا المعلومات عبد الرحمن الخالدي أن دول مجلس التعاون لديها مؤشرات في سرعة الإنترنت جيدة على المستوى العالمي، حيث حلت دولة الإمارات بالمركز الثالث عالمياً، وذلك بمعدل سرعة بلغ 269 ميغابت في الثانية، وفقاً لتحليل أصدرته شركة خرائط التغطية اللاسلكية 'أوبنسيجنال'.

ويبين 'الخالدي' في حديثه لـ'الخليج أونلاين' أن بدء العمل في شبكات الجيل الخامس قد رفع من مستوى سرعة الإنترنت على نحو لافت وكبير، حيث كانت سرعة الإنترنت لا تتجاوز 20 ميغابت عام 2017، حيث ازدادت سرعة الإنترنت بأكثر من 13 ضعفاً خلال الخمس سنوات الماضية.

ويشير إلى أنه وبالنظر إلى الأمام، فسوف تحتضن بعض دول مجلس التعاون الخليجي مناسبات عالمية تتطلب التميز في مختلف المجالات بينها سرعة الإنترنت، ومن أهم تلك الأحداث العالمية الكبرى، استضافة دولة قطر لبطولة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022.