اخبار قطر
موقع كل يوم -العرب القطرية
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٢
تُعَد العلاقات القطرية - الإسبانية من أبرز العلاقات الثنائية، التي توطدت في السنوات الأخيرة من خلال الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين.
وتُشكّل الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى مدريد محطة بارزة في مسار الشراكة بين دولة قطر ومملكة إسبانيا، حيث يُتوقَّع أن تعطي نتائج هذه الزيارة المهمة دفعة قوية في اتجاه تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين في المجالات كافة.
وأكد عدد من السياسيين والمحللين الإسبان أن العلاقات القطرية - الإسبانية تعيش أزهى فتراتها حاليًا، ومرشحة لمزيد من التطور والنماء، في ظل حرص البلدين على تعزيزها بما يخدم مصلحة الشعبين القطري والإسباني.
وفي هذا السياق، رأت السيدة هنا جلول أمين السياسة الدولية والتعاون الإنمائي في اللجنة التنفيذية للحزب الاشتراكي (الحاكم) في إسبانيا، أن العلاقات القطرية - الإسبانية تطورت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، في مختلف المجالات.
وقالت، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، بمدريد: إن زيارة سمو الأمير المفدى إلى مدريد تأتي في الوقت المناسب نظرًا للتطور الكبير في العلاقات بين البلدين، ونظرًا كذلك لما يشهده العالم حاليًا من قضايا متشابكة تحتاج إلى التباحث بين القادة للوصول إلى حلول لها.
وأوضحت أنها تفخر كونها امرأة من أصول عربية، بحجم التطور الذي شهدته دولة قطر، مشيدة بالدور الذي تقوم به الدوحة لحل النزاعات في العالم عبر الوساطة متعددة الأطراف وفي مختلف القضايا.
كما ثمنت انتخابات مجلس الشورى التي شهدتها دولة قطر في الثاني من أكتوبر 2021، وما أسفرت عنه من مشاركة شعبية في انتخاب أول مجلس تشريعي بالتصويت المباشر في البلاد، وأشادت بالخطوات التي اتخذتها دولة قطر في مجال حماية العمال الأجانب مؤخرًا، والتشريعات التي تم إقرارها بشأن الحد الأدنى للأجور، وقانون تنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم.
ومن جانبه، قال السيد خافوبو موريلو المحلل السياسي الإسباني: إن العلاقات القطرية - الإسبانية علاقات متميزة للغاية، وإن زيارة سمو الأمير المفدى إلى إسبانيا تمثل فرصة كبيرة للبلدين، كونهما يسيران في الاتجاه نفسه نحو التطور والنماء في مختلف المجالات.
وأضاف موريلو، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ من مدريد، أن 'التكامل' يُعَد العنوان الأبرز لزيارة سمو الأمير المفدى الحالية إلى إسبانيا.. وأن دولة قطر تمتلك إمكانيات اقتصادية وسياسية كبيرة، والشيء نفسه لإسبانيا، وبذلك يستطيع البلدان عمل الكثير ليس لشعبيهما فقط، بل لشعوب المنطقة والعالم.
وأوضح أن قطر بحكم موقعها وأهميتها ودورها في منطقة الشرق الأوسط، وإسبانيا بحكم كونها من الدول المهمة في حوض البحر المتوسط، يمكن أن تلعبا دورًا مهمًّا في حل القضايا الخاصة بتلك المناطق.. لافتًا إلى أن المحادثات بين الطرفين خلال الزيارة ستتطرق، بكل تأكيد، إلى ملف الطاقة، خاصة في ظل التطورات التي شهدها العالم منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا أواخر فبراير الماضي. واعتبر المحلل السياسي الإسباني أن مدريد بإمكانها أن تكون جسرًا لإيصال الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، في حال قرر البلدان (قطر وإسبانيا) التعاون مع عدد من بلدان المنطقة في ذلك المجال، لافتًا إلى أن دولة قطر من الدول التي تواكب القرن الحادي والعشرين في منطقة الشرق الأوسط، وتمتلك إمكانيات كبيرة تمكّنها من تحقيق كل أهدافها.
كما أشار إلى أن البلدين يمتلكان فرصة للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، فدولة قطر تمتلك الطقس المشمس أغلب فترات السنة، في حين تملك إسبانيا عنصرًا آخر من العناصر الرئيسية في الطاقة المتجددة وهو الرياح، والعمل على استغلال هذين العنصرين سيُمكّن من الحصول على نسبة كبيرة من الطاقة المستهلكة في البلدين عن طريق الطاقة المتجددة.
من جهة أخرى، أشاد المحلل السياسي الإسباني بدور دولة قطر في حل الأزمات العالمية، قائلًا إنه معروف في العالم ولا يمكن تجاهله، وأفضل دليل عليه ما حدث في القضية الأفغانية، حيث رعت دولة قطر المحادثات بين الولايات المتحدة والغرب من جهة، و/طالبان/ من جهة أخرى، ودورها في إجلاء الرعايا الأجانب من أفغانستان، بالتعاون مع إسبانيا، مشددًا على أن هذه القضية تؤكد أن أية دولة في العالم تمتلك العزيمة والإرادة باستطاعتها أن تفعل الكثير في مجال السلام في العالم.
وبدوره، اعتبر السيد مانويل الابارت رئيس المعهد الدولي للسياسة في إسبانيا، أن ما تشهده العلاقات الإسبانية - القطرية حاليًا من تطور يعكس حجم التفاهم بين قيادتي البلدين في شتى المجالات، لافتًا إلى أن إسبانيا سعت إلى إقامة علاقات اقتصادية وسياسية كبيرة مع دولة قطر منذ فترة طويلة، ولعل مرور 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أكبر دليل على ذلك.
وقال الابارت، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ من مدريد: إن إسبانيا من أوائل الدول الأوروبية التي فكرت في تنويع مصادر الحصول على الطاقة، ووقعت مع دولة قطر اتفاقًا في هذا الشأن لتزويد إسبانيا بالغاز المسال، وما يحدث حاليًا في عدد من الدول الأوروبية يدل على أن موقف إسبانيا كان سبّاقًا في هذا الإطار.
وأضاف رئيس المعهد الدولي للسياسة في إسبانيا أن دولة قطر بحكم موقعها الجغرافي وحكمة قادتها، تقود العديد من جهود الوساطة في العالم من أجل تحقيق السلام والأمن، فضلًا عن دورها في حل نزاعات الدولية كونها وسيطًا بين الشرق والغرب، لافتًا إلى أن صورة قطر عالميًّا باتت لها قوة كبيرة في العديد من المجالات.
وأوضح أنه عندما زار دولة قطر مؤخرًا لاحظ التطور المذهل في المجالات كافة، معتبرًا أن دولة قطر باتت قوة اقتصادية وسياسية وثقافية في الوقت نفسه، حيث اطلع خلال الزيارة على العديد من المرافق الثقافية الموجودة في البلاد، والتي تؤكد على الإرث الثقافي والاجتماعي للدولة كمتحف قطر الوطني، والمتحف الإسلامي، وغيرها من المؤسسات.