الملاكمة أكثر عدلاً من كرة القدم!

تأهل المغرب جاء خير عوض للمنتخبات العربية

منطق كرة القدم ظلم السعودية وتونس

سيناريو تأهل اليابان استثناء يصعب تكراره على الرغم من معايشتي لكرة القدم لاعبا ومدربا وصحفيا والتي رسخت بداخلي قناعات تؤكد أن كرة القدم لعبة عادلة تعطي من يعطيها إلا أنني عقب مونديال قطر 2022 اكتشفت أن كرة القدم ظالمة وأن لعبة الملاكمة هى أكثر الألعاب عدلا وإنصافا، حيث لا يتدخل فيها عنصرا الحظ والتوفيق ولا مجال فيها للحالة النفسية والفنية التي يكون عليها اللاعب أو الفريق في بطولة ما والدليل على ذلك هل هذا هو العنابي بطل آسيا وهل هذان هما المعز علي هداف آسيا وأكرم عفيف الأفضل فنيا بآسيا، أنا هنا لست بصدد الحديث عن العنابي ولاعبيه لأن الحديث عن العنابي يطول لأنه حديث مؤلم لكل قطري وعربي لاسيما عقب كل ما قدمته لنا منتخبات المغرب وتونس والسعودية وعودة لعدل لعبة الملاكمة التي لا تعترف بالتعادل ولابد من فائز بالضربة القاضية الفنية أو اللجوء لاحتساب النقاط ليفوز بها الملاكم الأكثر تسديدا للضربات للخصم.

أمنية مستحيلة

عقب مونديال قطر أتمنى من الفيفا أن يلغي نتيجة التعادل من المباريات ويحتسب فقط نتيجة الفوز لمن وفق في تسجيل أهداف أكبر من الفريق الآخر وفي حالة وصول النتيجة للتعادل السلبي يا ليت لو أن التكنولوجيا الجديدة تحسب لنا الفريق الأكثر تسديدا على المرمى والأكثر إهدار للفرص والأكثر وصولا لمرمى الخصم والأكثر امتاعا فنيا والفريق الذي يحقق أعلى معدل في تلك العناصر يفوز بالمباراة ولكن بشط أن يحصل على نقطة واحدة وليس ثلاث نقاط لأنه من غير المنطق أن يتساوى مع الفائز بتسجيل أهداف وللعلم لم أضع بين عناصر الفصل بين الفريقين المتعادلين سلبيا عنصر الاستحواذ على الكرة لأنه ليس معيارا آمينا فكثير من الفرق تجيد الاستحواذ بالتمريرات العرضية والخلفية بلا فائدة فنية وطبعا هذه الأمنية يصعب تحقيقها ولكنها ثمرة من ثمار التفاعل مع ظلم كرة القدم بمونديال قطر لمنتخبات كانت تستحق التأهل كالسعودية وتونس وألمانيا والمكسيك وبلجيكا. لا منطق بكرة القدم

ما أسفرت عنه نتائج دوري المجموعات يؤكد غياب المنطق عن كرة القدم في بعض المباريات ومن ثم كان التأهل منطقيا في بعض المجموعات وغير منطقي في بقية المجموعات فالمنطق حضر في المجموعة الأولى بتأهل هولندا والسنغال وأيضا حضر المنطق في المجموعة الثانية بتأهل انجلترا وامريكا ولكنه غاب في المجموعة الثالثة بتأهل بولندا مع الأرجنتين صحيح بولندا تصنيفها 26 والسعودية تصنيفها 53 لكن ما قدمته السعودية بالمونديال ليس فقط بفوزها على الأرجنتين ولكن في كل مبارياتها كانت ندا قويا وكانت ذات نزعة هجومية تحترم كفريق جاء للمنافسة وليس للتمثيل المشرف وحتى المكسيك تصنيفها عالميا (13) أما المجموعة الرابعة فقد غاب عنها التوفيق ولم تتأهل المكسيك لأفضلية بولندا بفارق الأهداف. تونس ضحية أستراليا

أما المجموعة الرابعة باستثناء صدارة فرنسا المنطقية فقد غاب المنطق فنيا ورقميا عن تلك المجموعة فيما يتعلق بالمنتخبات الثلاثة الباقية وهى استراليا وتونس والدنمارك بداية تأهل استراليا رقم 38 على الدنمارك رقم 10 عالميا دليل على أن التصنيفات ليست مقياسا آمينا كما أن تأهل استراليا على حساب تونس رقم 30 عالميا لم يكن أمرا منطقيا لا رقميا ولا فنيا لأن تونس أيضا قدمت لنا الكثير من العطاء والأداء ما يؤهلها للتأهل للدور الثاني ويكفي فوزها المثير على فرنسا ولكن بكل آسف خسرت تونس بطاقة التأهل بخسارتها بهدف للا شيء من استراليا لتتأهل استراليا. تأهل منطقي لليابان

أما المجموعة الخامسة فقد غاب عنها منطق التاريخ والإنجازات وحضر منطق الاستثناء وإن كان هو منطق مستحق فنيا لأن من يفوز على المانيا واسبانيا بنتيجة واحدة وهى هدفين لهدف يستحق التأهل على حسابهما لأن اليابان اختلفت عن السعودية التي بدأت بفوز على الارجنتين ثم خسارة من بولندا صحيح اليابان بعد الفوز على المانيا خسرت من كوستاريكا في سيناريو غير طبيعي لكن في النهاية فازت على اسبانيا والخسارة من كوستاريكا لم تؤثر على اليابان بينما خسارة السعودية من بولندا كانت سببا في تأهل بولندا ووداع السعودية للمونديال ولكن لا خلاف على أن تأهل اليابان مستحق فنيا رغم أنه سيظل استثناء يصعب تكراره. تأهل العرب في ثوب مغربي

لم يكن طريق المغرب للدور الثاني مفروشا بالورود في ظل وجود منتخب بلجيكا المصنف ثانيا ومنتخب كرواتيا وصيف النسخة الماضية والثاني عشر عالميا لكن أسود الأطلسي نجحوا في حسم بطاقة التأهل بفوزهم المثير على بلجيكا بهدفين للا شيء وعلى كندا بهدفين لهدف وللأمانة المنتخب المغربي منذ تعادله السلبي في لقاء الافتتاح مع كرواتيا أرسل للجميع رسالة تؤكد أنه منتخب قادم للمنافسة ويكفي أنه تأهل بلا خسارة بينما تأهلت منتخبات عريقة مثل اسبانيا وفرنسا والأرجنتين بتلقي كل منها خسارة بدوري المجموعات وبتلك المجموعة حضر المنطق فنيا بتأهل المغرب وغاب بوداع بلجيكا ويعد تأهل المغرب خير عوض عن وداع السعودية وتونس.