بالصور: جماهير محافظة بيت لحم تشيع جثمان الشهيد الأسير داود الخطيب

بيت لحم 2000 - حسن عبد الجواد -شيعت جماهير غفيرة من أبناء مدن وبلدات ومخيمات محافظة بيت لحم، ظهر امس، جثمان الشهيد الأسير داود طلعت الخطيب، في موكب مهيب، بمشاركة حشد كبير من المواطنين، و ممثلي الفصائل والمؤسسات و الفعاليات الوطنية، ورؤساء وأعضاء الهيئات المحلية.

وانطلق موكب التشييع بمراسيم عسكرية، من أمام مستشفى بيت جالا الحكومي باتجاه، مرورا بساحة السينما وساحة المدبسة، وصولا إلى منزل الشهيد في البلدة القديمة بمدينة بيت لحم، حيث رفع جثمان الشهيد على الأكف، فيما رفعت الأعلام الفلسطينية، وصور الشهيد، ورايات حركة فتح، والشعارات الغاضبة والمنددة بالإجراءات والممارسات القمعية لحكومة الاحتلال ضد أسرى الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال.

وبعد إلقاء نظرة الوداع على الشهيد الخطيب، من قبل عائلته وأقرباءه ومحبيه، توجه موكب تشييع الجثمان إلي ساحة المهد، حيث صلي عليه الحضور صلاة الجنازة في مسجد عمر بن الخطاب.

و في ساحة المهد، حيث أقيم مهرجان جماهيري وداعي للشهيد الخطيب، ألقى محمد المصري أمين سر حركة فتح في محافظة بيت لحم كلمة باسم فصائل العمل الوطني قال فيها: 'إن هذا اليوم هو يوم حزين، حينما نقوم باستقبال أسير محمولا على الأكتاف، بعد أن أمضى 18 عاما في سجون الاحتلال، واستشهد جراء الإهمال الطبي، واحتجزته قوات الاحتلال لخمسة أشهر أخرى'.

وأكد ان ذلك يؤكد على مدى الفاشية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد أسرانا وأنباء شعبنا على مرأى ومسمع العالم بأسره، لافتا إلى ان إسرائيل تتعامل مع نفسها على أنها دولة فوق القانون، وتتميز عن بقية الدول حول العالم، وكل ذلك لأنها تمارس ذلك بدون عقاب او حساب.

من جهته قال مدير مكتب هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيت لحم منقذ أبو عطوان، إن الشهيد الأسير الخطيب استشهد نتيجة الحرمان الطبي من العلاج، الذي تمارسه إدارة سجون الاحتلال بحق أسرانا.

وأضاف أبو عطوان، أن عدد الأسرى الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال منذ العام 1967 بلغ 227 أسيرا، نتيجة القتل الطبي، إضافة الى حوالي 700 أسير يعانون أمراضا مزمنة، عدا عن العشرات من الأسرى الذين يرفضون الإفصاح عن مرضهم، حتى لا يتم نقلهم بواسطة 'البوسطة' التي تزيد من أوجاعهم وآلامهم، إلى سجن الرملة.

وأشار ابو عطوان إلى أننا بصدد استقبال أسير يعيش موت بطيء جراء إصابته بسرطان الدم، حيث انه كان يعاني من آلام حادة رفضت إدارة السجون أجراء الفحوصات الطبية، لكن نتيجة اصابته بفيروس كورونا تبين أنه مصابا بالسرطان وفي مراحل متقدمة، ورغم الإفراج عنه الا انه بقي في نفس المستشفى قبل ذلك.

وأوضح أبو عطوان أن هناك 7 جثامين من الأسرى مازالت محتجزة عند الاحتلال وهم نصار طقاطقة، وفارس بارود، وبسام السائح، وكمال أبو وعر، وسعيد الغرابلي، وعزيز عويسات، وأنيس دولة الأقدم من ثمانينات القرن الماضي.

وبعد الصلاة على الجثمان، توجه موكب التشييع الى مقبرة الشهداء في منطقة العبيات، حيث ووري جثمانه الطاهر ثرى فلسطين.

وكان الخطيب استشهد في الثاني من شهر أيلول / سبتمبر 2020، إثر جلطة قلبية في سجن عوفر، وكان من المقرر الإفراج عنه قبل شهرين من استشهاده، بعد انقضاء مدة محكومتيه البالغة 18 عاما وثمانية شهور.

واعتقل الخطيب بتاريخ 2/4/2001، عقب محاصرة منزله في بيت لحم، ومنذ اعتقاله تنقل بين العديد من سجون الاحتلال ، حيث حكم عليه بتهمة نشاطه في الانتفاضة.

والشهيد الخطيب'45' كان أحد أفراد جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، وقد التحق بصفوف كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة 'فتح'، وناضل في صفوفها أثناء الانتفاضة الثانية، وقد لاحقته قوات الاحتلال أشهراً عدة، وأصابته بجراح خطيرة، وتمكّن من الإفلات منها، واعتقل بعد ذلك، وحُكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 18 عاماً.