هاكابي... سفيرٌ في الطيبة ومستوطنٌ في تل أبيب
klyoum.com
أخر اخبار فلسطين:
الأسهم الأميركية تواجه اختبار رسوم ترامب وسط مبالغة في تقييماتهاالكاتب: رأي مسار
هذا الأسبوع كان أسبوع الاعتداءات الإسرائيلية على الكنائس، بتزامنٍ بين الضفة وغزة.
بعد قصف كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة، والتلفيق الإسرائيلي لروايةٍ لم يصدقها أحد، بأن القصف كان بالخطأ، شكك الفاتيكان بالرواية الإسرائيلية بطريقةٍ تشير إلى نفيها من أساسها، خصوصاً وأن القصف كان مركزاً وألحق ضرراً كبيرا في المبنى، وتسبب بقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة من بينهم كاهن الرعية الإيطالي.
وفي الطيبة الفلسطينية، اعتدى المستوطنون الذين يتحركون عادةً ويرتكبون جرائمهم تحت حماية الجيش، على كنيسة القديس جاورجيوس "الخضر"، ما دفع السفير الأمريكي في إسرائيل مايك هاكابي إلى زيارة المكان والالتقاء بالمواطنين الفلسطينيين هناك، وإلقاء موعظةٍ أخلاقيةٍ تقطر سطورها بالعسل، مُظهراً حزناً على الإساءة للأماكن المقدسة مسيحية أم إسلامية أم يهودية، معتبراً ما فعله المستوطنون بالكنيسة عملاً إرهابياً يتطلب كشف الفاعلين ومحاسبتهم.
كلامٌ جميل ولكنه يجتزأ الحكاية ويتغاضى عن أصلها، ذلك أن الذين قصفوا الكنيسة في غزة، واعتدوا على الكنيسة في الضفة يحظون بدعمٍ وتبنٍ من المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، والسيد السفير هاكابي يعرف ذلك جيداً ولكنه يتغاضى عنه.
ألم يعتبر كاتس وزير الدفاع أن جرائم المستوطنين في الضفة والتي بلغت حد القتل والحرق، ليست عملاً إرهابياً؟؟
إذا.. هل سيذهب السفير صاحب الموعظة الحسنة في الطيبة إلى إكمال الرواية بإدانة من أرسل المستوطنين إلى كنيسة الطيبة وأرسل القنابل إلى الكنيسة في غزة؟
إنه بالتأكيد لن يفعل ذلك، لأن هاكابي في إسرائيل تقمّص منذ أول يومٍ عُيّن فيه سفيراً هناك، شخصية مستوطنٍ يدافع ويتبنى كل ما تفعله إسرائيل ليس في غزة فقط وإنما في كل مكان.
هو في الطيبة الفلسطينية سفيرٌ يقول كلاماً ديبلوماسياً ناعماً ما يلبث وأن ينساه، ولكنه في إسرائيل مستوطنٌ متحمسٌ لكل ما تفعل دولة المستوطنين.