بيت لحم عاصمة الثقافة العربية

حديث القدس

انطلاق فعاليات بيت لحم عاصمة الثقافة العربية امس في المدينة يحمل في طياته عدة أوجه ايجابية، رغم الاحتلال الغاشم الجاثم على أرضنا، واجراءاته التي تستهدف تأبيد هذا الاحتلال، وجرائمه بحق أبناء شعبنا في محاولة لارغام شعبنا على الرحيل عن أرض الاباء والاجداد، ولكن هيهات ان تنجح مخططاته الجهنمية، خاصة وان شعبنا مصمم على الصمود والبقاء في بلاده وافشال كافة مخططات هذا الاحتلال الذي الى زوال مهما طال الزمن أو قصر.

فانطلاق هذه الفعاليات ليس فقط في بيت لحم وفلسطين، بل في الدول العربية والاسلامية كافة، دليل قاطع على أن فلسطين ستبقى قلب الأمة النابض، وانها قضية الأمتين العربية والاسلامية مهما حاولت بعض الدول تطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال الذي يمارس بحق شعبنا وارضنا ومقدساتنا أبشع الجرائم وفي وضح النهار ودون اي اعتبار لا للمجتمع الدولي ولا للقرارات والمواثيق والأعراف الدولية المنصوص عليها في الأمم المتحدة التي تم انشاؤها من أجل تحقيق العدالة للشعوب المظلومة ومنع التوترات والحرب خاصة وان العالم قاطبة اكتوى بنيران ونتائج الحربين العالميتين التي أودت بحياة ملايين البشر ودمرت المدن والمصانع ومعظم ما أنتجته وحققته البشرية خلال عقود من الزمن.

كما ان انطلاق هذه الفعاليات يؤكد على أهمية الثقافة في حياة الشعوب، وخاصة شعبنا الفلسطيني الذي لديه من المثقفين والكتاب ما يوازي عدة دول عربية، لأن الثقافة هي تعبير حي عن الشعوب وتأريخ لعطاء شعبنا واصراره على نيل حريته واستقلاله رغم ما يعانيه من ظلم على مدى أكثر من قرن من الزمان ولا يزال يعاني من احتلال قمعي، بل وعنصري واقتلاعي، إلا أن صموده وعطاءه أذهل ويذهل العالم من خلال الجوائز التي يفوز بها أبناؤه سواء على الصعيد الثقافي او الدراسي والتعليمي وغيرها الكثير الكثير من الابداعات والمبدعين الأمر الذي يؤكد على حق شعبنا في الحرية والاستقلال الناجزين، لأنه شعب حي ويحب الحياة، وعلى استعداد لتقديم المزيد من التضحيات الجسام من أجل تحقيق كامل حقوقه الوطنية الثابتة ليعيش حرا كريما فوق أرضه وفي وطنه الذي لا وطن له سواه، ولن يتنازل عنه مهما واجه من تحديات وصعوبات.

وعلى العالم قاطبة أن يضع حدا لتغول الاحتلال الذي يعمل على تدمير الحضارة والثقافة ليس فقط الفلسطينية بل والعربية أيضا، لأن فلسطين هي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية شاء من شاء وأبى من أبى.

وسنحتفل بهذه المناسبة رغم كل المعوقات وفي مقدمتها الاحتلال الغاشم.