الباب الدوار.. سياسة لانهاك الاسرى وانهاء حياتهم في الخارج

بيت لحم /PNN /  نجيب فراج – مصطلح 'الباب الدوار' يطلقه مختصون في الشأن الاعتقالي والاسرى الذي يكتوون بنار الاعتقالات المتلاحقة في فترات منقاربة عن بعضها البعض ويصدر بحقهم اوامر الاعتقال الاداري لدرجة انهم اصبحوا محرومين من ممارسة اية حياة طبيعية خارج السجن او تحقيق طموحاتهم حتى الشخصية فما ان يطلق سراحهم بعد اعتقال دام عامين قيد الاعتقال وهو السقف التي يضعه جهاز المخابرات الاسرائيلية للاسرى المستهدفين حتى يعاد اعتقالهم من جديد مرة اخرى وفي فترة مشابهة وما ان يصل عمر الاسير اربعين عاما حتى يكون قد امضى اكثر من 15 عاما متقطعة اغلبها قيد هذا الاعتقال الجائر الذي يتناقض مع الاعراف والمواثيق الدولية.

ومن بين الاسرى الذي يعاد اعتقالهم ممن اضربوا عن الطعام اشهر طويلة في مواجهة هذا الاعتقال ويتمكنون من خلال امعائهم الخاوية ومعاناتهم ومعاناة عائلاتهم ان يحصلوا على سقف للافراج عنهم وتحديد مدة اعتقالهم وعدم التجديد لهم، ولكن وبعد اشهر من الافراج عنهم يعاد اعتقالهم من جديد ليزج بهم في اوتون هذا الاعتقال وقبل ان يتنفس هؤلاء هواء حرية الخارج بحسب نشطاء.

الاسيران طبيش وابو هواش

في الايام الاخيرة كان لافتا ان قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الاسرى المحررين بعضهم خاض اضرابات عديدة وطويلة ضد الاعتقال الاداري بينهم الاسير ايمن طبيش من سكان دورا قضاء الخليل الذي امضى نحو 14 عاما داخل السجون من بينها نحو عشر سنوات قيد الاعتقال الاداري.

كما جرى اعتقال الاسير هشام ابو هواش من منزله في دورا والذي افرج عنه اواخر شباط الماضي بعد ان انتزع قرارا بالافراج عنه اثر اضراب عن الطعام استمر 141 يوما وقد احتلت صوره وهو يخوض الاضراب بجسد نحيل الشاشات واصبح يواجه خطر الموت وقد اضطرت قوات الاحتلال للافراج عنه لتعود لتعتقله من جديد.

محمد الصيفي

كما جرى في ذات اليوم اي الاربعاء الماضي اعتقال الشاب محمد عمر الصيفي من سكان مخيم الدهيشة وهو اسير محرر من اسرى صفقة شاليط حيث كان محكوما بالسجن لمدة 11 عاما واطلق سراحه ضمن الصفقة في عام 2011 بعد ان امضى مدة خمس سنوات وعادت هذه القوات لتعتقله ليمضى محكوميته واطلق سراحه قبل نحو عام ليعود الى الاعتقال من جديد.

ثائر حلاحلة

ومن المعتقلين ضمن سياسة الباب الدوار الاسير ثائر حلاحلة من خاراس وهو اسم معروف نظرا لكثرة اعتقالاته وخوضه اضرابات عن الطعام عدة مرات ضد اعتقاله الاداري حيث امضى اكثر من 14 عاما قيد هذا الاعتقال بينها عشر سنوات وقد اعتقل مجددا في شهر حزيران الماضي، اضافة الى الاسير نضال ابو عكر '56 سنة' وهو اسير تمضى 18 عاما قيد الاعتقال بينها عشر سنوات قيد الاعتقال الاداري وملاحق باستمرار وقد اعتقل قبل نحو شهرين بعد ان امضى 77 يوما في الخارج بعد اعتقال اداري لمدة سنتين ليعود اليه مرة اخرى، كذلك الاسير غسان زواهرة والذي امضى 16 عاما اكثر من نصفها قيد الاعتقال ولم يبلغ بعد سن الاربعين ويعتقل في فترات متقاربة حتى ان ابنته الصغرى ولدت وهو داخل السجن، كذلك الاسير شادي معالي الذي امضى مدة 16 عاما قيد الاعتقال اكثر من عشر سنوات منها في الاداري والثلاثة هم من سكان مخيم الدهيشة وسبق ان اضربوا لمدة اربعين يوما عن الطعام بشكل مشترك، والاسير معالي في المرات الاربعة الاخيرة من الاعتقال كان يعتقل خلال كمائن للوحدات الخاصة المتنكرين بالزي المدني.

المحامي صلاح الحموري

ومن بين المعتقلين الملاحقين للاعتقال المحامي المقدسي صلاح الحموري الذي اعتقل لاكثر من 12 عاما وقد اعتقل قبل نحو ثمانية اشهر اداريا وجدد له للمرة الثالثة لمدة اربعة اشهر.

الشيخان حسن يوسف وجمال الطويل

وتنطبق سياسة الباب الدوار ايضا على الشيخ حسن يوسف من رام الله والذي امضى اكثر من 22 سنة نضفها قيد الاعتقال الاداري ولا تذكر عائلته مدة طوسلة بين احضانها وانما تذكره دائما خلف القضبان وهو ضحية للاعتفالات المتتالية وفي فترات متقاربة وايضا جمال الطويل وهو رئيس بلدية البيرة السابق وقد اعتقل لا كثر من 22 سنة وملاحق للاعتقال الاداري باستمرار، وكذلك الاسير بسام ابو عكر من مخيم عايدة والذي اعتقل لاكثر من عشرين عاما نصفها قيد الاعتقال الاداري وتزوج عددا من ابنائه وانجبوا اطفالا وهو داخل الاعتقال.

الاسير احمد زهران

واعادت قوات الاحتلال قبل اشهر اعتقال الاسير احمد زهران من قرية دير ابو مشعل قرب رام الله بعد ان امضى اكثر من 12 عام وكان اخرها حينما اضرب عن الطعام لمدة 111 يوما وافرج عنه لعد عامين ليعود الى الاعتقال الاداري من جديد، كذلك الاسيران يوسف هوشة من بير زيت ومصطفى نخلة من مخيم الجلزون ويبلغان من العمر '60 عاما' حيث اعيد اعتقالهما قبل شهرين من جديد وحولا الى الاعتقال الاداري، في ملاحقة لاتنتهي.

انهاك الاسرى

وبهذا الصدد يقول محمد الزغلول رئيس جمعية الاسرى المحررين في بيت لحم ان هناك العشرات ان لم يكن المئات المستهدفين ضمن سياسة الباب الدوار وهو اسلوب يهدف بوضوح الى انهاك الاسرى وتكميم افواههم ومنعهم من ان يناهضوا الاحتلال ويكشفوا عن جرائمه وفضحها، ومن الملاحظ ان من بين المستهدفين اسرى اضربوا عن الطعام لمدد طويلة في مواجهة الاعتقال الاداري حيث ترضخ سلطات الاحتلال لمطالبهم لتعود لتعتقلهم مرة اخرى في غضون فترة وجيزة لتقول ان الاضراب لا يحمي الاسير من اعادة اعتقاله اداريا من جديد، اضافة الى استهداف نشطاء يمضون عامين وهو السقف الاعلى لنفس المدة ولكن الباب مفتوح لاعادة الاعتقال، وبالتالي هي سياسة خطيرة تنتهجها الاجهزة الامنية الاسرائيلية بشكل مدروس من اجل ابقاء النشطاء رهن هذه الاجراءات، وارهاقهم وعزلهم عن مجتمعهم ومحيطهم.

اضراب جماعي وشيك

هذا ويقترب موعد اعلان اضراب مفتوح عن الطعام ضد سياسة الباب الدوار حيث من المقرر ان يخوض نحو 30 اسيرا من اسرى الجبهة الشعبية اضرابا يوم الاحد القادم في مواجهة سياسة اعادة الاعتقال واستمرار الاعتقال الاداري حيث ارتفع عدد المعتقلين اداريا خلال الاشهر الماضية ليصل لنحو 760 اسيرا وهو الرقم الاعلى منذ عام 2007