استشهاد شاب من جبع متأثراً بإصابته: لن يتقدم لامتحان "التوجيهي" الأخير اليوم

كتب محمد بلاص:

استشهد طالب 'الثانوية العامة' كامل عبد الله علاونة (19 عاماً) من بلدة جبع جنوب جنين، أمس؛ متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات عنيفة شهدتها البلدة، أول من أمس، بعد 19 عاماً من استشهاد شقيقه الذي يحمل اسمه في العام 2003.

وأعلن مدير مستشفى ابن سينا التخصصي في جنين، جاني أبو جوخة، عن استشهاد علاونة متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال في البطن واليد اليمنى خلال مواجهات شهدتها البلدة.

وقال أبو جوخة: إن الشهيد علاونة أدخل إلى المستشفى وهو في حالة خطرة للغاية، ورقد في غرفة العناية المكثفة، وخضع لعدة عمليات جراحية، وتم تزويده بعشرات وحدات الدم ونقله للعناية المكثفة، لكن حالته لم تستقر وفشلت كافة جهود الأطباء في إنقاذ حياته، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وفي ساحة مستشفى ابن سينا، جلس والد الشهيدَين عبد الله علاونة الشهير بـ'عكا'، وهو أسير محرر أمضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال على خلفية نشاطه القيادي في حركة 'فتح'، وإلى جانبه زوجته والدة الشهيدَين اللذين حملا نفس الاسم.

وحمل الشهيد علاونة اسم شقيقه الشهيد كامل الذي استشهد برصاص الاحتلال في السادس والعشرين من حزيران العام 2003، ووافقت قبل أيام الذكرى السنوية التاسعة عشرة لاستشهاده بعد اشتباك مسلح مع جيش الاحتلال في منطقة باقة الغربية داخل الخط الأخضر.

تقول الأم: إن ابنها الأول كامل استشهد بعد أن أنهى جميع امتحانات الثانوية العامة، ولم تتمكن عائلته من معرفة مصيره في بداية الأمر، وقد تدخلت عدة مؤسسات حقوقية ولكنها لم تستطع أن تؤكد نبأ استشهاده، والذي بقي معلقاً نحو شهر كامل، إلى أن أعلن عن ذلك، واحتجز الاحتلال جثمانه لنحو 11 عاماً، إلى أن جرى تسليمه في الثاني عشر من آذار العام 2014، وشيّع في جنازة مهيبة بمسقط رأسه في بلدة جبع.

أما كامل الثاني، فقد أطلقت عليه عائلته هذا الاسم تخليداً لذكرى شقيقه الشهيد، إلا أنه كان يحمل نفس الطباع، كما قال أقارب له، وكان يفترض أن يتقدم، اليوم، للامتحان الأخير من امتحانات شهادة الدراسة الثانوية العامة، ولكنه لن يتقدم له، بعد أن أنهت رصاصتان أطلقهما جنود الاحتلال عليه حياته، ليلتحق بشقيقه الشهيد الذي كان يشبهه في كل شيء حتى في ظروف استشهاده.

وقال مواطنون من البلدة: إن الشهيد علاونة هبّ مع العشرات من أبناء بلدته جبع لمواجهة قوات الاحتلال، والتي اقتحمت البلدة وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، فأصيب بعيارَين ناريَّين في البطن واليد.

وبصعوبة بالغة تمكن مواطنون من البلدة من نقل الشهيد علاونة إلى مستشفى ابن سينا التخصصي وهو في حالة بالغة الخطورة، وحاول الأطباء إنقاذ حياته، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وشيّعت جماهير غفيرة من أهالي بلدة جبع والتجمعات السكانية المجاورة، جثمان الشهيد علاونة إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه.

وانطلقت مسيرة التشييع بداية من مدينة جنين، حيث جاب المشيعون شوارع المدينة وهم يحملون جثمان الشهيد المسجى بالعلم الفلسطيني على الأكتاف، ومن ثم انطلقت مسيرة مركبات محمولة صوب مسقط رأسه، حيث كان آلاف المشيعين بانتظار وصول الجثمان على مدخل البلدة، فانطلقوا به في مسيرة ضخمة ردّد المشاركون فيها الهتافات الغاضبة والمنددة بجرائم الاحتلال.

وتحوّلت مسيرة تشييع جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير لمهرجان تأبين، ألقيت خلاله عدة كلمات نعت الشهيد، وطالبت بضرورة استعادة الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد في مواجهة جرائم الاحتلال.