اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
يشكل اليوم التالي للحرب معضلة إسرائيلية؛ وذلك نتيجة خشية الاحتلال من عودة حركة حماس للحكم في قطاع غزة والسيطرة
على كل مقاليد الأمور، وفي المقدمة من ذلك (الأمن) الذي يعد من أهم الملفات، لما يشكله من مخاطر على أي جهد أمني واستخباري للعدو في غزة سواء في مواجهة العملاء أو قواته الخاصة المكلفة بالقيام بمهام ميدانية.
إذ إن الاحتلال يدرك تماما خطورة هذه المنظومة الأمنية التي نجحت مرارا وفي محطات عدة في تسجيل نقاط متقدمة على مستوى القطاع وتنوع ذلك بين: ' كشف خلايا عملاء، وإفشال مهمات خاصة، والتصدي لقوات خاصة، ومنع تهريب، وإبطال مفعول متفجرات، ومنع محاولات خطف أو اغتيال .. إلخ من المهام'. واللافت أن هذه المنظومة استطاعت التسبب بقتل ضباط وجنود من النخبة داخل قطاع غزة في أثناء محاولات تنفيذ مهام خاصة، وكان من أهم وأبرز هذه العمليات عملية (حد السيف) التي كبدت قوات 'سييرت متكال' خسائر فادحة في العناصر والمعدات.
لذلك يتبع العدو الإسرائيلي إستراتيجية متكاملة لاستهداف المنظومة الأمنية سواء كانت من المنظومة التابعة للحكومة في غزة والمكونة من الأجهزة الأمنية المعروفة، أو الأجهزة الأمنية الأخرى التي تتبع للمقاومة بصورة عامة، حيث تكونت هذه الإستراتيجية من أربع نقاط. أولا: جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن جميع الكوادر العاملين في قطاع الأمن ومراقبة تحركاتهم ثانيا: السعي لشن حملات اعتقالات في مناطق التوغل أو عبر النقاط الأمنية الإجبارية التي نصبت في بعض المناطق. ثالثا: استهداف المناطق الثابتة ونقاط الانتشار واغتيال القيادات والعناصر الفاعلة. رابعا: خلق نوع من الفوضى العامة وإنشاء عصابات ومليشيات مسلحة تنشر الرعب والخوف وتعتدي على الأملاك العامة والخاصة وتسهل مهام العدو.
هذه الإستراتيجية بحد ذاتها هي من أكبر المخاطر التي يمكن أن تخلق كارثة في غزة؛ لأن غياب منظومة أمنية وطنية مقاومة سيكون له تداعيات لا تحمد عقباها، لذلك فإن الواجب الوطني والأخلاقي يتطلب الآتي:
أولا: دعم وإسناد منظومة الأمن العاملة في غزة والسعي لإنجاح مهامها، سواء كان ذلك من خلال العائلات أو غيرها من المكونات الأخرى داخل المجتمع.
ثانيا: السعي الدائم لتجريم أي عمل عصابي أو تخريبي أو مشبوه يؤدي للإخلال بالأمن والنظام العام واتخاذ مواقف علنية سواء من خلال الإعلاميين أو الصحفيين أو الكتاب أو المخاتير وبقية نخب المجتمع.
ثالثا: التأكيد مرارا على تجريم التعاون مع العدو سواء كان ذلك تحت غطاء عمل إنساني أو أي مهام أخرى، ومطالبة منظومة الأمن بمحاسبة كل من يتورط بمهام خيانية مع الاحتلال.
رابعا: تعزيز المنظومة الأمنية بالأعداد من خلال زيادة عدد المتطوعين الشباب لكن على أسس ومعايير مهنية وموضوعية بحيث يتم الاختيار والانتقاء بعناية، ويشمل ذلك تأهيلهم وتدريبهم وإبقاءهم تحت التوجيه والمتابعة المستمرة.
خامسا: تغيير استراتيجية العمل الأمني في غزة والتخفي قدر الاستطاعة عن أعين الاستخبارات الإسرائيلية وعملاء العدو، واتباع أنماط جديدة من العمل تتلخص في: استبدال الاتصالات بالمراسلات، وعدم إظهار السلاح في أثناء التنقل، والاستغناء عن التحرك في أي مركبات، وإعادة الانتشار في عشرات النقاط بدلا من نقاط محدودة، وإجراء تغييرات في هيكل المؤسسة الأمنية، مع منع تداول أي تفاصيل متعلقة بأسماء القيادات والكوادر.