اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
تتوالى فصول المأساة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث تحوّلت الزنازين إلى مقابر مغلقة يموت فيها الأسرى الفلسطينيون ببطء، في ظل سياسة ممنهجة من الإهمال الطبي وسوء المعاملة.
آخر ضحايا هذه السياسة كان الشاب أحمد حاتم خضيرات (22 عامًا) من بلدة الظاهرية جنوب الخليل، الذي أعلن عن استشهاده مساء الثلاثاء في مستشفى 'سوروكا' الإسرائيلي، بعد تدهور حاد في وضعه الصحي.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك، أن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتهما رسمياً بوفاة خضيرات، المعتقل إدارياً منذ 23 مايو/أيار الماضي، بعد معاناة طويلة مع المرض داخل سجن النقب الصحراوي.
وكان نادي الأسير قد حذر في أغسطس/آب الماضي من 'تدهور خطير' في صحة خضيرات، الذي يعاني من داء السكري المزمن والإصابة بالجرب، مشيراً إلى أن وزنه انخفض إلى نحو 40 كيلوغراماً، في ظل إهمال طبي متعمد وحرمانه من العلاج والرعاية اللازمة.
ويعد خضيرات واحداً من آلاف الأسرى المرضى الذين يتعرضون داخل سجون الاحتلال لسياسات تهدف، وفق منظمات الأسرى، إلى القتل البطيء من خلال الحرمان الطبي، والعزل، وسوء التغذية، والتعذيب النفسي والجسدي.
موت ممنهج وإفلات من العقاب
الاعتقال الإداري الذي خضع له خضيرات، وهو نظام استثنائي تفرضه سلطات الاحتلال بزعم 'التهديد الأمني'، يتيح احتجاز الفلسطينيين دون تهمة أو محاكمة لفترات مفتوحة، استناداً إلى 'ملفات سرية' لا يحق للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها.
ويرى مراقبون حقوقيون أن هذا النظام يشكل غطاءً قانونياً لجرائم تصفية باردة تجري خلف الأسوار، في ظل غياب أي مساءلة أو رقابة دولية.
78 شهيداً منذ الحرب على غزة
ووفق تقرير مشترك لمنظمات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى، نادي الأسير، ومؤسسة الضمير)، فإن 78 أسيراً فلسطينياً استُشهدوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، من بينهم 46 أسيراً من القطاع، بينما يعتقد أن العشرات غيرهم قتلوا في عمليات إعدام ميداني لم يُكشف عن هوياتهم بعد.
وتشير المؤسسات الحقوقية إلى أن هذه الأرقام 'تكشف بوضوح تحوّل السجون الإسرائيلية إلى مقابر جماعية'، في ظل ما وصفته بسياسة 'التجويع والعزل والإذلال المتعمد' التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى منذ اندلاع الحرب.
انتهاكات ممنهجة
وخلال العامين الماضيين، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 20 ألف فلسطيني من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، من بينهم نحو 1600 طفل و595 امرأة، بحسب إحصاءات رسمية فلسطينية.
وفي الوقت ذاته، تواصل (إسرائيل) حربها على قطاع غزة بدعم أمريكي مباشر، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، في حين يعيش من تبقّى تحت وطأة المجاعة والأمراض.
خلاصة المشهد
بينما تتجه الأنظار إلى مجازر الاحتلال في غزة، تتواصل مأساة موازية خلف القضبان، حيث يُدفن الأسرى أحياء داخل الزنازين، لتتحول السجون الإسرائيلية شيئاً فشيئاً إلى مقابر جماعية مغلقة، يختفي فيها صوت العدالة وتغيب عنها أعين العالم.

























































