هكذا أعاد الاحتلال اعتقال كممجي ونفيعات.. الأسيران آثرا حماية أفراد العائلة التي آوتهما

كتب محمد بلاص:

آثر الأسيران المحرران أيهم كممجي ويعقوب نفيعات، فجر أمس، تسليم نفسيهما لقوات الاحتلال الإسرائيلي من دون أيّ مقاومة؛ بعد أن هددت تلك القوات بنسف المنزل الذي تواجدا بداخله في الحي الشرقي بمدينة جنين، في عملية عسكرية نفذ خلالها الاحتلال عمليات 'تضليل' من خلال الدفع بقوات كبيرة من جيشه إلى مناطق قريبة من مخيم جنين، بينما كانت الوحدات الخاصة تطبق الحصار على المنزل المستهدف.

وبإعادة اعتقال كممجي (35 عاماً) من بلدة كفر دان غرب جنين، ونفيعات (36 عاماً) من بلدة يعبد، تكون قوات الاحتلال تمكنت من اعتقال الأسرى الستة الذين نفذوا عملية 'الهروب العظيم' من سجن 'جلبوع' الأشد تحصيناً من بين سجون الاحتلال.

وفجر السادس من الشهر الجاري، تمكّن الأسرى محمود عبد الله العارضة (46 عاماً) من عرابة، وهو معتقل منذ العام 1996، ومحكوم مدى الحياة، ومحمد قاسم العارضة (39 عاماً) من عرابة ومعتقل منذ العام 2002، ومحكوم مدى الحياة، ويعقوب محمود قادري (49 عاماً) من بير الباشا ومعتقل منذ العام 2003، ومحكوم مدى الحياة، وأيهم فؤاد كممجي (35 عاماً) من كفر دان ومعتقل منذ العام 2006 ومحكوم مدى الحياة، وزكريا الزبيدي (46 عاماً) من مخيم جنين ومعتقل منذ العام 2019 ولا يزال موقوفاً، ومناضل يعقوب نفيعات (36 عاماً) من يعبد ومعتقل منذ العام 2019، من تحرير أنفسهم من سجن 'جلبوع' في عملية وصفها محللون ومراقبون بـ'العملية الهوليودية' والتي شكلت صفعة قوية لمنظومة الأمن الإسرائيلية.

وفي تفاصيل عملية إعادة اعتقال كممجي ونفيعات، قالت مصادر محلية: إن وحدات خاصة من 'المستعربين'، تسللت إلى الحي الشرقي في مدينة جنين، وحاصرت منزلاً يعود لعائلة أبو جعفر كان الأسيران المحرران يتواجدان بداخله، وأمهلتهما دقائق معدودة من أجل تسليم نفسيهما، وسط تهديدات بنسف المنزل، في وقت كانت تتمركز فيه قوات أخرى من جيش الاحتلال في منطقة قريبة من مخيم جنين وسط اشتباكات مسلحة مع مقاومين، في عملية 'تضليل' على الموقع الحقيقي للهدف المرصود.

وسرعان ما اندلعت مواجهات عنيفة في الحي الشرقي، خلال تصدي الشبان لقوات الاحتلال، التي أطلقت باتجاههم الرصاص الحي، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم، وجرى نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج، في وقت اعتقلت فيه تلك القوات شابين من ذوي الإعاقة، وهما عبد الرحمن أبو جعفر، ومحمود رضوان أبو جعفر.

وقال فؤاد كممجي والد الأسير أيهم: إنه تلقى اتصالاً من رقم مجهول سرعان ما تبين أنه من نجله عند الثانية إلا ربعاً فجراً، وأخبره بأن جيش الاحتلال يحاصر المنزل الذي يتواجد فيه، وحرصاً على سلامة أهله سيسلم نفسه.

وأضاف الأب: 'قلت له روح يابا الله يحميك ويسهل عليك ويرضى عليك'، مؤكداً أن نجله كان يتمتع بمعنويات عالية وثقة كبيرة بالنفس'.

وحمّل كممجي سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة نجله المعاد اعتقاله بعد مطاردة استمرت لمدة 13 يوماً داهمت خلالها قوات الاحتلال منزل عائلته عدة مرات، واستدعته مخابراتها للتحقيق هو ونجله في معسكر 'سالم'.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال دخلت مدينة جنين، بينما داهمت وحدة 'اليمام' الخاصة مدعومة من وحدات من جهاز الأمن العام 'الشاباك' وبغطاء عسكري، المنزل الذي تحصن فيه نفيعات وكممجي شرق جنين.

وأعلن جيش الاحتلال، في بيان رسمي، أن جميع قادة المنطقة الوسطى حضروا إلى غرفة عمليات خاصة لمتابعة مجريات عملية إعادة اعتقال الأسيرين.

وجاءت عملية اعتقال كممجي ونفيعات بعد 13 عملية دهم وتفتيش لمناطق في شمال الضفة بحثاً عنهما، حيث أقامت قوات الاحتلال حواجز عسكرية، وشنّت حملات تمشيط في مناطق متفرقة من جنين بحثاً عنهما، وفقاً لما أكدته مصادر صحافية إسرائيلية، والتي أشارت إلى أن قوات الاحتلال دفعت بالآلاف من عناصر الأجهزة الأمنية والقوات الخاصة وقصاصي الأثر، واستخدمت طائرات مروحية مسيّرة ووسائل تكنولوجيا متطورة في عمليات البحث عن الأسرى الفارين من سجن 'جلبوع'.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن كلفة البحث عن الأسرى الستة كانت الأعلى في تاريخ الاحتلال، حيث تجاوزت 30 مليون دولار، وبلغت التكلفة اليومية لعملية البحث ما بين ثلاثة ملايين ولغاية ستة ملايين دولار.

وقال موقع 'واي نت' العبري، الموقع الإخباري لصحيفة 'يديعوت أحرونوت': إن قائد قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الجنرال يانيف ألوف قاد عملية جنين بنفسه من غرفة العمليات، وهو من أمر بعملية 'التضليل'، من خلال إدخال قوات كبيرة مرئية إلى منطقة قريبة من مخيم جنين ومناطق أخرى، خاصة أن المخيم يعتبر نقطة ساخنة مليئة بالمسلحين، وذلك بهدف تشتيت انتباه تلك المجموعات.

وقال بعض جيران المنزل الذي تم اعتقال الأسيرين منه: إن الاحتلال أطلق النار بكثافة تجاه المنزل وبشكل عشوائي، وكاد يرتكب جريمة، وهدد الأسيرين في حال لم يسلما نفسيهما بأنه سينسف المنزل، ما دفع كممجي ونفيعات لتسليم نفسيهما حفاظاً على أرواح الأهالي.