قمع جديد في حي الشيخ جراح.. إصابات واعتقالات جراء اعتداء شرطة الاحتلال والمستوطنين

القدس - 'الأيام': فجر مستوطنون متطرفون غضب المواطنين عندما ألقوا برذاذ الفلفل على مائدة إفطار تمت إقامتها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة لسكان الحي والمتضامنين معهم ضد قرارات الإخلاء الإسرائيلية.

واعتدى مستوطنون، تساندهم شرطة الاحتلال، على المواطنين والمتضامنين، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين.

وأعلنت شرطة الاحتلال اعتقال 9 مواطنين على الأقل خلال الليلة الماضية عرف منهم: أمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور، وشادي الخاروف، وإسلام غتيت، ونور الشلبي، والشقيقان آدم وبشار يعيش.

وأغلق الاحتلال مداخل الحي لمنع توافد المتضامنين مع السكان المهددين بالتهجير، فيما تواصلت استفزازات المستوطنين بالاحتشاد في المكان.

وتشهد حملة التضامن مع سكان الشيخ جراح زخماً متصاعداً مع انضمام مواطنين بالداخل الفلسطيني، وهو ما قال عنه محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بالداخل: 'اللقاء اليوم الذي شمل فعاليات القدس والداخل الفلسطيني، هذا تطور نوعي في المعركة على القدس في ظل منع أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة من الدخول إلى القدس، ولذلك فإن حماية القدس والأماكن المقدسة والمسجد الأقصى هي مسؤولية أهل القدس أولاً ولكن هي مسؤوليتنا ثانياً'.

وفي تطور جديد، أعلنت المحكمة العليا الإسرائيلية عزمها الانعقاد، يوم الإثنين المقبل، بهيئة من 3 قضاة للنظر في الالتماس المقدم من 4 عائلات ضد قرار المحكمة المركزية الإسرائيلية إعطاء الضوء الأخضر لإخلائها من منازلها لصالح مستوطنين.

وقال المحامي حسني أبو حسين، محامي العائلات، في مؤتمر صحافي بحي الشيخ جراح: 'أبلغنا المحكمة أننا لم نصل مع الشركة الاستيطانية إلى أي اتفاق، وبناء عليه فقد حددوا جلسة يوم الإثنين'.

وفي هذا الصدد، قال المحامي سامي رشيد في المؤتمر الصحافي نفسه: 'فيما يتعلق بموضوع الاستئناف الموجود اليوم أمام المحكمة العليا فإن قاضية المحكمة العليا أعطت قراراً تقنياً قررت بموجبه الاستماع إلى طلب الاستئناف الذي قدمناه باسم أهالي الشيخ جراح أمام هيئة من 3 قضاة يوم الإثنين القادم'.

وأضاف: 'نحن بانتظار الجلسة التي ستعقد في المحكمة العليا لسماع طلب الاستئناف باسم 4 عائلات، وإضافة إلى طلب الاستئناف المقدم باسم 4 عائلات هناك أيضاً طلب استئناف باسم 3 عائلات أخرى تحدد موعد إخلائهم من المحكمة المركزية في شهر 8 القادم، وهذا الطلب ما زال أمام قاضي المحكمة العليا الذي حتى اليوم لم يصدر قراراً بإعطاء الإذن بالاستئناف أم لا'.

وتابع المحامي ارشيد: 'وبالتالي هناك قضيتان في المحكمة العليا تضم 7 عائلات بالإضافة إلى وجود 5 عائلات ما زالت في إجراءات قانونية في محكمة الصلح بالقدس توجد ضدها قضايا تطالب بإخلائها من منازلها'.

ولفت أيضاً إلى أن 'هناك عائلات الصباغ التي تم إصدار قرار نهائي بقضيتها عام 2012 من محكمة الصلح بإخلائها، لكن نحن حالياً قادرون على منع إخلائها بسبب فتح قضية جديدة قبل سنة بمحكمة الصلح وهناك أمر منع صادر عن المحكمة المركزية بالقدس يمنع إخلاءها'.

وحذر المحامي ارشيد من أنه 'بالنسبة للعائلات الأربع التي موعد إخلائها قريب فإن أي قرار يصدر عن المحكمة العليا يوم الإثنين قد يكون مفصلياً بالنسبة لها'.

وشدد على أنه 'رغم القرارات المتتالية من المحاكم بالرفض، فنحن لم نيأس وسنستمر في طرق كل أبواب المحاكم وكل الإجراءات القانونية الممكنة وأكيد في يوم من الأيام سيكون هناك قاض ينصفنا ويستمع إلى قضية عائلات الشيخ جراح'.

وألمح المحامي أبو حسين إلى إمكانية تأجيل جلسة الإثنين إلى ما بعد عيد الفطر.

وقال: 'نحضر أنفسنا لجلسة يوم الإثنين ومن الممكن أن نؤجل هذا الموعد إلى موعد آخر بعد عيد الفطر وسنطلب من المحكمة ضم القضية التي قدمت باسم 3 عائلات أخرى لسماع القضايا السبع مع بعضها البعض'، وتابع 'أتصور أنه يمكن في نهاية الطريق أن نحصل على ما يجب أن نحصل عليه'.

بدوره، أعلن محمد بركة: 'قررنا اليوم في اجتماع لجنة المتابعة أنه في الأيام القريبة القادمة سنعلن عن مظاهرة كبرى بمشاركة أهلنا في الداخل وسيجري التجنيد لها من كل أنحاء البلاد في الداخل'.

وأضاف رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بالداخل الفلسطيني: 'اليوم وصلت أوراق ثبوتية موقعة من المملكة الأردنية الهاشمية وهذا تطور نوعي بموضوع الشرعية أمام المحاكم الإسرائيلية'.

وكانت القوى في القدس والداخل الفلسطيني أصدرت بياناً مشتركاً جاء فيه: ' تقف القدس وقواها ومرجعياتها الوطنية والدينية والشعبية وممثلو قوى شعبنا في الداخل الفلسطيني المحتل 1948 وممثلون في لجنة المتابعة العليا والمبادرات الشبابية خلف الموقف الذي اتخذه سكان الحي الذي يرفض بشكل قاطع ملكية أرضهم للجمعيات الاستيطانية التلمودية ويؤكدون رفضهم لأي شكل من أشكال المساومة المتعلقة بحقوقهم في أرضهم'.

وتمت تلاوة البيان بمشاركة العديد من الشخصيات المقدسية ومن الداخل الفلسطيني.

وأضاف: 'ندعو جماهير شعبنا على طول وعرض جغرافيا الوطن وكذلك شعبنا في أماكن اللجوء والشتات إلى أعلى قدر من التضامن والوقوف إلى جانب أهلنا في حي الشيخ جراح، ندعو المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وكل المناصرين والداعمين لحقوق شعبنا وحقوق الإنسان لضرورة تحمل مسؤولياتهم والقيام بدورهم لمنع طرد وتهجير أبناء حي الشيخ جراح'.

وتابع: 'نحن نرى أن ما يرتكب بحق سكان الشيخ جراح هو جريمة حرب بامتياز وأن هناك تواطؤاً من المجتمع الدولي في تطبيق قرارات الشرعية الدولية وهناك معايير مزدوجة عنصرية '.

وحذر 'حكومة الاحتلال من مغبة الإقدام على طرد وتهجير سكان حي الشيخ جراح، قائلاً: هذه الحكومة الاحتلالية العنصرية تتحمل كامل المسؤولية عن تداعيات هذا القرار الخطير الذي سيدفع نحو تصعيد غير مسبوق في القدس والمنطقة'.