القيادة تحسم اليوم مصير الانتخابات في ضوء التعنت الإسرائيلي

كتب عبد الرؤوف أرناؤوط :

ما لم تبرز تطورات الساعات الأخيرة فإن القيادة والفصائل الفلسطينية تتجه للإعلان مساء اليوم (الخميس) عن أن لا انتخابات دون القدس.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ'الأيام' إن الاجتماع سيستمع إلى كلمة من الرئيس محمود عباس وتقارير من مسؤولين فلسطينيين عن نتائج الاتصالات مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية قبل الاستماع إلى مواقف قادة الفصائل الفلسطينية.

وأضافت المصادر إن 'مجمل الاتصالات تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تقبل بتنفيذ الاتفاق المتعلق بالانتخابات بالقدس'.

وتابعت 'سيقول الرئيس عباس إنه شخصياً وحركة 'فتح' لن يقبلوا بانتخابات دون مدينة القدس لأن القبول بها يعني القبول بصفقة القرن الأميركية والضم الإسرائيلي المرفوض للمدينة'.

وكانت تمت دعوة القيادة الفلسطينية والأمناء العامين للفصائل، بما فيها حماس والجهاد الإسلامي، إلى الاجتماع الذي وصف بالحاسم قبل يوم واحد من بدء الدعاية الانتخابية.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ'الأيام' أن الحديث لا يدور عن إلغاء الانتخابات وإنما تأجيلها لحين توفر الظروف التي تسمح بإجراء الانتخابات في مدينة القدس وفقاً للاتفاقيات'.

وأضافت 'الحكومة الإسرائيلية حاولت تبرير رفضها تنفيذ الاتفاق المتعلق بالقدس بأنه لا توجد حكومة حالياً في إسرائيل وإن الحكومة الانتقالية الحالية لا يمكنها اتخاذ قرار'.

وقال نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي بلسان الرئاسة، لـ'الأيام': 'القدس خط أحمر ونحن لن نسمح بمرور ما جاء في صفقة القرن بشأن المدينة، لقد ناضل شعبنا كثيراً وضحى من أجل إسقاط صفقة القرن والسماح بانتخابات دون القدس هو أمر لن نقبل به'.

وأضاف: 'إذا ما توفرت الشروط لعملية انتخابية بما فيها القدس فنحن مستعدون لها ولكننا لن نتنازل عن القدس مهما كان الثمن'.

وأشار أبو ردينة إلى أن 'الرئيس سيشرح أمام الاجتماع ما حصل من اتصالات خلال الأسابيع والأشهر الماضية مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية وسيتم عرض ما استمعنا إليه من مواقف دولية بشأن الانتخابات في القدس'.

وقال أبو ردينة: 'موقف الرئيس وحركة 'فتح' هو أننا نريد انتخابات ولكن نريدها مع القدس، يجب أن تكون القدس على رأس العملية الانتخابية'.

وأضاف الناطق بلسان الرئاسة: 'القيادة والفصائل ستستمع إلى كافة التقارير بكل ما يتعلق بالانتخابات لاتخاذ التوجهات للمرحلة المقبلة'.

ويحمل المسؤولون الفلسطينيون الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن أي قرار في ضوء إصرارها على تعطيل العملية الانتخابية.

وقال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لـ'الأيام': 'ستشارك بالاجتماع الفصائل التي شاركت في حوار القاهرة الذي أدى إلى قرار الانتخابات، وسيجري بالاجتماع تقييم الاتصالات التي جرت بالفترة الماضية وخاصة بما يتعلق بالانتخابات في القدس وفي ضوء التقييم سيجري تقدير للموقف باتخاذ قرار ربما بتأجيل الانتخابات إذا لم تتوفر ضمانات بأن تشمل العملية الانتخابية مدينة القدس'.

وأضاف: 'الاتجاه العام هو أنه لا يمكن إجراء الانتخابات دون مشاركة القدس انتخابا وترشيحا ودعاية انتخابية وفقا للاتفاق الموقع العام 1995 والذي جرت على أساسه الانتخابات في الأعوام 1996 و2005 و2006'.

وتابع مجدلاني 'منذ العام 2006 حدث أمران الأول وهو خطة صفقة القرن والاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والثاني هو شروع الحكومة الإسرائيلية في تطبيق الضم الفعلي لمدينة القدس'.

ولفت مجدلاني إلى أن 'بروتوكول الانتخابات للعام 1995 لم يكن مثاليا ولكنه كان اعترافا إسرائيليا بأن القدس جزء من الأراضي المحتلة وأن القدس هي إحدى قضايا الحل النهائي ورغم أنه لا يلبي كل طموحنا إلا أنه وفر إمكانية لمشاركة القدس بالانتخابات'.

وأشار مجدلاني إلى أن 'ما أبلغنا به شفهيا من إسرائيل هو أنها ترفض اجراء الانتخابات بالقدس وأنه لا توجد حكومة إسرائيلية لكي تتخذ القرار'.

وقال: 'السؤال هو هل تجري انتخابات دون القدس أو تأجيل الانتخابات رغم أهميتها بالنسبة لنا كمدخل لإنهاء الانقسام وتجديد النظام السياسي وإشاعة الديمقراطية ولكن لا يمكن مقايضة كل هذا بالتنازل عن القدس'.

وأضاف: 'إذا ما كان هناك تأجيل فإلى متى وما هي الخطوات المطلوب القيام بها والضمانات المطلوبة من أجل ضمان أن تجري الانتخابات بالقدس'.

ولفت مجدلاني إلى أنه سيطرح في اجتماع القيادة عدد من الخطوات وقال: 'أعتقد أن أي تأجيل ستكون له ارتدادات وبالتالي مطلوب مواصلة مسار تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وفاق وطني يكون من ضمن مهامها التحضير للانتخابات والدعوة للانتخابات البلدية قريبا ووقف تأجيل انتخابات النقابات والجامعات وعقد اجتماع للمجلس المركزي لتفعيل دور المنظمة حتى نحافظ على الزخم لحين تنضج الظروف للانتخابات'.

من جهتها قالت حركة 'حماس' إنها 'تتابع التطورات كافة حول الانتخابات الفلسطينية العامة، والدعوات إلى لقاءات وطنية لمناقشة الانتخابات في القدس، في ظل حديث عن إلغاء أو تأجيل الانتخابات إلا بموافقة إسرائيلية على إجرائها في القدس وفق اتفاق أوسلو'.

وأضافت في بيان وصل 'الأيام': 'الانتخابات في القدس خط أحمر، ولا يمكن لأي فلسطيني أن يقبل إجراء الانتخابات دون القدس، عاصمتنا الأبدية، مهد الأنبياء، بوابة السماء، منتهى الإسراء، ومنطلق المعراج، والسؤال الذي نطرحه: كيف نجري الانتخابات في القدس ونفرضها على الاحتلال، وليس حول مبدأ الانتخابات في القدس'.

واعتبرت أنه 'يجب أن يكون يوم الانتخابات في القدس يوماً وطنياً بكل معنى الكلمة، يواجه فيه شعبنا في القدس سلطات الاحتلال، ويشتبك معها ليفرض إرادته ويرغمها على الخضوع لشعبنا، فالحقوق تنتزع ولا تُستجدى أو توهب من الاحتلال، وهذا خيار شعبنا الدائم'.

وقالت: 'ترفض الحركة فكرة تأجيل الانتخابات، أو إلغائها، وترى أن الحل هو الاجتماع وطنياً لبحث آليات فرض الانتخابات في القدس دون إذن أو تنسيق مع الاحتلال، وهذا ينسجم مع كل القرارات الوطنية السابقة بالتحلل من أوسلو، وتجاوز هذا الاتفاق الكارثة، وليس الدعوة إلى إجراء الانتخابات وفق بروتوكولاته، وهي بروتوكولات تمس أصلاً بحقوق شعبنا وسيادته على أرضه وعلى عاصمته الأبدية'.

وأضافت: 'تؤكد الحركة أنها ليست جزءاً من التأجيل أو الإلغاء، ولن تمنح له الغطاء، وتقع مسؤولية قرار الإلغاء أو التأجيل على عاتق من يأخذه'

وتابعت 'لا نعفي الاحتلال من المسؤولية عن قرار التأجيل، فهو المسؤول الأول والأخير عن حرمان شعبنا من حقوقه، كما نحمل الأطراف الدولية - التي تتشدق بالحرية والديمقراطية ثم تقف ضدها - المسؤولية عن سـلوك الاحتلال المجرم بحق شعبنا وممارسته السياسية الحرة'.