المقدسيون ينتصرون مجدداً على الاحتلال ويزيلون الحواجز من باب العامود

كتب عبد الرؤوف أرناؤوط:

حقق الشبان المقدسيون انتصاراً جديداً على الحكومة الإسرائيلية بإزالة الحواجز التي وضعتها شرطة الاحتلال على مدرج باب العامود بالمدينة المحتلة.

وأزال عشرات الشبان الحواجز الشرطية التي حاولت إسرائيل من خلالها منع الشبان الفلسطينيين من التواجد في مدرج باب العامود، وسط هتافات 'الله أكبر'، و'القدس عربية'، و'القدس الله حاميها'، و'بالروح بالدم نفديك يا أقصى'.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت: إن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي أصدر تعليمات للشرطة بإزالة الحواجز، بعدما فجرت المواجهات منذ بداية شهر رمضان بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال.

وسارع الشبان الفلسطينيون أنفسهم بإزالة الحواجز الشرطية الإسرائيلية وسط هتافات 'الله أكبر'.

وأدى، مساء أمس، آلاف المواطنين صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى المبارك، وعند الانتهاء منها تجمهروا عند باب العامود، مرددين الهتافات والشعارات الوطنية.

وفي غضون دقائق قليلة اندفع المئات من المواطنين في مدرج باب العامود وسط تعبيرات الفرحة والعناق بتحقيق الانتصار بعد 13 يوماً من المواجهات الليلية.

وأعاد الانتصار الجديد إلى الأذهان انتصار الشباب على الحكومة الإسرائيلية بإجبارها على إزالة البوابات الإلكترونية من مداخل المسجد الأقصى في شهر تموز 2017.

ولأول مرة منذ بداية شهر رمضان امتلأ مدرج باب العامود بالشبان والأطفال الفلسطينيين الذين هتفوا بفرح شديد: 'الله أكبر'، تعبيراً عن الانتصار.

وفي ذروة الاحتفال بإزالة الحواجز الشرطية، تدخل العشرات من أفراد شرطة الاحتلال، وأجبروا المواطنين على إخلاء باب العامود بالقوة.

وبرر أحد عناصر شرطة الاحتلال إجبار المواطنين على إخلاء باب العامود برفع الأعلام الفلسطينية ورشق قوات الشرطة بالحجارة.

واعتقلت شرطة الاحتلال أحد الشبان كما أجبرت المتواجدين في باب العامود على إخلائه.

في غضون ذلك، عرقلت قوات الاحتلال الحركة في محيط باب العامود، ونفذت عمليات ملاحقة للشبان المحتفلين بإزالة الحواجز من المنطقة.

ورغم أن شرارة الاحتجاجات بدأت مع وضع الحواجز الحديديّة في باب العامود، إلا أن الأهالي يؤكّدون أنها نتيجة تراكمات طويلة من هدم المنازل، وزرع البؤر الاستيطانية في الأحياء العربية، والتنكيل الاقتصادي والمنع المتكرّر للصلوات في المسجد الأقصى.

وبالإضافة إلى انتهاكات قوات الاحتلال، انتشرت خلال الأيام الأخيرة الاعتداءات الفرديّة من المستوطنين على الأهالي، ما يثير الخشية من تكرار عمليات الاختطاف، مثل عملية قتل الشهيد محمد أبو خضير عام 2014.

وكانت شرطة الاحتلال عمدت، منذ بداية شهر رمضان، إلى قمع الفلسطينيين الذين أرادوا الجلوس في مدرجات باب العامود بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والمسيلة للدموع عليهم، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين.

وكان نادي الأسير الفلسطيني أشار إلى أن شرطة الاحتلال اعتقلت أكثر من 100 فلسطيني بمدينة القدس منذ بداية شهر رمضان.

وقال النائب العربي بالكنيست أحمد الطيبي الذي تواجد بين الفلسطينيين وإلى جانبه الناشط ناصر قوس: 'تحية لشباب القدس، تحية لأهل القدس'.

وأثارت إزالة الحواجز الشرطية الإسرائيلية حفيظة وغضب جماعة 'لاهافا' العنصرية الفاشية التي انتقدت القرار.

وقال عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جبير: 'الحكومة والشرطة الإسرائيلية خضعتا للمقدسيين بعد إزالة الحواجز الحديدية في باب العامود'.

واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أن الفلسطينيين خرجوا منتصرين في معركة الحواجز الشرطية في باب العامود.

وبهذا الصدد، عبرت حركة 'فتح' عن فخرها واعتزازها بانتصار أهلنا وشعبنا الأبي البطل المرابط الصامد في القدس العاصمة، مؤكدة أن القدس بأهلها الأسود المزمجرة تؤكد وتعلن للقاصي والداني فلسطينيتها وعروبتها.

وقال عضو المجلس الثوري لحركة 'فتح'، المتحدث الرسمي باسمها أسامة القواسمي: 'رغم كل محاولات الأسرلة والتهويد تبقى القدس الأقوى والأعند والأكثر تجذراً بتاريخها وحاضرها ومستقبلها، ولو تخلى عنها جهلة التاريخ وفاقدو البصيرة من ذوي القربى، ورغم أنف الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المدججين بالحقد والكراهية'.

وأضاف: إن إذعان الاحتلال الإسرائيلي بإزالة الحواجز وانسحابه من باب العامود، يعيدنا بالذاكرة مرة أخرى إلى البوابات الإلكترونية التي أزيلت تحت وطأة جباه المصليين، وسواعد الأبطال الأشاوس، وأقدام أهل بيت المقدس التي لا ترتجف ولا تنحني إلا للواحد القهار.

وتابع القواسمي: إن المقدسيين بهبتهم المباركة يدافعون عن كرامة الأمتين العربية والإسلامية، ويعلنون اليوم بحناجرهم المدوية باسم فلسطين والأقصى والقيامة أن القدس بوابة الحل، ولا استقرار دون أن تعود كما كانت، وستبقى زهرة المدائن وعاصمة دولة فلسطين المستقلة.

من جهته، قال مستشار ديوان الرئاسة أحمد الرويضي: إن إزالة الحواجز تمت بفضل 'إرادة الفلسطينيين في القدس الذين وقفوا وقالوا: لا لتدخل الاحتلال ولا لاعتراض المصلين المغادرين من المسجد الأقصى'.

وشدد الرويضي على أنه من حق الفلسطينيين في القدس أن يؤدوا الصلوات بالمسجد الأقصى بحرية والتجول بالأسواق في المدينة دون أي تدخل إسرائيلي.