اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
رغم ما حققه الاحتلال مما يعتبرها إنجازات عسكرية في العامين الأخيرين، لكنه في الوقت ذاته ما زال غارقا في بحر من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، من العدوان على غزة ثم لبنان وأخيرا إيران، إلى مصير المختطفين، لأنه عدما لا تخبر الحكومة جمهورها بما يحدث بالفعل، يجد الإسرائيليون أنفسهم يحاولون فك رموز الأدلة بدلاً من تلقي المعلومات الأساسية حول التحركات التي تتم باسمهم، فيما هم منهكون بالفعل، وفي حيرة من أمرهم، مع أن هناك مشكلة مركزية واحدة يمكن لحلها أن يحرر جميع الجبهات الأخرى.
وأكد الجنرال إيتان بن إلياهو، القائد الأسبق لسلاح الجو، أن 'الطيران نفذ عملية ناجحة في إيران، لكن حتى الآن ليس معروفاً ما إذا كان البرنامج النووي تم القضاء عليه، أو ما إذا كان اليورانيوم المخصب تم تدميره بالكامل، أو ما إذا كان لا يزال مخفياً في مكان ما فيها، لأنه لا أحد يعلم التداعيات السياسية لهذا النجاح، وأين سيقود، بعد أن أمضى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أسبوعًا كاملاً في واشنطن مع عائلته ومساعديه، وتحدث لساعات طويلة مع رئيس الولايات المتحدة، ولا أحد يعرف ما قيل هناك'.
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته 'عربي21' أن 'نتنياهو دأب على ترديد شعار 'النصر الشامل'، لكن لا أحد يعرف كيف يتحقق، لا أحد لديه أي فكرة عن طبيعة 'القتال القوي'، وأين يقود، وماذا تفعل الفرق الخمسة في غزة الآن، وهل سيتم إنشاء حكم عسكري فيها، وإذا حدث ذلك، فهل سيؤدي لطرد الفلسطينيين، والاستيطان اليهودي فيها، ولماذا لا يعود مستوطنو غلاف غزة لمنازلهم، ومتى يعود من حرسوا الحدود الشمالية لسنوات طويلة لحالتهم الطبيعية بالكامل'.
وأشار إلى أن 'التساؤلات تتواصل: فهل سيكون هناك اتفاق جزئي للأسرى لا يعرف مصيره، أم اتفاق كامل يتضمن وقف القتال، وما هي الحالة الجسدية والنفسية للمختطفين، وكم منهم سينجو، ومن سيتم إدراجهم ضمن المجموعة الأولى من المفرج عنهم، وهل سينجو الآخرون، وأين يتم إخفاء أو دفن جثث القتلى منهم'.
وواصل تساؤلاته 'ماذا حدث للتطبيع مع دول المنطقة، الذي بدا في الماضي غير البعيد وكأنه على بعد خطوة واحدة من التحقق، وهل تستمر الولايات المتحدة بدفع مسار السلام مع السعودية، أم ستتبع استراتيجية نتنياهو الحربية، ولماذا يتجه الوضع الداخلي الإسرائيلي نحو أزمة دستورية عميقة، وهل ينجح الكنيست في حشد الحريديم لمواجهة التحديات الأمنية'.
وأوضح أنه 'بدلاً من تقديم الإجابات عن كل هذه التساؤلات، يتم غمر الاسرائيليين بمعلومات جزئية ومضللة في بعض الأحيان، وفي خضم هذا البحر من الأسئلة، يشعرون بالإرهاق والحيرة، ولا يعرفون ما وراء سيل المعلومات المضللة، وما الذي يحدث في الحقيقة، وأين تتجه الأمة، وهذا هو سبب الشعور بالضيق الذي يرافق الكثيرين منهم، ويعلنون بصوت عالٍ: ماذا يمكننا أن نفعل إذن'.
وأكد أنه 'عندما تتشابك الأنظمة الكبيرة، التنظيمية، التقنية، أو المحوسبة، في سلسلة من الإخفاقات التي تقوض النظام السياسي الاسرائيلي، فإن القيادة ترتكب الخطأ الشائع المتمثل بالتسرع في الوصول لحلول جزئية لأنها تبدو أكثر توفرًا، وأسهل للحل، والأسوأ من ذلك اختيار البديل الشائع، وعدم فعل أي شيء، أو تقديم حل لمشكلة من شأنها أن تخدم في المقام الأول مصالح حزبية'.
وبين أنه 'في نظام سياسي إسرائيلي كبير، محاصر في تعقيدات الأسئلة والمشاكل، هناك نقطة واحدة حلها يستلزم سلسلة من الحلول لجميع المشاكل الأخرى، وهي وقف القتال في غزة على الفور، وإعادة جميع الرهائن في الصفقة، مما قد يؤدي لتخفيف الحصار الذي يعيشه الاسرائيليون، وحلّ قضايا عودة مستوطني الغلاف من تلقاء أنفسهم، وتعود الدبلوماسية مثل اتفاق التطبيع مع السعودية إلى الحياة، مما سيضخّ زخماً إيجابياً في الساحة السياسية، ويجذب مزيدا من الدول للانضمام إليها'.
وختم بالقول إن 'وقف الحرب في غزة سيعمل على تقليص التصدّع المدمر الذي يهدد المجتمع الإسرائيلي من الداخل، لكن ما دامت علامات الاستفهام تتزايد، والإجابات مرفوضة، فإن الدولة بأكملها ستظل عاجزة في مواجهة مستقبل يكتنفه الضباب'.ش