المصادقة على القطار الهوائي في القدس خطير وبداية لابتلاع البلدة القديمة

لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى بكل قوتها السياسية والأمنية في تكريس سيادتها على مدينة القدس عبر تمرير المخططات والمشاريع التي تكمن في باطنها الطابع 'التلمودي' و'اليهودي'، وكان آخرها مصادقة المحكمة 'الإسرائيلية' العليا بشكل مفاجئ على إقامة 'قطار هوائي' في البلدة القديمة بالمدينة، معترضة كافة الالتماسات التي تعترض بناءه.

مخاطر كبيرة، قد تتعرض لها البلدة القديمة على صعيد المورث الثقافي والحضاري والمعماري الفلسطيني والمقدسي حيال إقامة هذا المشروع الذي يرفضه الأهالي والتجار والجمعيات المدنية الفلسطينية، وهو يواجه انتقادات كبيرة بسبب المخاطر المترتبة عليه.

ويرى الناشط المقدسي ناصر حمامرة، أن مصادقة المحكمة 'الإسرائيلية' العليا على إقامة القطار الجوي الممتد حتى عمق البلدة القديمة في القدس، لجاء لـ'تكريس وجود الاحتلال ومستوطنيه في المدينة بحيث تصبح ذات طابع يهودي كامل'.

ويعد حمامرة، هذا المشروع خطوة متقدمة تسعى من خلالها سلطات الاحتلال إلا أن تكون المدينة المقدسة عبارة عن مكون 'إسرائيلي تلمودي بشكل كامل'.

و'تحاول حكومات الاحتلال منذ زمن طويل فرض السيادة (الإسرائيلية) على مدينة القدس في عملية تعويضية بمختلف المستويات السياسية والأمنية والقضائية، عبر بناء مشاريع و تمرير مخططات لصالحه'، كما يقول حمامرة لـ'وكالة فلسطين اليوم الإخبارية'.

وأضاف أن 'مشروع تمرير القطار الجوي هو مخطط له مسبقًا في دوائر الحكومة في 'تل ابيب' ويعكس مستوى عدائية كيان الاحتلال ضد الإرث المقدسي والفلسطيني الموجود في القدس وبدلتها وأحياؤها'.

وأوضح الناشط المقدسي، أن مسار القطار سيتخلله عمليات هدم وتغيير ديمغرافي في البلدة يؤثر على الموروث الثقافي والحضاري والمعماري الفلسطيني، مشيرًا إلى أن البلدة القديمة غير مؤهلة لأي تغير معماري.

وبيّن أن هذا المشروع عبار عن امتداد للمشروع الاقتصاد الكبير 'الإسرائيلي' الذي يمتد على مسافة كبيرة في أحياء المدينة وسيشهد عند تمريره هدم العديد من البيوت الفلسطينية في مساع لطمس البلدة القديمة ذات الطابع الإسلامي العربي وإحلال محلها مشروع تجاري يأخذ طابع 'الهوية اليهودية'.

ولمواجهة المخططات 'الإسرائيلية' التهويدية، أكد حمامرة، ضرورة تعزيز صمود المواطن المقدسي بمختلف المجالات سواء أكانت اجتماعية أو اقتصادية، كما والمطلوب حراك وطني جامع وشامل نصرةً ودفاعًا عن القدس وأهلها.

ويشمل مخطط  'القطار الهوائي' الذي صادقت عليه لجنة البنى التحتية 'الإسرائيلية عام 2019' عدة محطات بالقدس، وهو ما يجعل المورث الثقافي والحضاري في خطر تلك المشاريع من الهدم والاندثار.

من جهته، أفاد المحامي سامي ارشيد لمركز معلومات وادي حلوة بالقدس، بأن المحكمة 'الإسرائيلية' رفضت الالتماسات الفلسطينية المقدمة ضد بناء القطار الهوائي، رفضًا مفاجئًا، قائلاً: إن 'المحكمة الإسرائيلية منحت في هذا الرفض الضوء الأخضر للبدء بتنفيذ المشروع، رغم الاعتراضات التي قدمت ضده'.

مخطط مسبقًا

وأضاف المحامي، ارشيد، أن الاعتراضات المقدمة باسم أهالي سلوان، وتجار البلدة القديمة ومن آخرين قوبلت بالرفض رغم المخاطر المحدقة عند تطبيقه في المساس بالبلدة القديمة والمنظر العام لأسوار القدس، إضافة الى الأضرار للإرث الحضاري والتاريخي والمعماري للمدينة.

وأشار إلى أن مشروع 'القطار الهوائي' اشتق من 'المشروع الهيكلي الخاص المحيط بالقدس القديمة'، والذي بدأ الاحتلال في العمل عليه قبل أكثر عشر سنوات.

وكانت ما تسمى بـ'سلطة تطوير القدس'، قد أعلنت، قبل عامين، عن انطلاق مشروع 'القطار الهوائي' في محيط البلدة القديمة بالشراكة مع بلدية القدس ووزارتي المواصلات والسياحة، حيث تعتبر 'السلطات الإسرائيلية' بأن هذا المشروع هو ضمن 'المشاريع القومية الوطنية للمواصلات ونقل السياح الى البلدة القديمة'، وفقًا لما ذكره المحامي ارشيد.

ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، صدر اليوم، بالمصادقة على إقامة خط للقطار الهوائي في البلدة القديمة بالقدس، قائلةً: إن 'خط القطار جزء لا يتجزأ من حملات تهويد القدس، وبلدتها القديمة وتشويه هويتها الحضارية الفلسطينية المسيحية الإسلامية'.

واعتبرت الخارجية الفلسطينية، هذا المشروع 'جزءا من حملات تغيير واقع القدس التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم'، وعدت ذلك 'تصعيدا إسرائيليا خطيرا يهدد ساحة الصراع بانفجارات كبرى يصعب السيطرة عليها'.

وطالب بيان الوزارة، المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بسرعة التحرك والضغط على دولة الاحتلال لوقف تنفيذ هذا المشروع فورًا، لما سيشكل من مخاطر كبيرة على المدينة والميدان.