اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
احتشد أكثر من 80 ألف شخص، يوم السبت، في قلب العاصمة البريطانية لندن، ضمن واحدة من أكبر التظاهرات المؤيدة لفلسطين منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وطالب المشاركون بوقف الدعم البريطاني لإسرائيل، ووقف تصدير الأسلحة التي تُستخدم في القصف والتجويع الممنهج للفلسطينيين في القطاع المحاصر.
وجاءت المسيرة الحاشدة بدعوة من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، بالشراكة مع التحالف المتضامن مع فلسطين، بالتزامن مع مرور 21 شهراً على العدوان المستمر، الذي خلّف مجازر جماعية وأدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
صوت واحد في شوارع لندن: 'لن نصمت'
منصة الخطابات في شارع 'وايتهول' شهدت لحظة مؤثرة عندما صعد الجراح الفلسطيني المقيم في بريطانيا، الدكتور محمد مصطفى، العائد حديثاً من غزة، ورفع أمام الجماهير ملابس العمليات الملطخة بالدماء، التي ارتداها أثناء إسعاف المصابين تحت القصف.
وقال مصطفى: 'هذه الملابس تحمل دماء من لم أتمكن من إنقاذهم... نساء وأطفال ومرضى، لن أنساهم ما حييت. أرتديها هنا لأنهم لم يعودوا قادرين على الحديث، ويجب أن يتحدث أحد باسمهم.'
وأضاف: 'مُنع دخولي غزة، لا لأنني طبيب، بل لأنني قلت الحقيقة. لكن صوتي لن يُسكت، وسأرفعه اليوم باسم غزة، وباسم من صمد، وباسم من رحل ولم يُذكر.'
وروى مصطفى أن أحد أقاربه استُشهد أثناء وقوفه في طابور للحصول على الطعام، قائلاً: 'لم يكن مقاتلاً، بل أباً يبحث عن لقمة لأولاده. لم يُقتل في معركة، بل في سياسة ممنهجة للتجويع والقهر.'
أما فارس عامر، المتحدث باسم المنتدى الفلسطيني، فقال: 'شاركنا اليوم في واحدة من أضخم المسيرات في تاريخ المملكة المتحدة الحديث، تنديداً بسياسة التجويع والإبادة التي تُمارس بحق الفلسطينيين. ونطالب الحكومة البريطانية بوقف تصدير السلاح وقطع كل أشكال الدعم لهذا العدوان.'
شخصيات سياسية ونقابية تتصدر المشهد
وشهدت التظاهرة حضوراً واسعاً لشخصيات سياسية ونقابية وفنية، أبرزهم جيريمي كوربن، ريتشارد بورغن، زوي غاربت، ليان محمد، جو غريدي، ستيف أودونيل، نادين شاه، والسفير حسام زملط، إلى جانب ممثلين عن اتحادات طلابية ونقابية ويهودية مناهضة للصهيونية.
رغد تكريتي، عن الرابطة الإسلامية في بريطانيا، شبّهت ما يجري في غزة بمجزرة سربرنيتسا التي أحيى العالم ذكراها الثلاثين، قائلة: إن عبارة 'لن يتكرر ذلك مجددًا' تحطمت تحت القنابل التي تنهال على غزة، وتحت صمت العالم الذي يحمي الجناة... هذه الحكومة أسرع في معاقبة فنان من أن تدين مجازر جماعية.'
وتابعت: 'سيأتي يوم للحساب، لكل من وافق على تصدير السلاح، ولكل إعلام شوّه الحقيقة، ولكل حكومة منحت الغطاء السياسي للإبادة.'
تحية لشهداء القطاع الصحي
الناشط والممرض الفلسطيني أحمد بكر استذكر 1580 من العاملين في القطاع الصحي الفلسطيني الذين قُتلوا خلال العدوان، وقال: 'هؤلاء هم أبطالي وقدوتي. زاملتهم بفخر، ورأيتهم يُغتالون أمام العالم بصمت. لقد جعلوا المستحيل واقعًا... إبادة جماعية تُبث على الهواء مباشرة. وإذا استطاعوا فعل ذلك، فنحن أيضًا نستطيع أن نحقق العدالة. سنرى نتنياهو في لاهاي، وسنرى فلسطين حرّة.'
الناشطة البريطانية من أصول فلسطينية، ليان محمد، وجهت رسالة إلى الحشود قائلة: 'جئنا اليوم لنبكي الشهداء، ونكرّم من بقي، لكننا جئنا أيضاً لنطالب بالتحرك. الصمت تواطؤ، وصمت بريطانيا يصمّ الآذان. إذا لم يتحدث قادتنا، فنحن سنعلو بأصواتنا.'
وفي ختام المسيرة، وجّه المتظاهرون رسالة مباشرة إلى الحكومة البريطانية، أعربوا فيها عن غضبهم من استمرار بيع الأسلحة لإسرائيل، واستقبال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، في لندن قبل أيام قليلة فقط من المظاهرة.
وقال إسماعيل باتل، مؤسس منظمة 'أصدقاء الأقصى': 'ما يحدث في غزة ليس حربًا خرجت عن السيطرة، بل إبادة مُخطط لها بدقة. يريدون إسكاتنا، لأنهم يخشون الحقيقة… ويخشون قوة أصواتنا.'