"جفرا" و"دروسوس".. انطلاقة جديدة في مسيرة الموسيقى الفلسطينية

كتب يوسف الشايب:

'الاتفاقية ما بين شركة جفرا للإنتاج الفني ومؤسسة دروسوس الدولية في غاية الأهمية، بحيث تأتي لتسد فراغاً في البنية التحتية التي من شأنها أن ترتقي بعمل الفنان الفلسطيني، وتشمل إنشاء أستوديوهات، وإدارة وتمويل الإنتاج والتوزيع، وصناعة الألبوم، وتسويقه، وغير ذلك'.. قال الفنان سمير جبران، رئيس مجلس إدارة 'جفرا' للإنتاج الفني ومؤسس الثلاثي جبران، خلال حفل توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية ما بين 'جفرا' و'دروسوس'، الإثنين الماضي، في مقر المؤسسة بمدينة رام الله.

وأضاف جبران: كان الفنان الفلسطيني ينتظر المنح لإنتاج ألبومه الموسيقي أو الغنائي، وبات علينا الوصول إلى مرحلة تحقيق الأرباح ممّا يُنتج، وهذا يدخلنا في إطار صناعة الموسيقى فكرة وتنفيذاً، بحيث يعتاش العديد من الفنانين عبر ما يقدمونه من إبداعات كحال الفنانين في العديد من دول العالم.. هذه الاتفاقية ستوفر لشركة جفرا (طابع فني) المساحة لربط الفنانين الفلسطينيين ما بين بعضهم البعض أولاً، وبشركات عالمية في أوروبا وغيرها'.

وختم جبران: الثقافة هي الوسيلة الأقوى للحفاظ على هويتنا، والنضال ضد جميع أشكال الاستعمار والتخلف.. هذه الاتفاقية من شأنها دعم مشروع 'جفرا' في مساعيه للعمل مع الشباب من أجل النهوض بمستوى الأعمال الموسيقية لهم.

وتتضمن الاتفاقية دعم مشاريع عدّة من بينها إطلاق عدد من البرامج الموسيقية التي تهدف إلى تطوير صناعة الموسيقى الفلسطينية كوسيلة لخلق فرص اقتصادية وتحقيق الاستدامة، وعلى رأسها تطبيق 'غزال' وبرنامج الريادة في الموسيقى.

وقالت المديرة الإقليمية لمؤسسة دروسوس السويسرية المتخصصة بمجالي الإبداع والتمكين الاقتصادي ريم خليل: هذه الاتفاقية تأتي في إطار برنامج 'الصناعات الإبداعية'، وهو أحد برامج المؤسسة ويتعلق باستخدام الفنون من أجل التمكين الاقتصادي لعدد من الفنانين الشباب العاملين في الحقل الموسيقي، بحيث يتمكنون من إنتاج إبداعاتهم الموسيقية.

وأضافت خليل: في الوقت الذي خذلت فيه السياسة الناس في جميع أنحاء العالم، لعبت المنافذ الثقافية والفنية دوراً مهماً في تمكين الشباب من التعبير عن أنفسهم وقول الحقيقة من منظورهم الخاص والشعور بالانتماء، وكذلك التواصل مع بقية العالم، لافتة إلى أن هذه الاتفاقية مع 'جفرا'، من شأنها أن تتغلب على بعض التحديات التي تعيق نمو صناعة الموسيقى في فلسطين والتي تحول دون تحقّق كامل لأقصى إمكاناتها، وبشكل خاص، ضعف ريادة الأعمال والإدارة الثقافية بالإضافة إلى الدورات التدريبية المنظمة وذلك من خلال تمكين عشرين شابة وشاباً من إنشاء شركات ناشئة في صناعة الموسيقى، بهدف الحصول على فرص اقتصادية، وإنشاء واجهة لصناعة الموسيقى المحلية الفلسطينية.

ولعبت 'جفرا' خلال العشر سنوات الماضية دوراً أساسياً في مشهد الإنتاج الموسيقي في فلسطين، حسب مديرها العام الفنان سامر جرادات، حيث أنتجت العديد من الأعمال وشاركت في تأسيس مجموعة من البرامج والمشاريع الموسيقية المحلية والعالمية. وبمرور العقد الأول من عمرها، تتجه 'جفرا' نحو التركيز على تنفيذ برامج إستراتيجية يمكن أن تؤسس لمستقبل أفضل لصناعة الموسيقى والعاملين فيها في فلسطين، علاوة على سعيها للوصول إلى مشهد موسيقي غني ومتنوع يسعى للتحرر والاستقلال واحترام الآخر وبناء اقتصاد قوي.

من جهته، شدد عضو مجلس إدارة 'جفرا' وائل السعدي على أن العالم يتجه اليوم نحو رؤية جديدة لدور الثقافة، ومدى التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تشكله على الاقتصاد، موضحاً أن الشباب هم الفئة الأكثر قدرة على خلق هذه النماذج، خصوصاً في فلسطين التي تمتلك كل الموارد، خاصة البشرية، لتحقيق ذلك.