اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
اتهمت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الأحد، إسرائيل باستخدام سياسة التجويع الممنهج بحق المدنيين في قطاع غزة، مؤكدة أن مليون طفل فلسطيني يواجهون خطر المجاعة في ظل استمرار الحصار ورفض الاحتلال السماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وقالت الأونروا في منشور عبر منصة 'إكس' إن 'السلطات الإسرائيلية تُجَوِّع المدنيين في غزة، من بينهم مليون طفل'، مضيفة أن ما يجري في القطاع هو جزء من سياسة إبادة جماعية ممنهجة تنتهجها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ودعت الوكالة إلى رفع الحصار فورًا والسماح لها بإدخال الغذاء والدواء إلى السكان المحاصرين.
يأتي هذا في وقت حذرت فيه وزارة الصحة في غزة من دخول القطاع مرحلة 'المجاعة الكبرى'، مع تسجيل أرقام صادمة لحالات الوفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، وسط صمت دولي غير مسبوق وتجاهل تام لنداءات الإغاثة الإنسانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور خليل الدقران، إن القطاع يعيش كارثة إنسانية حقيقية على كافة المستويات، مشيرًا إلى أن أكثر من 620 شخصًا، بينهم 69 طفلًا، توفوا نتيجة نقص الغذاء والدواء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل استخدام التجويع كسلاح لإبادة السكان، من خلال إغلاق جميع المعابر ومنع إدخال الغذاء والدواء والوقود منذ أكثر من 140 يومًا.
وأكد الدقران أن ما تمارسه إسرائيل من منع ممنهج للإمدادات الأساسية دفع بالقطاع الصحي إلى حافة الانهيار الكامل، لافتًا إلى أن أكثر من 600 ألف طفل دون سن العاشرة يواجهون خطر الموت جوعًا، من بينهم 60 ألف رضيع حرموا من حليب الأطفال، إضافة إلى 60 ألف سيدة حامل لا يحصلن على تغذية مناسبة. وأوضح أن الطواقم الطبية باتت عاجزة عن التعامل مع الأعداد المتزايدة من المجوعين الذين يصلون إلى المستشفيات في حالات إعياء شديد.
وفي تطور مأساوي جديد، أعلن عن استشهاد الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام) صباح اليوم، بسبب مضاعفات سوء التغذية والجوع، لتكون أحدث ضحايا المجاعة التي تضرب أطفال غزة بلا رحمة.
من جانبه، قال مدير الإغاثة الطبية في غزة، الدكتور محمد أبو عفش، إن 650 ألف طفل في القطاع مهددون بسوء التغذية الحاد إذا لم يتم تزويدهم بالغذاء اللازم بشكل عاجل، مشيرًا إلى أن 17 ألف طفل يعانون بالفعل من سوء تغذية حاد، وأن المستشفيات أصبحت غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الحالات المصابة بالجفاف ونقص التغذية.
إلى ذلك، شدد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة على أن القطاع يتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع استمرار سياسة التجويع والقتل والتدمير التي تنتهجها إسرائيل بحق أكثر من 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل.
وأكد في بيان له أن إسرائيل تمارس 'أكبر مجزرة جماعية في التاريخ الحديث'، وسط تواطؤ دولي وصمت قاتل، متهمًا المجتمع الدولي بعدم القيام بأي خطوات عملية لوقف الجريمة.
وأشار البيان إلى أن إسرائيل أغلقت جميع المعابر منذ 2 مارس/آذار 2025، مانعة إدخال أي مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء، والدواء، وحليب الأطفال، والوقود، ما تسبب في تفشي المجاعة على نطاق واسع وارتفاع عدد الضحايا يومًا بعد يوم.
كما انتقدت وزارة الصحة آلية توزيع المساعدات الأميركية – الإسرائيلية، ووصفتها بـ'مصائد الموت'، بعد تسجيل حالات تسمم جماعي جراء تناول بعض هذه المساعدات، وأشارت إلى أن عدد الضحايا نتيجة هذه المساعدات بلغ أكثر من 900 شهيد و6 آلاف مصاب.
وفي ختام تصريحاته، وجه الدكتور الدقران نداءً عاجلًا إلى 'ما تبقى من ضمائر حية'، محذرًا من أن كل لحظة تمر دون دواء أو غذاء 'ثمنها حياة طفل أو امرأة أو شيخ مسن'، وداعيًا إلى تحرك دولي فوري وفعّال لوقف هذه المأساة الإنسانية وفتح تحقيق دولي لمحاسبة المسؤولين عن جريمة التجويع الجماعي.